Ru En

هكذا يبدأ شهر رمضان المبارك عند المسلمين

١٢ أبريل ٢٠٢١

يبدأ شهر رمضان المبارك، الشّهر المقدّس في الدين الإسلامي، في العام 2021 مع غروب الشمس في يوم 12 ابريل/ نيسان.

 

وقال نائب رئيس مجلس العلماء (علماء الدين) التابع للإدارة الدينية للمسلمين في روسيا الاتحادية، رئيس الإدارة الدينية للمسلمين في موسكو، إلدار علاء الدينوف، "إن مساجد موسكو سوف تكون مفتوحة أمام المصلين لأداء صلاة الجماعة، ولكن ستتم مراعاة التدابير الصارمة للتباعد الاجتماعي فيها".

 

وفي لقاء مع وكالة أنباء "تاس"، أشار المفتي علاء الدينوف إلى أنه "في شهر رمضان، ستعمل المساجد كالمعتاد، بما في ذلك سيتمكن المؤمنون من الحضور لصلاة التراويح الجماعية، وهي الصلاة الليلية التي يؤديها المسلمون خلال شهر الصيام المبارك. ولكن في ظل الوضع الحالي، ما زلنا ننصح المؤمنين بالبقاء في المنزل وأداء صلاة التراويح مع عائلاتهم. فإذا أراد الإنسان زيارة المسجد فعليه الالتزام بمتطلبات السلامة الصحية: أن يكون مرتدياً الكمامة، وأن لا يقطع يتجاوز مسافة التباعد.. وما إلى ذلك".

 

يُشار إلى أنه تتم إقامة صلاة التراويح بشكل طوعي "سُنّة" في المساجد خلال شهر رمضان، كل يوم بعد فريضة صلاة العشاء. وخلال 2020، وبسبب انتشار وباء فيروس كورونا، لم تقم الإدارة الدينية للمسلمين في روسيا الاتحادية بإجراء صلاة التراويح الجماعية، ولكن كان بثها عبر الإنترنت متاحا للمؤمنين.

 

وخلال شهر رمضان، يحاول المسلمون القيام بالأعمال التقية ودفع الصدقات ومساعدة الآخرين.

 

من جهته، قال رئيس الجمعية الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، المفتي ألبير كرغانوف في تصريح لوكالة "تاس"، إنه في عام 2021 يدعو المجلس كافة هياكله، إن أمكن، لتقديم المساعدة لكل المواطنين المحتاجين من روسيا والمهاجرين (المغتربين).

 

وأشار في تصريح لوكالة "تاس"، إلى أنه "بقدر الإمكان، بالتأكيد، سنقدّم المساعدة في المساجد، وفقا للإجراءات التي تحدّدها "روسبوتريبنادزور" (الهيئة الفيدرالية للرقابة في مجال حماية حقوق المستهلك ورفاهية الإنسان)، كما نخطط لعقد موائد إفطار صغيرة للمحتاجين، وتوزيع للمواد الغذائية".

 

ولفت المفتي كرغانوف إلى أن هذا مُهم للغاية، ونحث الأشخاص الذين لديهم مثل هذه الفرصة على الاهتمام بتطلعات الأشخاص المحتاجين، وكبار السن، وقدامى المحاربين، لمساعدة العائلات الكبيرة والمهاجرين. حاولنا القيام بذلك كل عام، وهذا العام، بالطبع، سوف نبذل أقصى جهودنا لتقديم المساعدة".

 

كما أنه سيتم هذا العام إحياء المشروع الثقافي والتعليمي التقليدي السنوي للإدارة الدينية الإسلامية لموسكو والإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية وحكومة العاصمة "خيمة رمضان"، الذي يُقام خلال الشهر الكريم في المسجد التذكاري في منطقة "باكلونايا غوري"، وذلك على العكس مما جرى العام الماضي.

 

ومع ذلك، سيتغير شكله: على سبيل المثال، سيتم توزيع وجبة طعام الإفطار في صناديق غداء خاصة وفي الأماكن المفتوحة لتقليل خطر إصابة المؤمنين بفيروس كورونا.

 

وقال المفتي علاء الدينوف لوكالة "تاس": "داخل الخيمة نفسها، سيكون عدد المقاعد محدوداً، وسيتم تقليص برنامج الأمسية. في السنوات السابقة، تم وضع طاولات الخيمة في عدة ممرات، حيث كان هناك تدفق مستمر من الضيوف. ولسوء الحظ، اضطررنا هذا العام إلى التخلي عن هذه الصيغة".

