عقدت في 15 من مايو/أيار، جلسة إعلامية في إطار المنتدى الاقتصادي الدولي السادس عشر "روسيا - العالم الإسلامي: منتدى "قازان" - 2025"، حول موضوع "وسائل الإعلام المستقبلية في الوقت الحاضر: المحتوى والتقنيات". وناقش المشاركون كيفية بالجلسة تأثير التقنيات والابتكارات الجديدة على توليد المحتوى وتوزيعه. ونُظمت الجلسة مجموعة الرؤية الاستراتيجية لروسيا والعالم الإسلامي ووكالة جمهورية تتارستان "تات ميديا" للصحافة والإعلام.
وفي كلمته، أشار الرئيس التنفيذي لوكالة "تات ميديا" أيدار سليمغاراييف إلى أنه في عام 2023، استضافت عاصمة جمهورية تارستان الروسية - مدينة قازان أكثر من 1000 صحفي في الأحداث الكبرى، بما في ذلك قمة ال "بريكس" والألعاب المستقبلية.
وقال سليمغاراييف: "تتارستان منطقة تتطور ديناميكيًا وتتمتع بثقافة غنية واقتصاد قوي ومجتمع مستقر"، لافتاً إلى أن المنطقة تشغل موقعاً رائداً في مجالات الاستثمار والتكنولوجيا والصناعة، كما تُعزز مدينة قازان مكانتها كمركز للتعاون الدولي.
وعلى هامش "روسيا – العالم الإسلامي"، تم تقديم جائزة للمساهمة في تغطية الحوار بين روسيا والعالم الإسلامي. وكان الفائز الأول هو المدير العام لاتحاد وكالات أنباء منظمة التعاون الإسلامي محمد اليامي.
"إذا أردنا تنظيم فعالية، يُوفَّر لنا مكان. وإذا أردنا عقد دورة تدريبية، نحصل على الدعم. السيد اليامي يستحق هذه الجائزة، وفقاً لما أفادت به آنا بيليكوفا، الخبيرة في مجال الإعلام الدولي ومستشارة المجموعة، التي أدارت الجلسة الإعلامية، بعد تسليم الجائزة.
من جانبه أكد مدير إدارة الإعلام في منظمة التعاون الإسلامي عبد الحميد الصالحي على حجم المنظمة. وهي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة، وتضم 57 دولة عضواً تقع في أربع قارات. وفي الوقت نفسه، تتم تنفيذ أنشطة المنظمة المتعلقة بالإعلام من خلال إدارة المعلومات. وأضاف :"إننا نعمل باستمرار على تحديث استراتيجيات الاتصال لدينا، وتعزيز الدبلوماسية الرقمية". وبحسب قوله، هناك إمكانات كبيرة للتعاون مع وسائل الإعلام الروسية. لقد أصبحت روسيا الإتحادية مراقباً في منظمة التعاون الإسلامي منذ عام 2005، مما يعزز التبادل الثقافي والتفاهم المتبادل .
لقد مرّ عشرون عاماً منذ انضمام روسيا الاتحادية إلى منظمة التعاون الإسلامي بصفة مراقب. وفي هذا الصدد، نعتزم، بصفتنا مجموعة الرؤية الاستراتيجية، تنظيم عدد من الفعاليات نيابةً عن روسيا الاتحادية احتفالاً بهذه المناسبة، كما صرّح نائب رئيس المجموعة، مارات غاتين، مشيراً إلى الدور الهام الذي تضطلع به إدارة الإعلام في منظمة التعاون الإسلامي في الجلسة الإعلامية الجارية.
وقال غاتين قبل تسليم الكلمة للمنسق: "نحن سعداء برؤية ممثلي وسائل الإعلام في العالم الإسلامي ليس فقط في قازان، بل وفي مدن روسية أخرى أيضا.
"هذه اتفاقية رائدة بين وكالة إعلامية روسية كبرى واتحاد وكالات الأنباء في منظمة التعاون الإسلامي في المجال الإعلامي - أونا" - شاركت بيليكوفا بانطباعاتها عن ذلك، وتحدثت عن إحدى مراحل التعاون. نحن نتحدث عن توقيع مذكرة تفاهم بين وكالة "سبوتنيك" الروسية و"أونا" في عام 2021 وفي عام 2023 اقترحت وكالة "تات ميديا" عقد جلسة إعلامية موسعة في إطار منتدى "قازان" بمشاركة المتحدثين البارزين ورؤساء وكالات الأنباء. كما تم توقيع اتفاقية بين وكالة "تات ميديا" و"أونا"، ولكن يجب أن أقول أن "وكالة أونا كانت مصدر إلهام" - أضافت الخبيرة في المجال الإعلامي آنا بيليكوفا.
كما ألقى رئيس وكالة الأنباء الوطنية الماليزية (بيرناما) وونغ تشون واي خطابا حماسيا حول التغيرات السريعة في صناعة الإعلام، مشيراً الى أن "المستقبل هنا بالفعل" ودعا إلى المسؤولية في عصر تعمل فيه التكنولوجيا على إعادة تعريف قواعد اللعبة.
