Ru En

حوار بولغار للثقافات: من خلال التربية إلى الحوار بين الأديان

١٣ أغسطس ٢٠٢١

التربية وحوار الأديان. تجربة روسيا ودول العالم الإسلامي- كان هذا هو موضوع المدرسة الصيفية الدولية في الذكرى الخامسة "حوار بولغار للثقافات"، والتي تُقام عادةَ في صرح الأكاديمية الإسلامية البلغارية. المنظمون هم مؤسسة الحوار الاستراتيجي والشراكة مع العالم الإسلامي والأكاديمية الإسلامية البولغارية ومكتب التخطيط للتعاون الشبابي الدولي<< روسيا - منظمة التعاون الإسلام>>. وفي هذا العام أجرى اللقاء عن بعد بواسطة الفيديو. 

 

حوار بولغار للثقافات: من خلال التربية إلى الحوار بين الأديان

 

 


وحدة الأديان وإلتقاء الثقافات


يكتسب موضوع المدرسة الذي أعلنه المنظمون أهمية خاصة في سياق المشاكل العالمية الحادة التي تواجه البشرية. جاء ذلك في كلمة ترحيب فاريت موخاميتشين نائب رئيس مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، والتي قرأتها المديرة التنفيذية لمؤسسة الحوار الاستراتيجي والشراكة مع العالم الإسلامي، رئيسة مركز الحوار بين الأديان التابع للأكاديمية الإسلامية البولغارية، عضو المجموعة، إلميرا صاديقوفا.


وجاء في نص كلمة ترحيب موخاميتشين:"على مر القرون، في روسيا، حيث يعيش الملايين من الناس والذين يعتنقون مختلف الديانات،  نشأ تشابك وثيق متعدد الأوجه الروحية والاجتماعية والثقافية الفريدة. بدورها، تلتزم المنظمة العامة الدولية غير الحكومية، مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، التي تم إنشاؤها بمبادرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أنشطتها بإيجاد أشكال جديدة من الحوار والمبادرات والحلول لدعم وتعميق التعاون بين بلادنا والدول الإسلامية بكل مجمل العلاقات الراهنة. وتهدف اتصالاتنا الخاصة مع منظمة التعاون الإسلامي والدول الأعضاء فيها إلى تعزيز المواقف الدولية المشتركة والثقة بين بلداننا".


كما رحب النائب الأول لمفتي جمهورية تتارستان إيلفار خسانوف المشاركين في المدرسة الصيفية "حوار بولغار للثقافات" ترحيباً حاراً. كما أعرب المؤمنون بحيوية عن أملهم في أن يسمح هذا المؤتمر للطلاب بالتعرف بشكل أفضل على الإسلام وثقافة التتار المسلمين ،وليفهموا أن الإسلام يحمل السلام والإحسان والتعليم.

 

حوار بولغار للثقافات: من خلال التربية إلى الحوار بين الأديان

 


وأشار خسانوف الى معرفة الجميع بأن روسيا ستحتفل العام المقبل بالذكرى السنوية الـ 1100 لإعتماد الإسلام الدين الرئيسي في دولة بولغار الفولغا. تم تبني الإسلام عام 922 على ضفاف نهر الفولغا في قلب روسيا الحديثة. ويترتب على ذلك أن الإسلام والمسلمين جزء كامل من المجتمع متعدد الجنسيات والطوائف في روسيا. ساهمت جميع الشعوب الأصلية في روسيا في الحفاظ على حدود الدولة الروسية وسيادتها الروحية وفي تطوير الفضاء الاجتماعي والإقتصادي القوي. لذا، من المهم للغاية التعرف على الثقافات الوطنية التي كانت موجودة جنباً إلى جنب لعدة قرون والتي تشكل العقلية الروسية متعددة الجوانب. وهذا مذكور أيضاً في كتاب الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم.


