اتهم المدير السابق لمكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في نيويورك - كريغ مخيبر، وسائل الإعلام الغربية بالتواطؤ في الإبادة الجماعية التي تجري في قطاع غزة، مؤكداً أن هذه المنافذ الإعلامية يجب أن تُحاسب على دورها في الصراع الدائر، وذلك اليوم الثلاثاء 27 أغسطس/آب 2024.
ويعزو كريغ مخيبر الفظائع التي ارتكبت ضد الشعب الفلسطيني إلى ثلاثة مكوّنات رئيسية: تصرفات إسرائيل، وتواطؤ الحكومات الغربية مثل تلك الموجودة في الولايات المتحدة وبريطانيا، ودور شركات الإعلام الغربية.
كما يؤكد مخيبر أن هذه المنظمات الإعلامية تنشر عمداً معلومات مضللة ودعاية إسرائيلية، وأنها تبرر جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية من خلال نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين وإخفاء المعلومات حول الإبادة الجماعية عن الجماهير الغربية.
كما يتهم وسائل الإعلام الغربية بتعمد "إسكات" المعلومات حول دعوى قضائية رفعتها جنوب افريقيا، والتي تسعى إلى جعل محكمة العدل الدولية تعترف بأفعال إسرائيل على أنها إبادة جماعية. بالإضافة إلى ذلك، يسلط الضوء على أن وسائل الإعلام قللت من أهمية أو تجاهلت طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية - كريم خان، بإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي - بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع - يوآف غالانت.
ويشير كريغ مخيبر إلى أن وسائل الإعلام الغربية غالباً ما تذكر أن الفلسطينيين "يموتون" بدلاً من "يُقتلون من قِبَل الجانب الإسرائيلي".
كما يرى المسؤول الأممي السابق أن الصحفيين يتلقون تعليمات بعدم ذكر الأراضي المحتلة أو مخيمات اللاجئين، وهو ما يراه جهداً لتشكيل رواية لا تؤثر فقط على الرأي العام بل تؤثر أيضاً على المسؤولين الغربيين، الذين يشاركون بشكل مباشر في دعم إسرائيل من خلال الوسائل العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية.
إلى ذلك يدعو كريغ مخيبر إلى فرض عقوبات على وسائل الإعلام الغربية وإجراء تقييم قانوني لنهجها ولسياساتها.
يُذكر أن مخيبر استقال من منصبه في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، منتقداً الأمم المتحدة لفشلها في تحمل مسؤولياتها في معالجة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي بعد أكثر من 30 عاماً من الخدمة.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: badwanart0/Pixabay
المصدر: تاس