Ru En

قازان: اجتماع حول "البنية التحتية المالية واللوجستية لروسيا ودول منظمة التعاون الإسلامي"

١٧ مايو

انعقدت في مدينة قازان في الـ 17 من مايو / أيار الجاري الجلسة العامة للمنتدى الاقتصادي الدولي الخامس عشر "روسيا - العالم الإسلامي: منتدى "قازان 2024" والمُكرّس لموضوع "البنية التحتية المالية واللوجستية لروسيا ودول منظمة التعاون الإسلامي". وفي الجلسة العامة، تم تلخيص نتائج المنتدى، من خلال كلمات الممثلين رفيعي المستوى من روسيا والدول المشاركة وأمانة منظمة التعاون الإسلامي، تم تقييم الإنجازات المشتركة لروسيا ودول منظمة التعاون الإسلامي في قائمة واسعة ومتنوعة من مجالات الحياة في المجتمع الحديث على أساس الاحترام المتبادل والثقة والقيم المشتركة. كما تم تحديد خطط وآفاق تطوير العلاقات متبادلة المنفعة بين روسيا ودول منظمة التعاون الإسلامي لصالح سكان العالم كجزء من تنسيق العمليات الدولية وتحقيق توازن النمو العالمي المستدام.


وتحدث في في الاجتماع كل من: نائب رئيس حكومة روسيا الاتحادية - مارات حُسنولين، نائب رئيس حكومة روسيا الاتحادية - أليكسي أوفتشوك، رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، رئيس جمهورية تتارستان - رستم مينيخانوف، مستشار الدولة لجمهورية تتارستان، سفير الـ "يونسكو" للنوايا الحسنة للحوار بين الثقافات - مينتيمير شايمييف، النائب الأول لرئيس مجلس وزراء جمهورية قيرغيزستان - أديلبيك كاسيمالييف، نائب رئيس وزراء جمهورية كازاخستان - سيريك زومانجارين، وزير اقتصاد سلطنة عُمان - سعيد بن محمد السكري، نائب وزير الاقتصاد بدولة الإمارات العربية المتحدة - عبد الله الصالح، نائب وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية - علي باقري، و نائب رئيس إدارة الرئيس الروسي - مجميدسلام ماغوميدوف.


وبدأت الجلسة العامة بقراءة آية من القرآن الكريم بصوت مفتي تتارستان كامل حضرة ساميغولين. قرأ الآيات الثلاث الأولى من سورة الفتح. يشار إلى أنه خلال العرض على شاشات المسرح، عُرض على المشاركين في الاجتماع لأول مرة هذه الآيات من  المصحف المكتوب " خط قازان- طبعة قازان"، والذي بدأ كتابته في عام 2022 تكريماً للذكرى 1100 لاعتماد الإسلام في بولغار الفولغا، ولوحظ من على المسرح أن "هذا المشروع يوضح أن روسيا جزء كبير من العالم الإسلامي، مع تراث ديني فقهي غني ومدارس علمية فريدة، بما في ذلك فن الخط.


وفي كلمة له، أعلن نائب رئيس حكومة روسيا الاتحادية مارات حُسنولين في كلمته عن تغييرات مهمة في التعاون بين روسيا ودول العالم الإسلامي، بما في ذلك في مجال الخدمات اللوجستية، والتي بدأت منذ العام الماضي، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يولي اهتماماً كبيراً بالقرارات التي يتم اتخاذها منتدى قازان 2024 ونتائجه، وكذلك ما يتعين القيام به في هذا الاتجاه.


وأضاف: "وليس من قبيل الصدفة أنه في أحد خطاباته الأخيرة حدد مهمة تقليل مرور المركبات عبر الحدود إلى ثماني دقائق. وخلال هذه الفترة، تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ذات الصلة. بالإضافة إلى ذلك، تم بناء الطريق السريع بين موسكو وقازان، مما اختصر الطريق إلى الجنوب الشرقي بمقدار ست ساعات. يعمل زملاؤنا الكازاخستانيون بنشاط على تحسين البنية التحتية للنقل وبناء طرق جديدة. وهناك أيضًا مشاريع تهدف إلى ربط روسيا بتركمانستان وإيران. لدينا بالفعل خط سكة حديد مع إيران. وزاد التدفق السياحي عدة مرات خلال هذا الوقت. وبشكل عام، ارتفع حجم التبادل التجاري مع دول منظمة التعاون الإسلامي خلال العام الماضي بنسبة 31 في المائة، وكل هذا نتيجة لعملنا".