وأكد إيلفار خسانوف على"ان الجزء الأكثر انفتاحاً في المجتمع على كل ما هو جديد هم الشباب. يسعى الشباب اليوم إلى توسيع اتصالاتهم ولا يرون حدوداً للتواصل ويتحدثون اللغات ويتسمون بالديمقراطية وأكثر تسامحاً وقبولاً بالرأي الاخر والرؤية الاخرى. ومن أجل الحفاظ على السلام الهش بين الأعراق والأديان في المجتمع ، يجب على المرء أن يحترم التراث الثقافي والتاريخي لشعبه وثقافته".

"عاش التتار لقرون على الحدود بين الشرق والغرب وآسيا وأوروبا والعالم الروسي الأرثوذكسي والعالم التركي الإسلامي، مما أدى إلى ظهور مفكرين استثنائيين ومتميزين. وهذه الحالة حفزت التتار على التطور في سياق ملتقي الثقافات والشعوب". هكذا لخّص نائب مفتي تتارستان كلمته وذكر الحضور بأن التفاعل القوي بين الأديان والأعراق يتشكل ويتعزز ليس فقط في المؤتمرات ، ولكن أيضًا في الأحداث الثقافية والرياضية المشتركة. على سبيل المثال، في الآونة الأخيرة، ترأس مفتي تتارستان كميل ساميغولين بعثة الأديان، حيث نجحت مجموعة من ممثلي المسلمين والأرثوذكس من تتارستان في الصعود إلى قمة جبل إلبروس.

 

بدوره ، وافق رئيس المعهد الإسلامي الروسي رفيق موخاميتشين على أن المشكلة المشار إليها في اسم المدرسة الصيفية مهمة وعاجلة للغاية، مشيرًا إلى أن "حوار الحضارات وحوار الثقافات في روسيا له جذور عميقة. الشباب لديهم ما يدرسوه في هذا الاتجاه. ويمكن العثور على التجسيد العملي لحوار الثقافات في نظام التعليم. اليوم ، تم توفير جميع  الإمكانيات في البلاد للشباب لتلقي تعليم ديني متعدد الإتجاهات : هناك 80 مؤسسة تعليمية، منها حوالي 15 مؤسسة تعليمية عُليا. لقد وصلنا بالفعل إلى مرحلة تكييف التعليم الإسلامي مع ظروف المجتمع الروسي متعدد الطوائف".

 

كما وجه رئيس الأكاديمية الإسلامية البولغارية آينور تيميرخانوف تحياته الحارة وتمنيات للشباب متعدد القوميات لشق طريق المستقبل، مؤكداً بأنه "خلال هذه السنوات، أصبح مئات الشباب مشاركين في المدرسة الدولية من عشرات دول العالم - روسيا والصين والأردن وسوريا ولبنان وتونس وتركيا والعراق وأفغانستان وبلدان رابطة الدول المستقلة. ان المدرسة الصيفية "حوار بولغار للثقافات" لم تخيب الآمال وكانت بحق منصة دولية للحوار بين الثقافات والحضارات، لتعريف المشاركين الأجانب والطلاب بالإمكانيات الروحية الثرية لروسيا الاتحادية وجمهورية تتارستان".

 

حوار بولغار للثقافات: من خلال التربية إلى الحوار بين الأديان

 


وفقًا لرئيس الأكاديمية البلغارية، فإن التعليم، بما في ذلك التعليم الديني، هو الذي يلعب دوراً مهماً في التصدي الفعال للتحديات والتهديدات الحديثة، بما في ذلك أيديولوجية التطرف والإرهاب."بالطبع، يجب أن يقوم هذا التعليم على أسس تقليدية مرتبطة بالواقع الحديث ومتطلبات العصر. يجب أن تهدف هذه العملية أولاً وقبل كل شيء إلى تعزيز الهوية المدنية للشباب والحوار الثقافي والحضاري والديني، وتنسيق العلاقات بين الأديان من خلال التغلب على الجهل الروحي والتعصب". هكذا لخص تيميرخانوف حديثه وبمزيد من التفصيل تحدث عن الأنشطة والنجاحات الحالية للأكاديمية الإسلامية البولغارية.

