من الفعاليات البارزة لهذا العام في إطار الاحتفالات الجليلة بالذكرى 1100 لدخول سكان بولغار الفولغا دين الإسلام، هي وضع الحجر الأساس لبناء الجامع الكبير في قازان. كم القدرة الإستيعابية للجامع الجديد؟ وما الذي سيشمله المجمع بالاضافة الى الجامع؟ وأين يقع؟ عن هذه الأسئلة تحدثوا في قازان في مؤتمر صحفي خصص لذلك.
يشار إلى أنه تم الإعلان عن انطلاق المسابقة الدولية لتطوير المفهوم المعماري للجامع الكبير يوم الاول من نيسان/ابريل 2022، حيث قال المتحدثون في الاجتماع مع الصحفيين، ستضم لجنة تحكيم المسابقة كبار المهندسين المعماريين وممثلي المجتمع العلمي، ورجال الدين المسلمين وممثلي السلطات المركزية والمحلية.
أين يقع المسجد الكبير في قازان؟
لبناء الجامع، تم اختيار المنطقة التي كانت تقع فيها مدينة ملاهي "كيرلاي". وفقا للخبراء، يتمتع هذا الموقع بمشهد حضري مناسب جداً، حيث يمكن مشاهدته من كل اماكن قازان الرئيسية. أيضًا، تتيح لك مساحة هذا الموقع بناء الجامع بالحجم المطلوب بالإضافة إلى تبقي مساحة كبيرة ستخصص لوقوف أعداد كبيرة من السيارت.
وخلال الإحاطة، أشارت غالينا أيداروفا، أستاذة قسم النظرية والتطبيق للهندسة المعمارية في معهد الهندسة المعمارية والتصميم في جامعة قازان للهندسة المعمارية والهندسة المدنية، إلى أن موقع الجامع المستقبلي يلبي المبادئ الأساسية للبناء من تلك الأشياء الفريدة ذات الأهمية في الجمهورية وكل روسيا.
وأوضحت أيداروفا ان البناء سيكون في المركز التاريخي لمدينة قازان ويمكن الوصول إليه بسهولة بواسطة وسائل النقل المختلفة ومن جميع مناطق المدينة، كما من يمكن مشاهدته جيداً من ضفاف نهر الفولغا وسيصبح معلماً مهماً في الفضاء الحضري. يخلق موقع الجامع المقابل للكرملين حواراً معمارياً ومكانياً للكرملين القديم، من خلال النظر إلى الماضي والجامع الجديد يحاكي المستقبل. كما أن الجامع الكبير المستقبلي سيزين المجموعة المعمارية للضفة اليمنى لقازان وسيخلق فضاء معماري كبير تابع للكرملين وهذا سيثري تكوين منطقة قازان.
وشددت أيداروفا أيضاً على أن الجامع الرئيسي للجمهورية يجب أن يفي بمبادئ التمسك والامتثال لتقاليد المنطقة فضلاً عن التطلعات المعمارية والفنية والدينية التي ينتظرها المسلمون.
ولخصت الخبيرة أنه "سيكون أيضاً مركزاً دينياً كبيراً متعدد الوظائف، وفيه سيجد جميع سكان الجمهورية والسياح بيئة مريحة ومصانة جيدا ومليئة بالعديد من الوظائف الاجتماعية والثقافية".
هذا وسيتم وضع حجر الأساس في 20 أيَّار/مايو كجزء من الاحتفالات في إطار الذكرى 1100 لاعتماد سكان بولغار الفولغا الإسلام دينا لهم .
مسابقة لوضع مشروع تصميم الجامع الكبير
كان النبأ الرئيسي في المؤتمر الصحفي هو الإعلان عن إنطلاق المسابقة الدولية لتصميم مشروع الجامع الكبير في قازان. كما أشار إيلنور رحيموف، المدير التنفيذي لمؤسسة الجمهورية لتعزيز التنمية الدينية والأخلاقية لجمعية "الشفقة" إلى ان السعة التقديرية للجامع الكبير المستقبلي تبلغ 10000 شخص.
