في كل عام، يجتمع ممثلو الشعوب الاسلامية في روسيا وقيادة الجمهورية والاوساط الاجتماعية والعلمية والثقافية على أرض مدينة بولغار القديمة للاحتفال بالذكرى السنوية لاعتماد الإسلام ديانة الدولة والمجتمع من قبل شعب بولغار الفولغا. حيث أقيمت احتفالات هذا العام في 5 حزيران/ يونيو. وشارك بالاحتفالات نائب رئيس مجلس وزراء روسيا الاتحادية مارات خوسنولين، رئيس تتارستان، رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" رستم مينيخانوف، نائب رئيس المجموعة فاريت موخاميتشين، مستشار الدولة لجمهورية تتارستان مينتيمر شايمييف، مفتي جمهورية تتارستان كميل ساميغولين، رئيس الادارة المركزية الدينية للمسلمي روسيا طلعت تاج االدين، مفتي القرم وسيفاستوبول إميرالي أبليف، نائب رئيس الإدارة الدينية الإسلامية لروسيا الاتحادية دامير مخيتدينوف ورئيس الإدراة الدينية الإسلامية لجمهورية الشيشان سوبيان كوربانوف وآخرون.
قبل افتتاح العيد الرسمي "الاجتماع البولغاري المقدس"، في داخل أسوار الأكاديمية الإسلامية البلغارية، عُقد اجتماع حول التحضير والاحتفال في عام 2022 بالذكرى 1100 للاعتماد الرسمي للإسلام كديانة للدولة والمجتمع من قبل بولغار الفولغا. ترأس الاجتماع نائب رئيس وزراء روسيا الاتحادية ورئيس اللجنة المنظمة مارات خوسنولين. وناقش المشاركون عددًا من القضايا، بما في ذلك بناء جامع قازان وإصلاح شبكة من الطرق تؤدي إلى بولغار. وأكد مارات خوسنولين على أنه سيتم الحصول على أموال لإصلاح ثلاثة طرق رئيسية تؤدي إلى بولغار - من مدينة قازان وأوليانوفسك وسامارا. كما اقترح نائب رئيس الوزراء أن تقوم قيادة الجمهورية بوضع حجر الأساس للمسجد الجديد في العام المقبل، عندما يتم الاحتفال بالذكرى 1100 لاعتناق الإسلام من قبل بولغار الفولغا.
كما اضاف خوسنولين" ان تقاليد عالم متعدد الطوائف الدينية هي ثروتنا وتراثنا والإسلام جزء لا يتجزأ من التاريخ والثقافة الروسية، لأنه يساهم مساهمة لا تقدر بثمن في تعزيز السلام القومي والوئام. أحيطكم علما بان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلفني برئاسة اللجنة المنظمة للإعداد للاحتفال بهذه الذكرى الهامة وعلينا يجب استكمال العمل التنظيمي بحلول نهاية شهر حزيران/ يونيو".
خلال الاجتماع، أكد خوسنولين لزملائه أن طرقًا جديدة إلى بولغار ستظهر العام المقبل، وسيتم تخصيص 1.6 مليار روبل لإصلاحها وقال: "لدينا جميع الوثائق المتعلقة بالمشروع. عليكم تصميم وتخطيط المشروع، الاموال تم الحصول عليها". الحديث عن ثلاثة طرق: قازان - بولغار (23 كم سيتم إصلاحها) ، أوليانوفسك - بولغار (9 كم) وسامارا - بولغار (14 كم بحاجة للإصلاح).
وفي حديثه إلى المشاركين في الاجتماع، أعلن رئيس تتارستان رستم مينيخانوف عن تشكيل لجنة تحضيرية للاحتفال بالذكرى السنوية الـ 1100، برئاسته وقال: "صُدرت تعليمات بتشكيل لجنة فيدرالية لتنظيم الإحتفال، العمل بذلك جاري. نأمل أن نقوم بهذا العمل وننجزه على مستوى عال من التنظيم مع جميع زملائنا، الأعمال التحضيرية جارية".
كما عبّر رستم مينيخانوف بعبارات امتنان خاصة لزملائه الاعزاء، المجتمعون داخل جدران الأكاديمية الإسلامية البلغارية بقوله: "الذكرى السنوية لاعتماد الإسلام من قبل أسلافنا هي عيد ليس لجمهوريتنا فحسب، بل لروسيا بأكملها. أود أن أعرب عن امتناني لرئيسنا فلاديمير بوتين ، الذي أيد فكرة الاحتفال بالذكرى السنوية في العام المقبل". وأشار أيضًا إلى أن التخطيط لفعاليات مهمة يجري ليس فقط في بولغار وتتارستان وموسكو، ولكن أيضًا في إطار مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" بالتعاون مع تلك المناطق التي يسود فيها الإسلام.
قدم نائب رئيس وزراء جمهورية تتارستان فاسيل شيخرازيف في تقريره عدة مقترحات حول فعاليات الذكرى السنوية للعام المقبل، مشيرا الى ان: " من المقرر في عام الذكرى 1100 لاعتناق بولغار الفولغا للإسلام إقامة عدد من المعارض والحفلات الموسيقية والمهرجانات لسكان الجمهورية والبلاد مع تنفيذ مشروع معرض مشترك بالتعاون بين عدة متاحف، منها متحف الأرميتاج والمتحف الإثنوغرافي الروسي ومتحف الفنون الشرقية". كما توجد خطط لإنشاء معرض متعدد الوسائط مخصص للذكرى 1100 لاعتماد الإسلام من قبل بولغار الفولغا في إطار مشروع الحدائق التاريخية "روسيا هي تاريخي" ؛ - نقل عرض "متحف الحضارة البولغارية" في محمية المتحف البولغارية وتنظيم مهرجان تذوق المنتجات "الحلال".
كما ذكّر شيخرازيف المجتمعين بأنه في عام 2014 تم إدراج المجمع المعماري والتاريخي البولغاري في قائمة التراث العالمي لليونسكو، مما ساهم أيضًا في زيادة تطوير المدينة القديمة حدث مهم آخر في حياة مدينة بولغار وتتارستان وكل روسيا، كان هو قرار بناء الأكاديمية الإسلامية البلغارية والتي جعلت من الممكن استكمال نظام متكامل للتعليم الديني الإسلامي. في غضون عام تم بناء الأكاديمية والتي قد تخرج منها بعد ذلك أول الأساتذة المختصصين بالعلوم الإسلامية.
شارك مفتي تتارستان كميل ساميغولين برؤيته حول خطة العمل وقال "بالنسبة لدعم الوسائط المتعددة، فهناك حاجة لإنشاء موقع ويب منفصل مخصص لمثل هذا التاريخ المهم. أيضا، لدينا إمكانيات باستخدام قدرات تلفزيوننا الإسلامي " تلفزيون حضور"، يمكن إطلاق فيلم روائي وكارتون للأطفال من شأنه أن يحكي عشخصية ابن فضلان. هناك رغبة في اوساط الشباب في رؤية مقاطع الفيديو القصيرة التي تتحدث عن الإسلام والمسلمين المشهورين والقيم الإنسانية البسيطة".
كان هناك أيضا اقتراح لتنظيم معرض للكتب، يتم فيه تمثيل كل من دار النشر الروسية والأجنبية. وأضاف المفتي: "في بعض مناطق روسيا، يتم الاحتفاظ بآثار نبينا محمد المقدسة، لهذا أقترح أيضًا تنظيم معرض في بولغار، حيث يتم الاحتفاظ بأكبر مصحف مطبوع، حيث سيتم جمع هذه الآثار المقدسة". كما اقترح مفتي تتارستان إقامة المسابقة العالمية لقراء القرآن في روسيا العام المقبل.
وفي ختام حديثه أعلن كامل ساميغولين عن إصدار وشيك لكتاب عن تاريخ التتار من منظور الإسلام. سيكون مجلدًا واحدًا باللغتين التتارية والروسية. كما تم التخطيط لتدريس هذا الكتاب في إطار دورات خاصة ستقام في دور العبادة.
كما شارك في الاجتماع، رئيس المجلس الإسلامي المركزي لروسيا الاتحادية طلعت تاج الدين ، وتحدث لصالح إدخال دروس مادة " الأخلاق" في المدارس الروسية من العام الدراسي الجديد والتي سيكون معلموها رجال دين يمثلون الأديان التقليدية في روسيا. أما زميله مفتي التجمع الديني لمسلمي روسيا ألبير كرجانوف، فقد اقترح بدوره استخدام تجربة الأرثوذكس في تنظيم المعارض ذات الصلة. قال ألبير حضرات: "الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تنظم في موسكو في مانيج وتقيم معارض مختلفة. ونحن يمكن أن نفكر في إقامة معرض مخصص للذكرى 1100 في موقع المنتدى العالمي في سانت بطرسبرغ، لأجل إظهار جمال الإسلام الروسي".