 
من جهته نحدث شامل كاشاف - الباحث في معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، مستشار علمي بشعبة اليونسكو لدراسات المقارنة للتقاليد الروحية وخصائص الثقافات والحوار بين الأديان في شمال القوقاز (ديربنت)، مستشار مفتي جمهورية الشيشان - عن العمل العظيم الذي قامت به مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" برئاسة رئيس تتارستان رستم مينيخانوف."في عام 2019، قدم رستم نورغالييفيتش الاستراتيجية المحدثة للمجموعة وأشار إلى أنه من بين مليار و700 مليون مسلم على هذا الكوكب، يعيش أكثر من 20 مليوناً في روسيا الاتحادية. علاوة على ذلك، فهم لا يعيشون في عزلة روحية مع أتباع الديانات أو الرفض الديني للمجتمع، بل على العكس من ذلك - يشير تاريخ الدولة الممتد 1000 عام وتاريخ 1100 عام لاعتماد الإسلام من قبل بولغار الفولغا إلى أن روسيا يتمتع بدعائم روحية وأخلاقية  ودينية قوية، بما في ذلك الإسلام"، مشدداً على ضرورة توسيع نطاق تجربة مجموعة الرؤية الاستراتيجية وبثها إلى جمهور أوسع.

 


الشباب هم المشاركون الرئيسيون في الحوار بين الثقافات


وقال تيمور سليمانوف، النائب الأول لوزير شؤون الشباب في جمهورية تتارستان:"عندئذ يكون للأنشطة الشبابية تأثير عندما يبتكرها ويفكر فيها وينفذها الشباب أنفسهم"، مؤكدا لكي تكون مشاريع الشباب مطلوبة، يجب إشراكهم في كل من مرحلة تطوير المشروع ومرحلة تنفيذه. وفي هذا الاتجاه نتعاون بنشاط مع منتدى الشباب التابع لمنظمة التعاون الاسلامي والمركز الاوروآسيوي التابع لها"، مشيراً إلى أن جمهورية تتارستان تتعاون بنشاط منذ عام 2007 مع منتدى الشباب في منظمة المؤتمر الإسلامي.
"نحن مقتنعون بأن التعاون الدولي للشباب هو أحد أولويات سياسة الدولة للشباب واتجاه واعد لتنميتها. في عام 2020 ، تم إنشاء مكتب تخطيط  "روسيا - منظمة التعاون الإسلامي" في قازان. وهكذا، سنصبح منصة للشباب من مختلف مناطق البلاد في مجال الاتصال وبناء القدرات العلمية وفرص المشاركة في المشاريع الدولية". هكذا لخص سليمانوف كلمته، مذكراً بأنه في العام المقبل ستجرى انتخابات لعاصمة الشباب في منظمة المؤتمر الإسلامي والتي تطمح قازان للفوز بلقبها. 

 

بدوره، أكد مدير المركز الأوراسي لمنتدى الشباب التابع لمنظمة التعاون الإسلامي إلميدين مهدييف، على أهمية موقع تتارستان، حيث يعيش ممثلو الإسلام كغالبية والذين كانوا منذ زمن بعيد ودودين مع ممثلي المعتقدات الدينية الأخرى، مضيفاً أن ا"الحوار في إطار منظمة التعاون الإسلامي - روسيا ، يمكن أن يكون بمثابة منصة جيدة لإقامة تعاون أوثق بين ممثلي الأديان والثقافات المختلفة. ومن جانبنا نعرب عن استعدادنا للمشاركة في تنظيم مثل هذه الأحداث ومشاركة تجربتنا”.

 


الإنسان الذي ليس له أساس روحي يتوه في العالم


وبحسب ضحى عاصي، نائب وعضو لجنة العلاقات الخارجية ولجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب في برلمان جمهورية مصر العربية، يلاحظ اتجاه جديد في العالم اليوم.وأضافت: "الشخص الذي ليس له أساس روحي يتوه في العالم. هذا هو سبب أهمية عملكم. نحن بحاجة إلى بناء حوار فعال بين الأديان. يجب أن نفهم ونعرف ونحترم بعضنا البعض من أجل العيش معاً. ومثل هذه المدارس الصيفية مثل "حوار بولغار للثقافات"، تعتبر فعالة جداً بالنسبة لنا جميعاً".


في كلمتها، أشارت الى تجربة مصر الغنية في مجال الحوار بين الأديان، حيث كان معظم المصريين قبل ظهور الإسلام مسيحيين. الآن في مصر مسيحيون ومسلمون. يفهم مواطنونا أنهم مصريون ومواطنون في دولة واحدة بغض النظر عن دينهم أو طائفتهم وقوميتهم".


 وفي ختام حديثها، قدمت ضحي عاصي اقتراحات لبناء حوار بين الأديان وحل النزاعات المحتملة. في رأيها، يلعب الفولكلور دوراً مهماً هنا، الأمر الذي يتطلب دراسة تفصيلية.

 


الدين هو أحد الفرص لمعرفة العالم


تهدف هذه المنتديات إلى تعزيز الانسجام بين الأديان في روسيا وإقامة روابط علمية وإنسانية وثقافية قوية مع العالم الإسلامي. جاء هذا في الكلمة الترحيبية التي ألقاها المطران كيريل من قازان وتتارستان، والتي تلاها الأب أليكسي كولشيرين، نائب عميد مدرسة قازان الأرثوذكسية الدينية.

 

وجاء في الكلمة الترحيبية: يحتاج جيل الشباب إلى معرفة دينهم وثقافتهم وتقاليدهم جيداً. لذلك من الضروري تطوير نظام التعليم الروحي العالي والمتوسط، لرفع مستوى البحث العلمي. هنا نظهر مثالاً إيجابياً من الأكاديمية الإسلامية البولغارية، التي نتعاون معها بنشاط. هذا الاتجاه يشكل من بين أمور أخرى صورة التفكير الروحي لمجتمعنا.
كما أشار ممثل الأرثوذكس في تتارستان، إلى إن ممثلي الديانات التقليدية للجمهورية يتمتعون بتجربة إيجابية غنية للتفاعل في المجالات العلمية والتعليمية والاجتماعية، مما يساهم بشكل فعال في إرساء الانسجام بين الأعراق والأديان في مجتمعنا.


كما تحدث عبد اللطيف بحراوي، رئيس جمعية الصداقة الروسية المغربية، عن أهمية التعليم في إقامة حوار بين الأديان. ووفقاً له، فإن تراكم خبرة المجتمع سمح بتشكيل ظاهرة مثل الثقافة. "التعليم هو عملية نقل المعرفة المتراكمة في الثقافة من قبل الأجيال الجديدة. لكن في الوقت نفسه، يجب ألا ننسى التعليم الذاتي. أريد أن أشير إلى أن التعليم والحوار بين الأديان يسمحان لنا بالقول إن الدين أولاً وقبل كل شيء هو لكل فرد في المجتمع فرصة للتعرف على العالم من زاوية معينة، بالاعتماد على نظام المبادئ والمثل العليا و المعتقدات التي توصي بها.

 

حوار بولغار للثقافات: من خلال التربية إلى الحوار بين الأديان

 


 بالنسبة للكثير من الأديان، يعتبر الدين رجاءً وداعماً له تأثير إيجابي على المجتمع. إن الرغبة في الحوار تقع في صميم منظمة اليونسكو وهي مكرسة في الميثاق وقرارات البرامج المختلفة.


وتجدر الإشارة إلى أن برنامج اليونسكو في العالم الحديث مكرس للحوار بين الأديان بهدف تطوير الحوار بين الأديان والتقاليد الروحية المختلفة. وأوضح بحراواي "ان النزاعات تنشأ إما بسبب الجهل أو بسبب سوء فهم الثقافات والتقاليد. ويركز البرنامج على التفاعل بين الأديان المختلفة والقيم الروحية والإنسانية وعلى الحاجة إلى اكتساب معرفة أعمق عن بعضها البعض، مما سيعلم الناس كيف يتعامل مع الثقافات الأخرى باحترام". 