 

بالنسبة للأمور الأخرى، حسب قوله، سيكون شكل الفعاليات الخيرية التقليدية، وعلى وجه الخصوص، توزيع طرود الطعام. "هذا العام، سيتم تنظيم هذه العملية مع مراعاة المتطلبات الصحية والوبائية. ومن أجل منع الانتشار، ستقام الفعاليات في إطار المساجد والتجمعات المستقلة الفردية".

 

 

توقيت الشهر الكريم

 

وبحسب فتوى مجلس شورى علماء الإدارة الدينية للمسلمين الروس، سيحل شهر رمضان في عام 2021 مع غروب الشمس في 12 ابريل/ نيسان. ويجب اعتبار اليوم الأول للصيام 13 ابريل، والأخير هو 12 مايو/ أيار المقبل. كما تأتي عطلة عيد الفطر في 13 مايو/ أيار، وستُقام صلاة التراويح الأخيرة في 11 مايو/ أيار.

 

ويتم تحديد تاريخ بداية الشهر الكريم عبر التقويم القمري الإسلامي، الذي يؤرخ فيه التسلسل الزمني من سنة الهجرة (16 يوليو، 622 ميلادية)، علماً أنه من المستحيل تحديد الموعد الدقيق لبدء الصيام لجميع المسلمين، بسبب الاختلاف في خطوط العرض الجغرافية، ولذلك لكل بلد حساب خاص به لبداية ونهاية الشهر الكريم.

 

وشهر رمضان هو الشهر الذي تلقى فيه النبي مُحمّد رسالته النبوية من الله تعالى بأن اختاره نبياَ له. وفي هذا الشهر، أنزل له الملاك جبريل (في التقليد المسيحي - جبرائيل) أول سورة من القرآن الكريم، وحدث هذا في "ليلة القدر" وهي إحدى الليالي الأخيرة من الشهر الكريم.

 

ومن المعروف أنه خلال هذا الشهر، يمتنع المسلمون عن الطعام والشراب والنشاطات الترفيهية وإقامة العلاقات الزوجية خلال فترة النهار.

 

كما تُعفى النساء الحوامل والمُرضعات، والمرضى، والأطفال دون سن الـ 7 سنوات، وكذلك المسافرون من إجراءات الصيام (ومع ذلك، فإن هذه الأسباب لا تعفيهم تماما من الصيام، ويجب تجديد الأيام الضائعة في وقت آخر). ويعتبر التقاعس عن الصيام دون سبب من الذنوب الكبرى.

 

وفي عام 2020، أصدر مجلس علماء في الإدارة الدينية للمسلمين الروس فتوى، مفادها أن خطر الإصابة بفيروس كورونا ليس سبباً وجيها لعدم الصيام خلال الشهر الفضيل.

 

وفي الوقت نفسه، يعتمد صيام المصابين بفيروس كورونا على رأي الطبيب المشرف. وبعد الشفاء يجب على المؤمن أن يعوّض ما فاته من صيام يوم مقابل يوم، أو إذا استحال على ذلك بسبب أمراض مزمنة فعليه بالصدقة.

 

 

رمضان في الجنوب الروسي

 

قال نائب مفتي أديغيا وإقليم كراسنودار إبراهيم شخالاخوف في تصريح لوكالة "تاس"، إن الإدارة الدينية للمسلمين في جمهورية أديغيا وإقليم كراسنودار تتوقع أن "الوضع مع جائحة من نوع جديد من فيروس كورونا لن يكون معقداً، وأن المسلمين سيتمكنون بشكل تقليدي من الإفطار في المساجد خلال شهر رمضان".

 

كما لفت إلى أنه "الوضع الوبائي حالياً في أديغيا سمح للسلطات بالعمل على تخفيف نظام القيود المفروضة، مع مراعاة المعايير الصحية والوبائية، كما يتم السماح بإقامة الفعاليات. ولدينا أمل كبير ألا يتفاقم الوضع، وكل مسلم صائم محتاج، كل يوم بعد صلاة العشاء طوال فترة الشهر أن يكون قادراً على تلقي الإفطار في المساجد .. بالطبع بسبب الوباء لن نتمكن من تنظيم كل شيء على نطاق واسع كما كان في السابق".

 

هذا ويُشار إلى أنه يتم تخصيص أموال الإفطار بشكل تقليدي من قبل الإدارة الدينية في أديغيا وكوبان بالإضافة إلى مساهمات الرعاة.

