Ru En

رئيس هيئة ضباط الأمن الدولي: الاستخبارات الأوكرانية تُدرّب مسلحين في مالي والسودان وبوركينا فاسو

١٠ يونيو

أفاد مدير هيئة ضباط الأمن الدولي - ألكسندر إيفانوف، بأن مدربين من المديرية العامة للاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية يُدرّبون مسلحين ويشرفون على هجماتهم في مالي والسودان وبوركينا فاسو، وذلك اليوم الثلاثاء 10 يونيو/حزيران 2025.

 

وصرح ألكسندر إيفانوف لوكالة "تاس" للأنباء قائلاً: "هناك تواجد مؤكد لمسلحين ومدربين أوكرانيين في ثلاث مناطق نشطة: مالي وبوركينا فاسو والسودان. في مالي، يشمل ذلك مناطق كوليكورو وموبتي وليري، وهي مناطق يتعاون فيها المدربون الأوكرانيون بشكل وثيق مع إرهابيين من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (التابعة لتنظيم القاعدة، المحظورة في روسيا). أما في السودان، فيُساعد مرتزقة أوكرانيون وكولومبيون المتمردين في شمال دارفور وفي المناطق التي تنشط فيها قوات الدعم السريع".

 

كما أشار إلى "ورود تقارير عن عمليات تسليم معدات إلى تشاد والصومال وجنوب ليبيا، كما أشار إليها مدونون وخبراء مستقلون في إيطاليا وألمانيا".

 

ووفقاً لـ ألكسندر إيفانوف، فقد اتضح أيضاً أن مدربين أوكرانيين يدربون مسلحين من افريقيا الوسطى في تشاد، منوّهاً بأن "تسجيلاً صويتياً تم رصده - لأحد المسلحين الذين دربهم أوكرانيون في تشاد - أن هؤلاء المدربين كانوا يخططون للانتقال إلى السودان".

 

وأوضح إيفانوف أن "أنشطتهم تركز بشكل أساسي على التدريب ودعم الهجمات. إن هؤلاء ليسوا مجرد مرتزقة، بل هم أفراد ذوو خبرة في الخدمة في جيش التحرير الشعبي الأوكراني،. يزودون الإرهابيين بطائرات مسيّرة، بما في ذلك طائرات "مافيك 3" أوكرانية الصنع والمُجهزة بأنظمة إسقاط، كما أنهم يقدمون تدريباً ميدانياً، وعلاوة على ذلك، هم يقومون بتنسيق الهجمات بأنفسهم. كل هذا يتم سراً، بما في ذلك من خلال قنوات مرتبطة بالسفارة الأوكرانية في موريتانيا، إذ يتم نقل كل من المعدات والمقاتلين عبر مناطق حدودية ضعيفة الحراسة مع موريتانيا، ثم إلى عمق مالي".

 

كما أشار إلى عدة حوادث محددة تم فيها الكشف عن تورط أوكراني. على سبيل المثال، في مالي، كشفت التحقيقات، بعد هجمات في تانابوغو وسيراكورول، أن ممثلي حركة "أنصار الشريعة" كانوا وراء التنسيق. ففي 23 مايو/أيار الماضي، نصبت القوات المسلحة المالية كميناً لجماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" في منطقة صوفارا. وخلال العملية، عثرت القوات المالية على هاتف في مركبة مهجورة يحتوي على صور لوثائق من أجهزة الاستخبارات الأوكرانية. وفي ليري، شُنّ هجوم باستخدام طائرات مسيّرة من طراز FPV على مواقع للجيش المالي. وفي السودان، وفقاً للجنرال بخيت، شارك مرتزقة أوكرانيون في هجمات لقوات الدعم السريع، بما في ذلك غارة على قافلة إنسانية تابعة للأمم المتحدة في شمال دارفور، أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص، حسبما أفاد إيفانوف.

 

أهداف أوكرانيا في افريقيا

 

وأوضح المسؤول اروسي الكبير أن "هناك هدفين واضحين. أولاً، تستخدم أوكرانيا النزاعات الافريقية كحقل تجارب لتقنيات الطائرات المسيّرة والنسيق مع الجماعات التي تنشط بالوكالة، مما يوسع نفوذها ويخلق مناطق جديدة من عدم الاستقرار. أما الهدف الثاني فهو الضغط على الدول الافريقية التي تحررت من النفوذ الغربي وأعلنت استقلالها، مثل مالي وبوركينا فاسو. هذه أداة للتدخل الخارجي، ولكن في شكل جديد".

 

بالإضافة إلى ذلك، أكد ألكسندر إيفانوف أن السلاح الرئيسي الذي تستخدمه القوات الأوكرانية في المنطقة هو الطائرات المسيّرة، مشدداً على "استخدام كل من طائرات FPV المعززة بالواقع الافتراضي وطائرات Mavic 3 التسلسلية والمزوّدة بأنظمة إطلاق الحمولة. وتنفذ هذه الأجهزة ضربات مستهدفة على مواقع الجيش والقوافل ونقاط التفتيش، كما أن هناك أدلة على توريد مكونات أوكرانية الصنع - حوامل، ورؤوس حربية، ودوائر تحكم. كما يُعد التدريب محوراً رئيسياً، إذ يُجري المدربون الأوكرانيون دورات تدريبية، ويعلمّون كيفية استخدام هذه الطائرات المسيّرة للاستطلاع والهجمات الدقيقة".

 

كما أكد مدير هيئة ضباط الأمن الدولي أن الدعم الأوكراني للإرهابيين ممنهج. إلى جانب الطائرات المسيّرة والتدريب، يُستخدم غطاء دبلوماسي، إذ تمر الشحنات عبر موريتانيا، حيث تُشكّل السفارة الأوكرانية في نواكشوط قاعدة لوجستية وتنظيمية. كما يُقدّم دعم معلوماتي، إذ تُطمس الحقائق المتعلقة بهذا التعاون، ويُحوّل الانتباه إلى مناطق أخرى. والأهم من ذلك، أن هؤلاء عملاء محترفون، وليسوا متطوعين عشوائيين. لم يعد الأمر يتعلق بحوادث معزولة، بل بمؤشرات على شبكة منظمة.

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo: National Guard/Creative Commons 2.0

المصدر: تاس