 


القرن الحادي والعشرون - قرن نهضة الدين

 

قال الصحفي الأردني - الفلسطيني مروان سوداح : إن إقامة مدرسة صيفية مثل "حوار بولغار للثقافات" مؤشر مشرق على نجاح وازدهار روسيا في جو من التقارب والتسامح بين المؤمنين من مختلف الأديان والجنسيات. وفي حديثه عن تاريخ الأردن، أشار سوداح إلى أن هذا البلد مليء بأمثلة حية للتعايش والتسامح بين الناس من مختلف الأديان والمعتقدات، التي توجت بمبادرات جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين لاستضافة الأسبوع العالمي للانسجام بين الأديان. وهذا أصبح اليوم من الفعاليات الرسمية للأمم المتحدة التي تقام في الأسبوع الأول من شباط/ فبراير من كل عام.

 

حوار بولغار للثقافات: من خلال التربية إلى الحوار بين الأديان

 


واشار سوداح الى تجربة الاردن في هذا المجال بالآتي: "نحن في الأردن ننظر إلى التحدي المتمثل في التعايش والتسامح من منظور دولي وعالمي وإنساني. ويهدف إلى تعظيم عملية الانسجام والحوار والتقارب بين المتدينين، وخلق جو من السلام والطمأنينة والود في جميع البلدان. احتراماً للاختلافات في مختلف القضايا بين أفراد مجتمعنا، نلاحظ أن هذا هو مصدر مزيد من النجاح على طريق الإنسانية التي تسعى في عالم الصراع بين النظم السياسية والمصالح الدينية والوطنية لتحقيق السلام لجميع أفراد المجتمع.


وأوضح مروان سوداح أن حياة المجتمع الأردني تقوم على التضامن والمحبة والتعايش بين مختلف الحركات الدينية والمؤسسات الأهلية والقوميات. لذلك، على سبيل المثال، يوجد بين المواطنين الأردنيين ممثلو معتقدات دينية مختلفة، بالإضافة إلى العرب، هناك آشوريون وشركس وشيشان وأبخاز وتركمان وأرمن وقوميات أخرى.


كما اوضحت من جهتها ناتاليا ماسلاكوفا - كلاوبرغ، ممثلة الصندوق العام الدولي "مؤسسة السلام الروسية" في سويسرا وليختنشتاين، المدير التنفيذي لشركة "إنتر كولتور فوروم" في سويسرا أن "قرننا فريد من نوعه من حيث أننا نعيش في عصر أزمات الهجرة والانقسام الحضاري والكوارث الطبيعية. إذا كان القرن العشرين قرناً من التصادم والمفاهيم السياسية، فإن اليوم هو عصر نهضة الدين. وبحسب الخبير الدولي، فقد ظهرت في عصرنا مفاهيم مثل "الإرهاب الإسلامي" و"التطرف الإسلامي"، وبدأ ينسب عامل العداء إلى الإسلام. لعبت أزمة الهجرة في أوروبا أيضاً دوراً في هذا".


كما خاطبت الشباب بفكرة ان "هناك نقص في الفهم والمعرفة بالإسلام. وهذا هو سبب أهمية تنظيم وتطوير الحوار بين الأديان. يجب أن نتحدث عن ماهية الدين وما هو دوره في حياة المجتمع. في الواقع ، نواجه اليوم حقيقة أن العديد من الأطفال ليسوا على دراية بمفهوم الله. التقاليد الدينية إما تورث من العائلات أو تكتسب. هذا هو السبب في أنه من المهم إعطاء الفرصة لشرح خصائص ديانات العالم للشباب، وكيف يتجه الناس إلى الله، والشيء الأساسي هو بناء هذا الطريق لفهم ما هو الإسلام". تلخيصاً لخطابها، أكدت ناتاليا ماسلاكوفا-كلاوبرغ مرة أخرى على أهمية بناء حوار مع الشباب.

 


الحوار بين الأديان


الحديث عن أهمية الحوار بين الأديان يدور في كل مكان، بما في ذلك المدرسة الصيفية الدولية "حوار بولغار للثقافات". لكن المصطلح نفسه، الذي يشمل طرقاً عديدة للعلاقات بين المؤمنين، يمكن تفسيره بطرق مختلفة. أشار بذلك سيرجي ميلنيك، الباحث البارز في مركز الحوار بين الأديان التابع للأكاديمية الإسلامية البولغارية.


