أعرب رئيس جمهورية باشكورتوستان، عضو مجموعة الرؤية الإستراتجية راضي خبيروف عن انطباعاته حول مخرجات المؤتمر الدولي التاسع لمجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، وأهمية المواضيع المختلفة التي قدمت لمناقشتها للتعاون بين روسيا والعالم الإسلامي، وخاصة باشكورتوستان. وكان المؤتمر قد انعقد تحت عنوان :" روسيا - العالم الإسلامي: نظام عالمي عادل متعدد الأقطاب وتنمية آمنة" في 16 ايار/مايو 2024 في مدينة قازان في إطار القمة الاقتصادية "منتدى قازان 2024".
تعمل مجموعة الرؤية الإستراتجية "روسيا – العالم الإسلامي" منذ أكثر من 20 عاماً كمنصة لمناقشة المشاكل القائمة. وبحسب راضي خبيروف، فإن المؤتمر يدل على وحدة الدول التي ينتشر فيها الإسلام على نطاق واسع. وأشار رئيس جمهورية باشكورتوستان إلى حضور عدد كبير من ممثلي السلك الدبلوماسي للدول الإسلامية في المؤتمر. كما أكد راضي خبيروف على أهمية المشاركة في هذا الحدث بالنسبة لجمهورية باشكورتوستان، وخاصة في النشاط الاقتصادي الأجنبي.
وقال :"نحن حرفنا المسار نحو الشرق بشكل مفاجئ . كما قلت سابقًا، فإن 25% من حجم التجارة الخارجية لجمهورية باشكورتوستان هي دول منطقة آسيا الوسطى، و25% أخرى هي الصين، والحصة كبيرة من التجارة مع تركيا". وأضاف خبيروف إن العمل النشط جار مع الزملاء الإيرانيين. وفي معرض حديثه عن حاجة الجمهورية إلى البحث عن أسواق مبيعات جديدة وحلول تكنولوجية وكفاءات، قال رئيس باشكورتوستان ما يلي: "نذهب إلى هناك ونفتح الأبواب حيث ينتظروننا، حيث يكونون على استعداد للتعاون معنا بشكل بناء وبنزاهة".
وأشار راضي خبيروف إلى أن باشكورتوستان جمهورية إسلامية، حيث يعتنق أكثر من مليوني شخص الإسلام. وفي هذا الصدد، تواجه باشكورتوستان مهمة المشاركة الفعالة والعمل مع بقية الجمهوريات الروسية، حيث يعيش عدد كبير من أتباع الإسلام، مؤكدا على ان هذا المؤتمر له مكونات ثقافية وإنسانية، لكننا الآن مهتمون في المقام الأول بضمان التنمية الاقتصادية لجمهوريتنا، وهو ما لا يمكن تحقيقه دون تعاون وثيق مع الشركاء الآخرين".
وعندما سئل عن دور المناطق في تعزيز العلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي، أشار راضي خبيروف إلى الاكتفاء الذاتي للكيانات المكونة لروسيا الاتحادية في المجالات الثقافية والاجتماعية والإنسانية والتجارة الخارجية والاقتصاد الخارجي. وفي هذا الصدد، كل منطقة لديها ناقل التفاعل الخاص بها.
وأوضح :"لدى جمهورية باشكورتوستان مكتب تمثيلي كجزء من التمثيل التجاري لروسيا. وبناءً على ذلك، يعمل مكتبنا التمثيلي أيضًا في أوزبكستان وكازاخستان وجمهورية تركيا وجمهورية الصين الشعبية. ونحن نعمل الآن على افتتاح فرع لها في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبذلك نحقق صلاحياتنا على أكمل وجه. وبالنسبة لي شخصيًا، كمسؤول، فإن هذا يمثل في المقام الأول تنمية اقتصادية في إطار التجارة الدولية. وأوضح خبيروف أن المشاركة النشطة لباشكورتوستان كمنطقة روسية تعمل لصالح التعاون بين روسيا والعالم الإسلامي".
وردا على سؤال حول طبيعة الحرب الحديثة ضد التطرف، استشهد رئيس باشكورتوستان بأطروحتين. الأولي، وصف راضي خابيروف التطرف بأنه "عدوى خطيرة"، وأشار إلى استحالة مكافحة هذه الظاهرة المدمرة بمفردها، لأن فعالية مقاومة التطرف القومي والديني مبنية على أساس الاتفاقيات الدولية.
والثانية، الحقيقة هي أن الفكرة الأساسية للمؤتمر، بالنسبة لي، هي وحدة العالم الإسلامي وروسيا. ربما لاحظتم النشاط والخسة التي يحاولون بها تقسيم العالم الإسلامي وروسيا. بل إنهم يحاولون خلق انقسام بين المسلمين والمسيحيين الأرثوذكس داخل روسيا. لكن، كما تعلمون، أولاً وقبل كل شيء، فإن التعايش طويل الأمد في بلدنا بين المسلمين والأرثوذكس، والأشخاص من القوميات والديانات الأخرى، يرفض ذلك ".
وأشار رئيس باشكورتوستان إلى الأصل الأجنبي لمظاهر التطرف على أراضي روسيا الاتحادية ، مستشهدا بالهجوم الإرهابي الذي وقع في موسكو في مارس/آذار الماضي. كما أشار خبيروف إلى الاعتقاد السائد بأن الإرهاب ليس له جنسية ولا دين، وشدد على ضرورة مكافحة التطرف بشكل مشترك، "إذا ضغطت على النابض، فسوف يطلق النار بقوة مضاعفة". هكذا أجاب خابيروف على سؤال أحد الصحفيين حول قوة العلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي في مواجهة ضغوط الدول غير الصديقة وآفاق هذا التعاون، مشيرا إلى أنه على الرغم من الضغوط، فإن التفاعل بين الطرفين يتكثف، حيث يتم في الوقت الحالي توجيه جهود مثيرة للإعجاب، بما في ذلك استثمارات كبيرة، نحو الشرق.
واختتم حديثه قائلا :"على الرغم من أننا كنا متحمسين للدول الغربية. وبالتالي، فهذه عملية طبيعية، نحن ننتقل إلى حيث ينتظروننا، حيث يريدون التعاون معنا.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا