يستهل الرئيس الأمريكي - دونالد ترامب جولةً متعددة الدول في الشرق الأوسط ابتداءً من يوم غد الثلاثاء 13 إلى 16 مايو/أيار الجاري - 2025، تشمل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. وستكون هذه أول رحلة خارجية رئيسية له منذ توليه منصبه في 20 يناير، باستثناء زيارة قصيرة إلى روما لحضور جنازة البابا فرنسيس في أبريل.
خلال فترة ولايته السابقة (2017-2021)، اختار ترامب أيضاً المملكة العربية السعودية كوجهة لأول زيارة خارجية رسمية له.
بنود رئيسية على جدول الأعمال
في الرياض، من المقرر أن يشارك ترامب في قمة بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي، المقرر عقدها في 14 مايو، حيث يعتزم عرض رؤية إدارته لدور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وفقاً لموقع "أكسيوس".
وتشمل أهم أولويات الرحلة إبرام صفقات اقتصادية، وجذب الاستثمارات إلى الولايات المتحدة، ومعالجة القضايا الإقليمية مثل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. ومن المتوقع أن تلعب قطر، الوسيط الرئيسي بين إسرائيل و"حماس"، دوراً مهماً في هذه المناقشات. وسيركز ترامب أيضاً على أسعار النفط العالمية، ساعياً إلى خفضها لدعم النمو الاقتصادي الأمريكي.
وسيضم الوفد الأمريكي وزير الخارجية - ماركو روبيو، ووزير الدفاع - بيت هيغسيث، ووزير الخزانة - سكوت بيسنت. وقد ينضم إليهم أيضاً وزير التجارة - هوارد لوتنيك والمبعوث الرئاسي - ستيف ويتكوف. ومن المتوقع أن يُجري أعضاء الوفد محادثات ثنائية مع نظرائهم الإقليميين قبل القمة.
على الرغم من التكهنات حول احتمال عقد اجتماع بين ترامب والرئيس الروسي - فلاديمير بوتين، في المملكة العربية السعودية، نفى كل من الـ كريملِن والبيت الأبيض أي خطط لذلك. وقد ألمح ترامب إلى إمكانية عقد مثل هذا الاجتماع "بعد فترة وجيزة" من جولته في الشرق الأوسط.
صفقات الاستثمار والتعاون الاقتصادي
كان ترامب قد أشار سابقاً إلى أن زيارته إلى المملكة العربية السعودية ستعتمد على ضمان التزامات استثمارية واسعة النطاق، وأكد لاحقاً أن الرياض مستعدة لاستثمار ما يصل إلى 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، وهو رقم أشار إلى أنه قد يصل في النهاية إلى تريليون دولار.
كما أعلنت الإمارات العربية المتحدة أيضاًَ عن خطط لاستثمار حوالي 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة على مدى العقد المقبل، مستهدفةً قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والطاقة، وإنتاج الألومنيوم.
بالإضافة إلى ذلك، سيُعقد منتدى استثماري كبير في المملكة العربية السعودية في 13 مايو، ومن المتوقع حضور كبار قادة التكنولوجيا والأعمال الأمريكيين، بمن فيهم إيلون ماسك، وسام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة "OpenAI"، ومارك زوكربيرغ، المؤسس المشارك لشركة "Meta"، وكيلي أورتبيرغ، الرئيسة التنفيذية لشركة "بوينغ"، وجين فريزر، الرئيسة التنفيذية لمجموعة "سيتي غروب".
ووفقاً لبلومبرغ، تدرس إدارة ترامب كذلك تخفيف قيود تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الشرق الأوسط - وهي قيود فُرضت خلال رئاسة سيد البيت الابيض السابق جو بايدن وأثارت انتقادات من حلفائها الإقليميين.
الاستقرار الإقليمي واتفاقيات "إبراهيم"
قد تشمل أجندة ترامب أيضاً مناقشات حول توسيع اتفاقيات إبراهيم، وهي اتفاقيات بوساطة أمريكية طبّعت بموجبها إسرائيل علاقاتها مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان بدءً من عام 2020. ويرى مسؤولو ترامب أن توسيع هذه الاتفاقيات هدف رئيسي للسياسة الخارجية، حيث صرّح المبعوث ستيف ويتكوف بأنهم يهدفون إلى توسيع نطاق الاتفاقيات بحلول عام 2026.
ولا تزال المملكة العربية السعودية أبرز الرافضين. وقد أصرّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على أن التطبيع مع إسرائيل مشروط بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وباعتماد مسار موثوق نحو إقامة دولة فلسطينية. وأفادت شبكة "سي إن إن" أن ترامب قد يُشرك صهره جاريد كوشنر - الذي أقام علاقات وثيقة مع ولي العهد - في المفاوضات.
قضايا رئيسية أخرى
قد تكون المحادثات النووية مع إيران مطروحة، وقد أعربت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة عن دعمهما للمفاوضات الأمريكية -الإيرانية الجارية، وأبدت الرياض اهتماماَ بالطاقة النووية السلمية. في حين ربطت واشنطن سابقاً التعاون في هذا المجال بالتطبيع السعودي - الإسرائيلي، أفادت مصادر "رويترز" بإلغاء هذا الشرط. وقد زار وزير الطاقة الأمريكي - كريس رايت، المنطقة قبل زيارة ترامب للإعلان عن مذكرة تفاهم بشأن التعاون النووي مع المملكة العربية السعودية.
وبحسب وكالة "أسوشيتد برس"، قد يكون هناك بند آخر على جدول الأعمال هو قرار ترامب بإعادة تسمية "الخليج الفارسي" إلى الخليج العربي. وفقاً لمصادر الوكالة، يعتزم الرئيس إثارة هذه القضية في المملكة العربية السعودية، حيث أدانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة مبادرة الزعيم الأمريكي تلك.
ووفقاً لوسائل الإعلام الأمريكية، من المتوقع أن يُستقبل ترامب استقبالًا حافلًا في المنطقة. وتشير بعض وسائل الإعلام إلى أن الدول المضيفة قد تتنافس على تقديم عروض احتفالية، بينما تؤكد قناة "ABC News" أن العائلة القطرية المالكة تخطط لإهداء دونالد ترامب طائرة بوينغ 747-8 بقيمة 400 مليون دولار.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا
المصدر: تاس