وأوضح ميلنيك أن "هناك أربعة أشكال من الحوار بين الأديان: الجدال والمعرفي وتحقيق السلام والشراكة. إذا كنا نتحدث عن حوار جدلي ، فهو يقوم على خلافات حول ما هو الدين هو الحقيقة. أتباع الشكل المعرفي للتفاعل لديهم نهج مختلف. نحن هنا نتحدث بالفعل عن دراسة الأديان الأخرى، ونسعى جاهدين لفهم أفكار الآخرين وما يؤمنون به وكيف يعيشون. إن الاختلافات الرئيسة في هذا النهج هي التعارف والبحث المحترم والمقارنة بآراء المرء وفهم وجهات النظر".


الدعوة لشكل تحقيق سلام الحوار بين الأديان تكمن في كيف يمكن للمؤمنين الذين يلتزمون بمعتقدات دينية مختلفة أن يعيشوا في وئام، ويطورون الفرص لخلق مناخ اجتماعي ملائم. يفكر المشاركون في مثل هذا الحوار في كيفية عيش الأشخاص ذوي الآراء المختلفة في سلام ووئام. نتيجة هذا التفاعل هي المساهمة الإيجابية للأديان في المجتمع وتعزيز الرفاهية الاجتماعية.

 

 

متحف الثقافة الإسلامية والتعاون بين الثقافات


ومع ذلك، فإن قلة المحادثات والحوارات المثمرة والمؤتمرات واجتماعات العلماء تعتبر غير كافية للتفاعل الفعال بين أتباع الثقافات والأديان المختلفة. لهذا من المهم إقامة تعاون من خلال المشاريع الثقافية والمعارض وتنظيم التبادل بين الثقافات. ومن الأمثلة اللافتة على هذا العمل متحف سانت بطرسبرغ للثقافة الإسلامية، الذي وصف أنشطته وخططه نائب مدير متحف الأنثروبولوجيا والإثنوغرافيا المسمى باسم" بيتر العظيم"، مدرب اليونسكو الخبير يفيم رضوان، فبحسب قوله أعرب رجال الأعمال المسلمون عن استعدادهم للمساعدة في تنظيم المعارض وعمل المتحف نفسه. ومع ذلك، وفقاً للمتحدث، ينبغي على المرء أن يقرأ مع المقدمة المتداولة للأدب المتعلق بالإسلام وتاريخ العلاقات الروسية - العربية، بما في ذلك فجر القرن التاسع عشر. من المخطط قريباً إصدار مجموعة من الصور من القنصلية العامة الروسية في كاشغر، والتي تصور الأماكن المقدسة للإسلام التي كانت موجودة في ذلك الوقت. كل صورة مصحوبة بنص باللغتين الروسية والإنجليزية.


كما أوضح رضوان انه من المقرر كذلك نشر مجلد بعنوان "الصوفية بعد الاتحاد السوفيتي". شارك في إعداده عشرات المتخصصين من جميع أنحاء فضاء الاتحاد السوفيتي السابق. سيخصص المجلد لدراسة موقف الصوفية خلال سنوات وجود الاتحاد السوفيتي.. "أود أيضاً أن أعلن عن إصدار كتاب مخصص للإسلام في إثيوبيا". 


مجال آخر للعمل هو إعداد وإقامة المعارض المخصصة للذكريات التي لا تُنسى والأحداث الهامة. مثال على ذلك، يصادف هذا العام الذكرى المئوية الثانية لأول وثيقة من المغرب والذكرى 140 لرحلة أول رجل روسي إلى المناطق الداخلية بالمغرب. نحن نتحدث عن الأمير فيازيمسكي، الذي سافر في جميع أنحاء آسيا على ظهور الخيل. أيضاً، يفكر موظفو المتحف بالتفصيل في تنسيقات مختلفة لتقديم أغنى تراث غير ملموس. ولخص يفيم رضوان اللقاء بالأتي: "من أحدث الاكتشافات، التي أود أن أشارككم فيها، اكتشاف 16 من الفولكلور والتسجيلات الموسيقية المؤرخة 1903-1905، التي تُظهر الألحان الأوزبكية والكازاخستانية والتترية".

 


إلميرا جافياتولينا