شارك دامير موختدينوف، النائب الأول لرئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، الدكتور في علم اللاهوت، برؤيته عن الفعاليات في إطار الذكرى السنوية القادمة. وتعليقًا على المحتوى العملي لخطة العمل للاحتفال بالذكرى 1100 للاعتماد الرسمي للإسلام من قبل شعوب بولغار الفولغا أكد بقوله: "يجب أن نترك وراءنا مثل هذه الآثار التي ستخلد بعدنا وبعد أطفالنا وستكون مرتبطة بالذكرى ال 1100 وستوضح كيف أستقبل المسلمون تلك الذكرى بعزة وكرامة". من بين هذه الآثار، إعادة بناء المسجد التاريخي في موسكو في 1823-1825. بناء وإحياء مسجد في نيجني نوفغورود ومبادرات أخرى تم تحديدها سابقًا وإرسالها في شكل مقترحات لإدراجها في خطة العمل إلى حكومة روسيا الاتحادية من قبل الإدارة الدينية لمسلمي روسيا.
قال يفغيني إريمين، رئيس قسم التفاعل مع المنظمات الدينية في الإدارة الرئاسية لروسيا الاتحادية: "إن اليوبيل حدث ضخم لممثلي جميع القوميات وجميع الأديان التي تُكون أمتنا الروسية ، والشعب الروسي". وأعلن عزمه على إقامة فعاليات كبرى في تلك المناطق التي يعتبر فيها الإسلام دينًا تقليديًا لغالبية السكان، بما في ذلك القوقاز وشبه جزيرة القرم. وأختتم حديثه:"نحن نتوجه الى قادة المناطق والمقاطعات، حيث الإسلام ليس دينًا تقليديًا لغالبية الناس لمساعدة المنظمات الدينية الإسلامية في إقامة الاحتفال بالذكرى الـ 1100 ، والتي ستكون ذات فائدة لجميع سكان هذه المناطق وإظهار دور المسلمين". كما تحدث في الاجتماع مستشار الدولة لجمهورية تتارستان مينتيمر شايمييف وقال:" كل عام نلتقي في هذه الأرض المقدسة. في السنوات الأخيرة، تم إنجاز الكثير من الأعمال الهادفة لإحياء بولغار القديمة. تم ترميم المعالم التاريخية، وأقيمت مبانٍ جديدة مهمة. جيلنا كان محظوظًا بالاحتفال بالذكرى 1100 لاعتناق أسلافنا الإسلام. وتولي قيادة البلاد اهتماما كبيرا لهذا الحدث. انها مهمة جدا". وأشار إلى أن الإسلام والأرثوذكسية يحتلان تاريخيًا مكانة خاصة في الجمهورية، وخلال سنوات عديدة تم اعتماد نهج إعادة البناء المتزامن للمقدسات الإسلامية والأرثوذكسية. وفي كلمته أكد أول رئيس لجمهورية تتارستان على "ان مبدأ الاهتمام المتساوي بالإسلام والأرثوذكسية متبع في الجمهورية، لأننا لدينا فهم كامل، وبفضل هذا، نرى اليوم في تتارستان إنسجاما كاملًا بين الطوائف الدينية".
ولخص نائب رئيس وزراء روسيا الاتحادية مارات خوسنولين، نتائج الاجتماع، بتوضيح خارطة طريق لعمل كل الهيئات والمنظمات المهتمة خلال الأسابيع المقبلة، محددا أطرًا زمنية للتشكيل النهائي للجنة المنظمة.
للعلم ان الرئيس فلاديمير بوتين أعطى توجيهات بإقامة احتفال عام 2022 تكريماً للذكرى 1100 لاعتماد بولغار الفولغا الإسلام ديانة الدولة والمجتمع وكلف نائب رئيس مجلس الوزراء، مارات خوسنولين بترأس اللجنة المنظمة لإقامة الاحتفالات الخاصة بهذه المناسة الدينية.
إلميرا جافياتولينا