Ru En

المفتي عين الدين: نأمل أن يكون السلام بين الأديان في تتارستان مصدر إلهام للعالم

١٦ مايو

ألقى مفتي روسيا، رئيس الإدارة الدينية لمسلميّ روسيا - راويل عين الدين، كلمة أمام الجلسة العامة لمجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، المنعقدة كجزء من المنتدى الاقتصادي الدولي الخامس عشر "روسيا - العالم الإسلامي: منتدى قازان-2024"، شدد خلالها على أهمية استضافة مثل هذه الفعاليات الدولية الهامة في عاصمة تتارستان، وذلك اليوم الخميس 16 مايو/أيار 2024.

 

وقال راويل عين الدين خلال كلمته: "يندهش زوار قازان دائماً من التعايش المتناغم بين المساجد إلى جانب الكنائس الأرثوذكسية المسيحية واليهودية والكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية القديمة في شوارعها، حيث يضع هذا الجو الفريد من الانسجام بين الأديان في تتارستان مستوى عالٍ من الصداقة بين ممثلي مختلف الأديان والطوائف".

 

وأضاف المفتي: "إننا، كمؤسسين ومبادرين لمجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، نأمل بشدة أن تتبنى الدول في جميع أنحاء العالم هذا المثال، ولسوء الحظ، في الممارسة العملية، نشهد كيف أن السياسيين في بعض أنحاء العالم إن العالم يبتعد عن السلام ويسعى بشدة إلى تعطيل الوئام بين الأديان ليس فقط داخل حدوده ولكن أيضاً عبر مناطق بأكملها من العالم".

 

وتناول عين الدين على وجه التحديد الحالة في الشرق الأوسط، ولا سيما الصراع الطويل الأمد في فلسطين، قائلاً إن "هذه الأرض لها أهمية مقدسة بالنسبة لأتباع الديانات العالمية المختلفة، وعلى الرغم من المقترحات العديدة المقدمة من السياسيين والشخصيات العامة لحل الصراع، فإننا نلاحظ أن طرف الحرب الموجود في السلطة في إسرائيل يرتكب بشكل منهجي أعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني. دول مختلفة، بما في ذلك وتسعى روسيا والدول الإسلامية إلى وقف الإبادة المنهجية لشعب بأكمله، وفي العاشر من مايو من هذا العام، دعمت الجمعية العامة للأمم المتحدة حقوق فلسطين داخل المجتمع الدولي، واقترحت مرة أخرى على مجلس الأمن النظر بشكل إيجابي في حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، حيث حصل القرار على تأييد 143 دولة".

 

وتابع راويل عين الدين حديثه: "نحن ندرك جيداً أولئك الذين يستخدمون حق النقض (الـ فيتو) بشكل روتيني ضد مثل هذه القرارات في مجلس الأمن، متجاهلين بقسوة آراء العديد من الدول في جميع أنحاء العالم".

 

وسلط مفتي روسيا الضوء على التقليد التاريخي للوئام بين الأديان في منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أن روسيا لم تتبع أبداً أجندة استعمارية في المنطقة، مشيراً إلى أن "موسكو توجه الدعوات إلى قادة دول الشرق الأوسط على مختلف المستويات لمواجهة الاستفزازات بشكل مشترك، وتعزيز بيئة مواتية للسلام والأمن الدائمين في المنطقة. وقد أكد الرئيس فلاديمير بوتين على علاقات روسيا الودية مع الدول الإسلامية، مثمنا سعيها إلى انتهاج سياسات خارجية مستقلة".

 

هذا وخلص رئيس الإدارة الدينية لمسلميّ روسيا القول إلى: "من المشجع أن نشهد عواصم عالمية وإقليمية جديدة تتقدم إلى الأمام لتأكيد نفسها كركائز للنظام العالمي الناشئ متعدد الأقطاب، حيث تلعب الدول الإسلامية دوراً محورياً في ما بينها، مسترشدة بالقيادة الروسية ومجتمعنا المتنوع من خلال مبادئ الاحترام المتبادل وتكافؤ الفرص، الاعتراف والاحترام بحق الدول الإسلامية في رسم طريقها التنموي، والسعي باستمرار لبناء الجسور التي توحد أمتنا وشعوبنا".

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: الموقع الرسمي لرئيس تتارستان