صرّح سفير روسيا الاتحدية لدى جمهورية أفغانستان الإسلامية دميتري جيرنوف، بأن السفارة الروسية تعمل مع وزارة الخارجية الأفغانية على حل مجموعة كاملة من المسائل التي تواجه عمل البعثة الدبلوماسية في الوقت الذي يأخذ فيه الجانب الروسي في الاعتبار بشكل كامل، عقوبات الأمم المتحدة ضد حركة "طالبان" (المحظورة في روسيا الاتحادية).
وأعلن السفير الروسي ذلك للصحفيين اليوم الخميس 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، مشيراً إلى أنه مع وزارة الخارجية الأفغانية، نقوم بحل مجموعة كاملة من المهام التي تواجه السفارة، بما في ذلك تلك المتعلقة بحماية مصالح المواطنين الروس في أفغانستان.
وأضاف جيرنوف: "بالطبع نأخذ في الاعتبار تماما عقوبات الأمم المتحدة ضد طالبان"، مضيفاً أنه لا يوجد حديث عن تعاون سياسي مع السلطات الأفغانية الجديدة حتى الآن"، كما أنه أصبح من الصعب على السلطات الأفغانية الجديدة محاربة "داعش" بسبب حجز واشنطن للأصول الخارجية للبلاد، وفقا لكلام السفير.
يُشار إلى أنه عندما أوقفت الولايات المتحدة الأمريكية الأصول المالية لأفغانستان، توقف النظام المصرفي في البلاد عن العمل بسبب العقوبات الغربية، مما أضرّ بقدرة السلطات الأفغانية الجديدة على مكافحة الإرهاب.
وأضاف الدبلوماسي الروسي: "أصبح من الصعب عليهم محاربة داعش، بدأت الهجمات الإرهابية مرة أخرى في أفغانستان، وهو ما لم يحدث منذ شهر ونصف بعد وصول طالبان للسلطة في أغسطس".
الوضع الإنساني
وفي سياق متصل، قال السفير الروسي إن الوضع الإنساني في أفغانستان سيء، فالبلاد تتضور جوعاً، مجيباً في رده على السؤال ذي الصلة: "لسوء الحظ، الوضع سيء. الجوع قادم لأفغانستان، الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية تتزايد"، وأضاف متسائلاً: "هل على (طالبان) أن تقول شكراً للولايات المتحدة على قيامها بتجميد أموال عائدة لأفغانستان".
كما أشار دميتري جيرنوف إلى أنه وفقا لتعليمات رئيس روسيا الاتحادية، "بدأت وزارة الدفاع في تسليم المساعدات الإنسانية، التي تقوم وزارة الطوارئ الروسية بتحضيرها لشعب أفغانستان"، وقال: "خحم هذه المساعدات الإجمالي يزيد عن 100 طن. وفي 18 نوفمبر، سلّم طيران النقل العسكري 36 طنا من المواد الغذائية والضروريات الأساسية إلى كابول. كما أنه من المقرّر في المستقبل القريب إرسال شحنتين أخريين من السفن الخاصة التابعة لوزارة الدفاع لنقل البضائع الإنسانية، بما في ذلك الأدوية".
وبيّن الدبلوماسي الروسي أيضا أن هناك عدة مئات من الروس في أفغانستان، واستدرك قائلا: "أولئك الذين أرادوا المغادرة إلى روسيا، سيتم إرسالهم اليوم عن طريق رحلات العودة الخاصة لوزارة الدفاع، والتي سلمت مساعدات إنسانية".
الدعم الدولي
وفي الجانب المتعلق بالدعم الدولي، قال السفير الروسي جيرنوف "إنه من المستحيل حل مشاكل أفغانستان بدون دعم المجتمع الدولي"، موضحاً أن "حركة (طالبان) أعلنت أنها تريد التعاون مع المجتمع الدولي: أولويتهم هي روسيا والصين وباكستان. ونحن الآن نركّز على ضرورة منع وقوع كارثة إنسانية في أفغانستان. والمرحلة التالية هي حشد المانحين الدوليين بمهمة إعادة البناء الاقتصادي للبلاد، لأنه من المستحيل التعامل مع المشاكل الأفغانية مثل اللاجئين والإرهاب والمخدرات".
الجدير بالذكر أنه بتاريخ اليوم 18 نوفمبر، أصدر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بالنيابة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعليمات بشأن تنظيم الإجلاء من أفغانستان لأكثر من 380 مواطناً من روسيا الاتحادية والدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي (بيلاروسيا وقرغيزستان وأرمينيا) من أفغانستان، وذلك بواسطة طائرات النقل العسكرية.
بذلك، وبأمر من وزير الدفاع الروسي، تم تشكيل مجموعة طيران مؤلفة من 3 طائرات نقل عسكرية لتنفيذ عملية الترحيل، والتي أقلعت من مطار تشكالوفسكي.
وبهدف توفير المساعدة والدعم الطبيين اللازمين للذين سيتم إجلاؤهم، فإن هناك فرق طبية وتمريضية من الأطباء العسكريين مزوّدة بالمعدات الطبية والأدوية اللازمة على كل طائرة روسية.
هذا وقد تم في 25 أغسطس/ آب الماضي إجلاء حوالي 400 مواطن روسي ومن الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي (بيلاروسيا وقرغيزستان وطاجيكستان) وأوزبكستان من أفغانستان بواسطة طائرات النقل العسكرية.
وفي وقت سابق من اليوم الخميس، أفادت وزارة الدفاع الروسية أن 3 طائرات تابعة لطيران النقل العسكري التابع للقوات الجوية الروسية، بناءً على تعليمات من الرئيس الروسي، أقلعت من مطار تشكالوفسكي لإجلاء أكثر من 380 شخصا من أفغانستان.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
المصدر: تاس