نشر سفير روسيا الاتحادية لدى مصرغيورغي بوريسينكو، رسالة مفتوحة إلى أسرة تحرير جريدة "الشروق" المصرية، وذلك رداً على مقال كتبه رئيس تحرير الجريدة عماد الدين حسين بعنوان "وقفة جديدة مع الصديق الروسي".
ونُشرت رسالة السفير بوريسينكو على الصفحة الرسمية للسفارة الروسية في موقع "فيسبوك"، أشار السفير فيها إلى أنه "بحماسة انتقادية واضحة ضد روسيا"، تعود الشكاوى الرئيسة تجاه موسكو إلى التأخير في استئناف الرحلات الجوية المستأجرة بين البلدين.
ولكن، كما أشار الدبلوماسي الروسي، إلى أهمية توفير الإجراءات الأمنية المناسبة في مطارات المنتجعات المصرية، وإلى أن ملف التعويضات المستحقة لأقارب ضحايا حادثة إسقاط الطائرة الروسية في الأراضي المصرية عام 2015 لا يزال عالقاً، فضلاً عن الظروف الموضوعية الرئيسة التي لا يمكن لموسكو تجاهلها.
وأشار الدبلوماسي إلى أن قرار تعليق الرحلات الجوية جاء بعد العمل الإرهابي في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015 الذي استهدف طائرة شركة الطيران الروسية "كوغاليم افيا" وهي في طريقها من شرم الشيخ إلى سان بطرسبورغ، وذلك بتفجير الطائرة بعد دقائق قليلة من إقلاعها، بواسطة عبوة ناسفة زُرعت في الطائرة، ما أسفر عن مقتل 224 شخصاً، منهم 217 راكبا بينهم 25 طفلا، بالإضافة إلى 7 من أفراد الطاقم.
وقال السفير الروسي: "ما حدث في سماء شبه جزيرة سيناء يعتبر أكبر خسارة في أرواح المواطنين روس في تاريخ الطيران العالمي بأكمله، وأسوأ تحطم لطائرة على الأراضي المصرية، وبالطبع بعد هذا الحادث المأساوي لم تستطع روسيا الاستمرار في إطلاق الرحلات الجوية إلى مصر دون الحصول على ضمانات بالالتزام بالإجراءات الأمنية المشددة في المطارات المحلية هناك".
وأشار بوريسينكو إلى أنه بفضل العمل المشترك للإدارات المصرح لها في البلدين، تمكنت مصر بشكل كبير من تحسين نظام الأمن والتفتيش في مطار القاهرة، مما أتاح استئناف الحركة الجوية بين العاصمتين في نيسان/ أبريل 2018.
وأضاف: "بالتأكيد نحن نقّدر العمل الكبير الذي قام به الجانب المصري لتحسين أنظمة الأمن في المطارات، وهذا يسمح لروسيا الاتحادية أن تفكر بجدية في إمكانية استئناف الرحلات إلى الغردقة وشرم الشيخ. وفي الوقت نفسه، لا يمكننا أن نغض الطرف عن المخاطر التي لا يزال مواطنونا يواجهونها في الوضع العام في الشرق الأوسط. بعد كل شيء، بالنسبة لنا، لا يتعلق الأمر بالدخل المالي، بل يتعلق بحياة الناس".
كما أفاد بأن "أهالي الضحايا يناشدون رئيس الجمهورية وحكومة روسيا ووزارة الخارجية بمطالبة وقف أي رحلات جوية إلى مصر. نحن نتحدث عن مواطني بلادنا، فلا يمكن للسلطات الروسية تجاهل موقفهم وإنما الاستماع إليه".
وشدّد الدبلوماسي الروسي في رسالته الموجهة إلى جريدة "الشروق" المصرية على أن "هذه العوامل، بالطبع، تجبر روسيا على مزيد من التحليل للوضع. ومع ذلك، نأمل أن يكون من الممكن في المستقبل المنظور تحقيق إطلاق رحلات الطيران إلى مصر، والتي يتوقعها ملايين السياح الروس الذين يعشقون بلدكم الجميل".
المقال في الصحيفة
تساءل عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة "الشروق" المصرية في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 في عموده، عمّا إذا كان يجب وقف العلاقات مع روسيا مؤقتاً، من أجل إعادة تقييم هذه العلاقات "للتأكد من أنها تتطور بشكل جيد، كما ينبغي أن يكون بين الأصدقاء".
ويعبر المقال، على وجه الخصوص، عن بعض الدهشة من أن روسيا الاتحادية "لا تزال تسعى كي تعترف القاهرة بحقيقة أن العمل إرهابي ومن ثم تقديم الجناة إلى العدالة"، وإن أكد كاتبه على أنه "لا يجادل أحد في حق روسيا بالدفاع عن مصالحها"، مستدركاً أنه "من المهم (أيضاً) أن يتم ذلك مع مراعاة مصالح مصر".
إلى ذلك يرى كاتب المقال أن "روسيا تبالغ بمطالبها في الكثير من المجالات". وبحسب رأيه، فإن طريقة موسكو في إعادة السياحة إلى المنتجعات "تبعث بإشارة سلبية للغاية للمصريين، منوهاً بأن روسيا قد تكون الطرف الخاسر في حال تمكنت مصر من تنويع مصادر دخلها السياحي".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
المصدر: تاس