عندما سُئل عن تطوير ممر النقل بين الشمال والجنوب، أجاب نائب رئيس وزراء كازاخستان - سيريك جومانجارين أن هذا الموضوع قيد الدراسة حاليًا بنشاط في جميع الاتجاهات، وهذا الطريق أصبح حقيقة اليوم، وقال في هذا الصدد: "في الواقع، الممر الشمالي الجنوبي مقسم إلى الجزء الغربي، والجزء الشرقي، وهناك طريق وسط يسمى الطريق البحري. وفي الجزء الغربي، تتخذ روسيا الاتحادية الآن أيضًا خطوات كبيرة جدا. لقد تم التوقيع على اتفاقيات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن استكمال جزء من أستارا- رشت، وكل هذا قيد التنفيذ، حيث أن الجزء التفاوضي قد اكتمل بالفعل. أما الجزء الشرقي فقد تحدث عن ذلك رئيس دولتنا في المجلسين الأعلى الأخيرين. لقد قدمنا اقتراحًا لتحويل الجزء الكازاخستاني إلى مركز لوجستي كبير".


وأشار نائب رئيس حكومة روسيا الاتحادية - أليكسي أوفتشوك في كلمته إلى التحول في مركز النمو الاقتصادي من الغرب إلى الشرق ونحو الجنوب العالمي، منوهاً بأنه وفقاً لمصادر مختلفة، تم مؤخراً فرض ما بين 16 إلى 18 ألف إجراء تقييدي ضد روسيا، التي تم اتخاذها متجاوزة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مشدداً على أن "العقوبات تهدف إلى تقييد تنميتنا الاقتصادية، بسبب ان روسيا تحتل موقعًا جغرافياً فريداً في شمال أوراسيا، لذا يجب على البلاد استخدام هذه الميزة لحل المشكلات الاقتصادية بشكل فعّال، على الرغم من العقوبات".


واختتم أوفتشوك كلمته قائلا:"نحن نهدف إلى ضمان النقل والاتصالات المنطقية لأوراسيا الكبرى. وبهذه الطريقة، نعتزم توفير أفضل الظروف لمنتجينا لدخول أسواق الجنوب العالمي. ويعمل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، الذي يضم خمس دول، في هذا الاتجاه أيضا. أحد مجالات العمل المهمة هو إبرام اتفاقيات التجارة الحرة. وفي العام الماضي، تم التوقيع على اتفاقية مماثلة مع إيران. وستكون الوثيقة مفيدة لكل من الجمهورية الإسلامية ودول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. وتجري المفاوضات أيضًا بشأن إنشاء مناطق تجارة حرة مع عدد من الدول الإسلامية، وأننا نساعد بعضنا البعض على تطوير أسواق جديدة".

 

وفي كلمة له، أعرب رستم مينيخانوف - رئيس جمهورية تتارستان ورئيس مجموعة الرؤية الإسترارتجية "روسيا - العالم الإسلامي" عن تقديره الكبير للدعم المستمر الذي تقدمه روسيا من العالم الإسلامي، مشيراً إلى أن جمهورية تتارستان تعمل بنشاط مع العالم الإسلامي منذ عام 2003، عندما طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ماليزيا مبادرة لمنح روسيا وضع مراقب في منظمة التعاون الإسلامي. وفي العام المقبل، ستبلغ عمر المبادرة، التي تم تنفيذها في عام 2005، 20 عاما.

 

وقال مينيخانوف: "ومنذ ذلك الحين، بدأت مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا – العالم  الإسلامي" العمل مع الدول الإسلامية. وقد تم تنفيذ هذا العمل دائمًا بدعم من وزارة الخارجية وإدارة الرئيس الروسي. لقد وجدنا منصة جيدة مثل تتارستان وبدأنا في دعوة شركائنا هنا. قبل عامين، قرر رئيس الدولة فلاديمير بوتين أن هذا لم يعد حدثاً إقليمياً، بل حدثاً فيدرالياً. تم تعيين نائب رئيس الوزراء مارات حُسنولين رئيساً للجنة المنظمة لمنتدى "قازان". معاً نقيم هذه الفعاليات على مستوى جديد، وعمل المجموعة الإستراتجية تنسب لها تلك الفعاليات".


الخدمات المصرفية الإسلامية، ونمط الحياة الحلال، وتطوير ممرات النقل، وتوسيع الاتصالات السياحية - هذه هي مجالات التعاون الرئيسية التي تتم تحت رعاية ودعم القيادة الروسية والرئيس والحكومة. وأوضح مينيخانوف القول بأن منتدى قازان الاقتصادي هو حدث تتارستان ليس صحيحاً تماماً. إن العالم الإسلامي كان دائما يدعم روسيا ويدعمها، ونحن نقدر ذلك تقديراً عاليا".


وقال النائب الأول لرئيس مجلس وزراء قيرغيزستان - أديلبيك كاسيمالييف في كلمته إن قيرغيزستان وروسيا شريكان استراتيجيان، وهذا ما يحدد العلاقات التجارية والاقتصادية الوثيقة. وأشار إلى أن روسيا تحتل المرتبة الثانية بين الشركاء التجاريين الرئيسيين لقيرغيزستان إلى جانب الصين وكازاخستان. على مدى السنوات الأربع الماضية، تضاعف حجم التجارة المتبادلة والصادرات - 2.7 مرة. وفي عام 2023، بلغ حجم التجارة 2.9 مليار دولار، مشيراً إلى أنه "وفي الوقت نفسه، نهدف نحن وروسيا إلى زيادة حجم التجارة إلى 5 مليارات دولار. هناك كل الإمكانيات لذلك".


