أعرب مطران قازان وتتارستان كيريل عن تقديره الكبير لتنظيم الاجتماع العاشر لمجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، في ماليزيا الذي عقد في 11 ديسمبر/كانون الاول 2024.
كما أبدى المطران رأيه في أهمية مثل هذه الفعاليات التي يشارك فيها بمباركة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل قائلاً:"إنه يخلق دائماً شعوراً بالتعاون الجيد، حيث أن الأشخاص الذين لديهم وجهات نظر ومعتقدات مختلفة تمامًا يميلون ويعتزمون فعل كل شيء للعيش في سلام وتعاون مع بعضهم البعض"، لافتاً إلى أنه خلال خطابات بعض الزعماء الدينيين في مثل هذه اللقاءات، يتم التعبير عن أفكار لاهوتية مثيرة للاهتمام، لا تتوافق فقط مع العالم الإسلامي، ولكن أيضًا مع العالم المسيحي.
وأوضح غبطته: "لأن كل تعليم أخلاقي وتعليم التقوى يجب أن يكون قانون الحياة لكل واحد منا، فالشخص الذي يحب الرب لا يمكنه أن يكره الناس - هذه هي رسالة مثل هذه اللقاءات، وهذا أمر كبير".
وأشار المطران كيريل عن توقعات المجتمع الأرثوذكسي: "نعتبر أنه من الممكن المشاركة في مثل هذه الأحداث ونأمل أن تتطور هذه اللقاءات إلى علاقات شخصية وودية وجيدة للغاية". كما أشار إلى ضرورة تغيير نمط الأفكار التي اتجهت في الآونة الأخيرة نحو المادية التي أصبحت نوعا من الدين عند الكثيرين. إذا كان الهدف الرئيسي في أي بيئة من المؤمنين هو الاقتراب من الرب، فإن الهوس الشرير والشيطاني سيبدأ في الاختفاء من حياتهم.
وقال سماحته:" إن الرغبة في القداسة متأصلة في روسيا المقدسة الأرثوذكسية كنوع من فكرة وجود دولة وشعب. كانت هناك أيضًا رغبة في حياة تقية وصالحة في المجتمعات الإسلامية التي أصبحت جزءًا من روسيا ".
وأضاف المطران كيريل: "إن الشر ينتصر إلى الحد الذي نعطيه فيه مكاناً في حياتنا". إن المشاكل والمصائب التي تحدث اليوم هي نتيجة إزالة الرب من الحياة. إن الهدف في حياة الإنسان، ككائن يتجسد فيه المبدأ الإلهي، يصبح طموحات لم يقصدها الرب له. إن التخلي التدريجي عن المبدأ الإلهي يؤدي إلى امتلاء العالم بالمبدأ المعاكس، لذلك من المهم إعادة صورة التقوىن مشيراً كذلك إلى أن هذا العام هو عام الأسرة في روسيا.
كما أوضح أن "الأسرة الطبيعية هي أسرة تقية مؤمنة وروحية، ويكون إنجاب الأبناء لها نعمة من الرب، وليس عبئا على الحياة، وكثرة الطلاق والعزوف عن الإنجاب كلها مشاكل متشابكة تعود إلى البعد عن الرب".
وأستطرد غبطة المطران كيريل قائللا : "في هذه الاجتماعات، على الرغم من أنها ذات طبيعة سياسية اقتصادية، إلا أن هناك دائمًا عنصر ديني معين يتحدث عن ضرورة العودة إلى التقوى". وأشار إلى العطلة الأرثوذكسية الرئيسية - عيد الفصح، ومن بين هتافاتها عبارة "دعونا نقول وداعا يوم الأحد".
وفي هذا الصدد، أكد المطران كيريل على "ضرورة مسامحة بعضنا البعض وقبول بعضنا البعض كما هم. عليك أن تحاول رؤية الصفات الجيدة في الشخص وتنميتها. وتمنى سماحته أن يندفع الناس، بعد أن شعروا بأهمية هذا الموقف تجاه الحياة وتجاه بعضهم البعض، للدخول إلى ملكوت السموات"، واختتم المطران كيريل، مطران قازان وتتارستان بالقول: "ملكوت الرب، حيث ينتصر العدل المطلق والمحبة المطلقة. لذلك، يجب أن تعود الرغبة في ذلك إلى حياتنا".
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"