"تعلن موسكو عن أسفها لأن الوضع الحالي في العلاقات الإيرانية - الأمريكية لا يسمح لإيران بالانضمام إلى صيغة "الثلاثية" الموسّعة (روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان) بشأن التسوية السلمية الأفغانية". وصرّح بذلك اليوم الثلاثاء 3 أغسطس/ آب 2021، الممثل الخاص للرئيس الروسي في أفغانستان، مدير القسم الثاني لآسيا في وزارة الخارجية، زامير كابولوف، خلال مناقشة افتراضية عبر الإنترنت في مؤسسة "غورتشاكوف" للدبلوماسية العامة.
وقال زاميركابولوف: "في البداية، عندما تم إنشاء هذه الثلاثية الموسّعة، تم الانطلاق من مفهوم أن جمهورية إيران الإسلامية ستكون العضو الإلزامي الخامس فيها. ولكن بسبب الوضع الراهن في العلاقات الإيرانية - الأمريكية، المعروف للجميع، فإن الإيرانيين ولأسباب سياسية وايديولوجية، ليسوا مستعدين بعد للجلوس على طاولة واحدة مع الأمريكيين وحل أي قضايا".
وأضاف كابولوف: "هذا حقهم - لكننا نأسف، لأننا حقاً نفتقد إيران كشريك، ولأنه في هذه المرحلة، التي أشرنا إليها بالفعل، كان من المهم بالنسبة لنا، جنباً إلى جنب مع الإيرانيين والباكستانيين والصينيين والأمريكيين، تحريك عملية التنظيم السياسي في أفغانستان من النقطة الميتة التي لا تزال موجودة فيه".
وبحسب الممثل الخاص للرئيس الروسي، فإن إيران هي أحد اللاعبين الرئيسيين في "المجال الأفغاني". وتابع قائلاً: "أنا شخصياً أعتقد أن باكستان وإيران بشكل عام هما الدولتان الأكثر أهمية وتأثيراً في سياق التسوية الأفغانية".
الدور الروسي
وبحسب زامير كابولوف، فإن روسيا لا تثق بالوعود التي تأتي من الأطراف المتصارعة في أفغانستان، ولكنها تضع ضمانات للوفاء بها.
واستدرك موضحاً: "أنا أفهم تماماً تكلفة الكلمة المُعطاة لنا، وكما أفهم تماما أنه: من أجل الحفاظ على هذه الكلمة. يجب ألا يُصدق المرء فحسب، بل يجب أن يرغم أيضا على الحفاظ عليها. نحن براغماتيون جدا أصحاب بال طويل بشأن هذه الأشياء. وإذا قرّر الجانب الذي يعطينا كلمته أن يكسرها، فعليه أن يفهم تماماً تكلفة كسرها. كما تُبرهن روسيا على ذلك ببلاغة شديدة وبكل قوتها، ولكن أيضاً وبدقة في نفس الوقت"، وذلك في معرض ردها على سؤال عما إذا كان من المُمكن الوثوق بوعود ممثلي حركة "طالبان" (المحظورة في روسيا الاتحادية)".
وبحسب زامير كابولوف، يسود اعتقاد لدى حواليّ الثلثين من أعضاء"طالبان"، أن بإمكانهم تحقيق المزيد من خلال المفاوضات بين الأفغان بشكل أكثر من العمليات القتالية، منوهاً أن "هذه الكتلة الحرجة من المشاعر نمت، وهذه لحظة مهمة للغاية".
ولفت في الوقت نفسه إلى أن "مواصلة عملية التسوية لن تسير بسلاسة".
واختتم الممثل الخاص للرئيس الروسي في أفغانستان حديثه قائلاً: "إننا جميعاً نأخذ هذا في الحسبان ونفهم جيدا أن الدبلوماسية الحقيقية لا تقوم على العواطف، بل تقوم على المصالح والإمكانيات".
الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن، في 14 ابريل/ نيسان 2021، قراره إنهاء العملية العسكرية في أفغانستان، والتي أضحت أطول حملة عسكرية خارج حدود اللايات المتحدة في التاريخ الأمريكي.
وعلى هذه الخلفية، تشهد الجمهورية الإسلامية تدهوراً في الوضع الأمني مرتبطاً بحقيقة أن مقاتلي "طالبان" يقومون بتصعيد هجومهم على العديد من الاتجاهات.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: المكتب الصحفي في وزارة الخارجية الروسية / تاس
المصدر: تاس