وفقًا للمتحدث، فإن الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك برامج الذكاء الإصطناعي، مثل "شات جي بي تي" و"ديب سيك" أصبحت تؤلف النصوص أفضل من العديد من المؤلفين المحترفين، كما أن الشبكات الاجتماعية مثل "تيك توك" و"يوتيوب" جعلت المستخدمين العاديين مروجين إعلاميين ماهرين".
ويقول وونغ إن تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز والمختلط "لم تعد خيالًا علميًا" بل أدوات "تغير الطريقة التي ندرك بها المعلومات. إنهم يغيرون الطريقة التي نتعلم بها، ونتعاطف بها، ونتذكر بها الأحداث. ولكن مع هذه الفرص تأتي مخاطر جديدة".
وأضاف السيد وونغ "مع القوة العظيمة تأتي مسؤولية عظيمة". وفي الختام، أعرب عن ثقته في أنه على الرغم من كل التحديات، فإن صناعة الإعلام سيكون لها مستقبل جدير بالاهتمام - إذا عمل المهنيون وشركات التكنولوجيا والمجتمع معا.
وتحدثت زاروفا إنديرا، رئيسة قسم وكالة الفيديو الدولية "رابتلي" في موسكو عن استخدام الذكاء الاصطناعي أثناء تصوير العرض المخصص للذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى. وبثت الوكالة العرض إلى 159 منفذاً إعلامياً في 58 دولة، على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة وانعدام الإنترنت الناتج عن ذلك. ساعد الذكاء الاصطناعي على ترجمة المحتوى إلى لغات مختلفة بسرعة.
وأشارت المتحدثة إلى أنه "في ظل ضيق الوقت، لا يمكن الاستغناء عن الذكاء الاصطناعي، ولكن الفحص النهائي يتم دائماً بواسطة شخص، ونحن فخورون بأننا تمكنا من عرض هذا الحدث للعالم".
كما تحدث أمجد محمد شوقي بشري أحمد عثمان، المستشار الأول لوكالة أنباء الشرق الأوسط ومدير التحرير في وكالة أنباء الشرق الأوسط (مينا، مصر)، عن تنمية منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بالإضارة إلى أنه:
- على مدى السنوات السبعين الماضية، مرت وكالة الأنباء بأربع مراحل رئيسية من التحديث التكنولوجي: من عصر الأدوات البدائية مثل الطابعات الدوارة إلى إطلاق بوابة الإنترنت الخاصة بها في عام 2017 وخدمات الوسائط المتعددة.
- ورغم أن العقد الماضي شهد نمواً سريعاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، فإن أهداف الوكالة ظلت دون تغيير: توفير تغطية موضوعية للأحداث الإقليمية والعالمية، وإنتاج محتوى متعدد اللغات، ودعم وسائل الإعلام الدولية، وتدريب الصحفيين من افريقيا والشرق الأوسط.
واختتم السيد أمجد محمد كلمته قائلاً: "يجب على الدول تعزيز تحديث وسائل الإعلام من خلال ضمان الوصول إلى المعلومات الموثوقة من خلال المصادر الرسمية".
كما تحدث نائب المدير العام لشركة غازبروم ميديا القابضة - بوريس خانشاليان، عن الإنجازات الرئيسية للشركة. ورغم صغر سنه (27 عاماً)، إلا أن الشركة القابضة تحقق نتائج جدية: 9 قنوات تلفزيونية، و10 مطبوعات، و11 استوديو إنتاج. وفي الوقت نفسه، يتم إيلاء اهتمام خاص لنمو المنصات الرقمية.
وقال خانشاليان، معلنا عن التوسع الإضافي لأنشطة شركة غازبروم ميديا القابضة في أسواق الصين وتركيا والإمارات العربية المتحدة: "لقد حافظنا على أوقات قياسية للإنتاج - من الفكرة إلى الشاشة خلال فترة قياسية - 4 أشهر".
من جانبه أوضح المدير العام لاتحاد وكالات أنباء منظمة التعاون الإسلامي - محمد اليامي ما يتضمنه التعاون الإعلامي الاستراتيجي بين منظمة التعاون الإسلامي وتتارستان. بالإضافة إلى العمل معا بين وكالتيّ "تات ميديا" و"أونا". ويتمثل هذا ي الحفاظ على التراث الثقافي وإدخال الذكاء الاصطناعي إلى منصات الأخبار، مما سيعمل على تحسين جودة المعلومات ومكافحة التضليل بشكل أكثر فعالية.وبحسب السيد اليامي فإن الإعلام يقف حالياً عند مفترق طرق، حيث ان مستقبل القطاع يعتمد على مدى مشاركة الجيل الجديد في إنتاج محتوى أخلاقي وذو جودة عالية.