وشارك رحيموف بشرح تفاصيل المسابقة قائلا :"يمكن العثور على تفاصيل المسابقة على شبكة الانترنت، حيث تم إنشاء موقعا مخصص لذلك يحمل نفس الاسم. في الوقت الحالي، سيكون موجز الأخبار الرئيسي حول المسابقة التي نجريها وبناءً عليه، نخطط لتخصيص الموقع لأعمال الأساس وبناء المسجد عند الانتهاء من المسابقة. فترة المسابقة نفسها ثلاثة أشهر. في 8 تموز/يوليو، عشية عيد الأضحى، من المقرر تلخيص النتائج. و في غضون 15 يوماً، نتوقع أن يرسل الجميع الطلبات الأولية. المسابقة دولية ومفتوحة وستقام على مرحلتين. المرحلة الأولى هي اختيار تلك الفرق الإبداعية والشركات المعمارية التي مستعدة للمشاركة. وخلال الوقت المتبقي سيكون وضع الأفكار ومسودة التصاميم. في نهاية المرحلة الثانية، ستختار لجنة التحكيم الفائزين وفقا لنظام النقاط والعلامات. من المتوقع ان تكون هناك في المجموع ثلاث جوائز: الجائزة الأولى تقدر بمبلغ 2.5 مليون روبل والثانية تقدر بمبلغ 1 مليون روبل والثالثة تقدر بمبلغ 500 ألف روبل .
المشاركة في تطوير المجسم المعماري للجامع يمكن لكل من المعماريين الروس والتتار، وكذلك الفرق الدولية وستكون جغرافية المشاركين كما أكد المتحدث واسعة قدر الإمكان.
بدوره، أكد شاميل جعفروف، نائب رئيس وزراء جمهورية تتارستان، رئيس مكتب مجلس الوزراء بجمهورية تتارستان، أهمية ظهور الجامع الكبير في قازان، مشيراً إلى أن رستم مينيخانوف رئيس جمهورية تتارستان، رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية" روسيا - العالم الإسلامي" تلقى العديد من الطلبات عن ظرورة هذا المشروع .
قازان - بوابة روسيا إلى العالم الإسلامي
في حديثه للصحفيين، لفت كامل ساميغولين، رئيس الإدارة الروحية لمسلمي جمهورية تتارستان، انتباه الحضور إلى حقيقة أنه قبل اتخاذ قرار بشأن بناء الجامع الكبير، تمت دراسة التجربة الدولية والروسية بالتفصيل.
"جامع موسكو الكبير يتسع لعشرة آلاف شخص، كما يستوعب قلب الشيشان لحوالي 10000 شخص ومسجد محج قلعة المركزي - 15000 مصلي، ومسجد شالي في الشيشان - 30 ألفا. والآن يوجد في محج قلعة بناء متسارع لمركز إسلامي سمي على اسم النبي عيسى عليه السلام و يتسع لحوالي 50000 شخص. وبالتالي فإن الرقم الأدنى 10000 شخص ولا ينبغي أن يقلق أحداً لأنه أمر طبيعي، وهذا هو نداء العصر. نحن نتفهم أن قازان هي مدينة تحدد نغمة تطور الإسلام في جميع أنحاء بلادنا ومعترف بها باعتبارها عاصمة أقصى الشمال للإسلام. وهي مدينة أول مصحف مطبوع بين المسلمين حسب قوائم عثمان. كما حصلت قازان هذا العام على مكانة عاصمة الشباب لدول منظمة التعاون الإسلامي. وفي قازان ولأول مرة ستقام المسابقة الدولة لحفظ القرآن الكريم. ومن المنتظر أيضاً وضع الحجر الأول لمسجدنا الجميل، ويتم تنفيذ أنشطة مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" بنشاط، وكذا إقامة فعاليات دولية. قازان هي في الواقع بوابة روسيا إلى العالم الإسلامي، وهي العاصمة الشمالية للعالم الإسلامي".
كما أوضح كامل ساميغولين بذلك، مشدداً على الأهمية المبدئية والضرورة لإقامة الجامع الكبير في قازان.
وفقاً لمفتي تتارستان، هناك حاجة ماسة لمسلمي الجمهورية لمساحة كبيرة حيث يمكن لجميع المؤمنين في الأعياد التجمع و إقامة الصلاة.
المسجد ليس مجرد مكاناً للصلاة، بل هو مركز روحي وتعليمي للمسلمين، حيث تقام فيه العديد من الفعاليات وتنظيم مخيمات للأطفال. كما ستقام به مسابقة القرآن حتى لو كانت دولية. وأكد المتحدث أن أي مسلم سيزور قازان سيرغب بالتأكيد أن يرى مسجداً جميلاً وأن يصلي هناك .
وأوضح المفتي أن الجامع الكبير سيضم عدة أماكن - متحف، وقاعة لتنظيم وعقد المؤتمرات التي من خلالها سيتم مناقشة المشاكل الملحة والخاصة في تنمية المجتمع المسلم.
إلميرا جافياتولينا