 

من جهته ذكر المجلس الأعلى للإدارة الدينية لمسلمي القرم لوكالة "تاس"، أنه قرّر التخلي عن الإفطار في المساجد، أخذذا بالاعتبار الزيادة في معدل الإصابات، "وننصح المسلمين بالقيام بذلك في منازلهم". بحسب ما طلبه مفتي القرم، الحاج أمير علي أبليف، تقبل هذا القرار وحث مرة أخرى على مراعاة الاحتياطات، في ما يتعلق بالتهديد بموجة أخرى من انتشار العدوى.

 

 

التعامل مع القيود في القوقاز

 

في مناطق شمال القوقاز، لا توجد خطط لتقييد المؤمنين الذين يرغبون في أداء الصلاة الجماعية.

 

في قبردينو بلقاريا، من المفترض أن يفتح المسجد الجامع في نالتشيك أبوابه أمام أبناء الرعية في المستقبل القريب، علماً بأنه كان مغلقاً بسبب عمليات الإصلاح.

 

وقال نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي قبردينو بلقاريا، عليم سيجاجييف، في تصريح لوكالة "تاس" إن "المسجد مصمم لاستيعاب أكثر من 1.5 ألف شخص. ولكن بسبب الوباء ومراعاة لشروط التباعد الاجتماعي، لن يتجمع هناك أكثر من 800 شخص في آن واحد، إلا أنه هناك فرصة للصلاة في فناء المسجد".

 

وقال: في المساجد يجتمعون لأداء صلاة الجماعة، وبطبيعة الحال، مع مراعاة جميع قواعد الحماية الفردية. نوصي بعدم القيام بالإفطار الجماعي، من أجل منع التواصل القريب، لمنع انتشار المرض".

 

وأشار المفتي عليم سيجاجييف إلى أن "مثل هذه الصلوات لم تتم تأديتها في المساجد العام الماضي بسبب الوباء".

 

أما في قراتشاي تشركيسيا، حيث أزيلت معظم الإجراءات التقييدية التي أدخلت بسبب الوباء، في رمضان، يعتزمون إقامة صلاة الجمعة والجمعة والتراويح، بعد الخضوع لإجراءات الأمان. ولن تكون هناك قيود خاصة. بل ستقام الصلوات الجماعية باستخدام معدات الحماية والمطهرات والالتزام بمسافة التباعد الاجتماعي.

 

وقال نائب وزير الشؤون العرقية والإعلام والصحافة، إسلام حبييف، لوكالة "تاس"، "إن المواطنين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً يوصى بالبقاء في منازلهم".

 

من جانبها أعلنت المؤسسة الإقليمية الخيرية "أرض الرحمة" لوكالة "تاس" أنه سيتم تنظيم إجراءات للأهالي في رمضان، بما في ذلك توزيع التمور والمياه على المسافرين، وسيتم تقديم الهدايا للأطفال من العائلات الكبيرة، وسيتم تسليم سلل غذائية كبيرة للأسر المحتاجة. وإذا كان الوضع الوبائي مواتيا، فسيتم إقامة إفطار جماعي بشكل أسبوعي.

 

وفي إنغوشيا، كما هو الحال في مناطق أخرى من منطقة شمال القوقاز الفيدرالية، لا يعتزمون إغلاق المساجد بسبب جائحة فيروس كورونا، لكن سيتم اتخاذ تدابير لحماية المؤمنين.

 

"ولا يزال لدى الجمهورية نظام عزل ذاتي للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما والمقيمين المصابين بأمراض مزمنة. وبالطبع لن تكون هناك قيود مثلما في العام الماضي، لكن إجراءات الأمان ستُراعى بالتزام. كما ستقام الفعاليات الخيرية في جميع أنحاء المنطقة، بالإضافة إلى الإفطار الجماعي"، وذلك بحسب ما ذكره رئيس قسم مراقبة العلاقات بين الأعراق والأديان ووسائل الإعلام في وزارة الخارجية والسياسة الوطنية والصحافة والإعلام في الجمهورية محمد حارسييف بتصريح لوكالة "تاس".

 

أما في جمهورية الشيشان، فقد تم الشروع بالفعاليات الخيرية. في عشية بداية الشهر الكريم، وزعت "مؤسسة أحمد حاجي قديروف" العامة 45 ألف رغيف خبز، و900 علبة عسل، و15 ألف دجاجة، و 75 ألف علبة حبوب غذائية، و44.5 ألفاً إلى السكان المحتاجين والمحتاجين عبوات بذور، و 97440 زجاجة عصير.

 

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo : Creative Commons

المصدر: تاس