وفي جمهورية قيرغيزستان، بحسب كاسيمالييف، هناك حوالي 800 شركة بمشاركة روسية، ويجري العمل من خلال اللجنة الحكومية الدولية والمؤتمر الأقاليمي القيرغيزي - الروسي. ويستمر تنفيذ مشاريع البنية التحتية الكبيرة، ويتزايد التعاون بين شركات الدولة في قطاع الطاقة. على وجه الخصوص، تتم دراسة إمكانية بناء محطة للطاقة النووية منخفضة الطاقة على أراضي الجمهورية. هناك أيضاً ديناميكيات إيجابية في التعاون الاستثماري.


كما تحدث وزير الاقتصاد في سلطنة عُمان - سعيد بن محمد الصقري عن كيفية تعاون روسيا وعُمان في الصيغ الثنائية والمتعددة الأطراف. يهدف التعاون الاقتصادي في المقام الأول إلى إبرام اتفاقيات بشأن مناطق التجارة الحرة. أما بالنسبة للعلاقات الثنائية، فإن التعاون في مجال الاستثمار يسير بشكل جيد.


وتحدث الصالح عن استثمارات دولة الإمارات العربية المتحدة واسعة النطاق في البنية التحتية والخدمات اللوجستية الخاصة بها. وأكد أن دولة الإمارات أصبحت اليوم الثالثة عالمياً من حيث حجم إعادة التصدير والسابعة عشرة عالمياً من حيث حجم الصادرات. وأشار أيضاً إلى موثوقية وملاءة المؤسسات المالية في البلاد التي تدعم اقتصادها.
كما نوّه المتحدث خلال كلمته بأن هناك مشاريع مختلفة في المجالين الدوائي والطبي، وفي مجال مشاريع الفضاء ومصادر الطاقة المتجددة، تسعى الإمارات إلى الاستثمار فيها بشكل مشترك مع روسيا.


بدوره، قال نائب وزير الخارجية الإيراني - علي باقري، إن "التهديدات الأميركية واستخدام العقوبات ضد إيران وروسيا يشكل ضغوطا ًعلى هذه الدول. لكن بفضل حكمة قادة الدول، تحولت القيود إلى فرص للتعاون على مستوى جديد ليس فقط بين إيران وروسيا، بل بين دول منطقة الشرق الأوسط أيضًا. وأشار أيضاً إلى أنه بدون التعاون والعلاقات الاقتصادية بين الدول، من المستحيل تحقيق السلام المستدام. إن إيران دولة لها كل الحق في لعب دور قيادي في المنطقة".


وفي كلمته، قال نائب رئيس إدارة رئيس روسيا الاتحادية مجميدسلام ماغوميدوف إن روسيا دولة متعددة القوميات والأديان، مشدداً على أنه "بهذا المعنى، يمكن أيضاً اعتبار روسيا دولة إسلامية، لأن المسلمين في بلادنا يشكلون جزءً مهماً جداً وهاماً ومحترماً من المجتمع الروسي". ومن المهم أن يكون هناك سلام ووئام بين ممثلي جميع الأديان.
وأولى مجميدوف اهتمامًا لتطوير ممر النقل بين الشمال والجنوب، والذي يمكن أن يعطي زخماً إضافياً للإمكانات الاقتصادية للعديد من مناطق روسيا.


ورداً على سؤال حول الحفاظ على الوحدة في البلاد في مواجهة التحديات الجديدة، أشار ماغوميدوف إلى نظام واضح لسياسة الدولة الوطنية التي بناها الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين على مدى السنوات العشر الماضية، إذ قال إن "الدولة تهتم بكل قومية، حتى أصغرها، لتحافظ على نفسها وعلى هويتها ولغتها وثقافتها وتاريخها". منوّهاً بأنه على الرغم من الجهود الجبارة التي بذلها معارضو روسيا في محاولات تقسيم الدولة إلى عشرات الكيانات الحكومية الصغيرة، إلا أن مستوى الهوية المدنية لعموم روسيا يصل حاليا إلى 94 في المائة. وأكد المتحدث أنه"لن يتمكن أحد من زعزعة وحدة الشعب الروسي، وكما قال رئيسنا فلاديمير بوتين، نحن متحدون ومعاً سننتصر".

 

وتختتم فعاليات المنتدى الاقتصادي الدولي "روسيا - العالم الإسلامي: منتدى "قازان" في الـ 19 من مايو/ أيار الجاري في بولغار، بعقد " لقاء بولغار المقدس". وهنا، سيجد الزوّار برنامجاً غنياً، بما في ذلك صلاة التوبة الجماعيةوالتي ستصبح الجزء الرئيسي الذي يبلغ ذروته في هذا اليوم.

 

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتجية "روسيا - العالم الاسلامي"