صرح مدير الشؤون السياسية في منظمة التعاون الإسلامي - محمد صلاح التقية، خلال كلمة ألقاها في الاجتماع الخارجي لمجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي" الذي يعقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور، برئاسة رستم مينيخانوف، رئيس جمهورية تتارستان، علماً أن الاجتماع يحمل عنوان "روسيا والعالم الإسلامي: التعاون في عصر التعددية القطبية الناشئة"، أن منظمة التعاون الإسلامي تقدر عالياً دور المجموعة، وتهتم بتوسيع تعاونها معها، وذلك اليوم الأربعاء 11 ديسمبر/كانون الأول 2024.
وذكّر محمد صلاح التقية المشاركين بأن العام المقبل يصادف الذكرى العشرين لحصول روسيا على صفة مراقب في منظمة "التعاون الإسلامي"، مشيراً إلى أنه خلال هذه الفترة، تطورت العلاقات الثنائية بشكل مستمر، وتميزت بزيارات واجتماعات رفيعة المستوى منتظمة تهدف إلى تعزيز التعاون وتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتعرب منظمة التعاون الإسلامي عن سرورها بأن اجتماع اليوم يأتي في أعقاب جولة جديدة من المشاورات السياسية رفيعة المستوى التي عقدت الأسبوع الماضي في موسكو بين الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي ووزارة الخارجية الروسية.
وأكد التقية أن منظمة "التعاون الإسلامي" تقدر تقديراً عالياً مبادرة "روسيا – العالم الإسلامي"، "وتحرص على توسيع تفاعلها معها، كما أن المنظمة منفتحة على المبادرات الرامية إلى تعزيز الحوار والتعاون لصالح بلداننا، وتعزيز التفاهم المتبادل، وتعزيز النظام العالمي القائم على مبادئ المساواة في السيادة بين الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام السيادة والسلامة الإقليمية".
كما أشار إلى أن الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي تتطلع إلى تعزيز التعاون بين العالم الإسلامي وروسيا في جميع المجالات ذات المنفعة المتبادلة. وتؤكد على أهمية الحوار السياسي المنتظم، وتوثيق العلاقات الثقافية والرياضية، وتبادل الزيارات والاتصالات الشبابية، فضلاً عن توسيع التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار والبحث والتعليم والطاقة والزراعة والأمن الغذائي والبيئة، وتعزيز فرص الاستثمار المشترك.
ووفقاً للتقية فإن منظمة "التعاون الإسلامي" تسعى إلى إرساء نظام عالمي أكثر توازناً يضمن السلام والأمن الدوليين والعدالة، وإلى تكافؤ فرص التنمية لجميع الدول مع الحفاظ على قيمها الثقافية والحضارية والدينية. وتماشياً مع المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، تؤكد منظمة التعاون الإسلامي على الدور المركزي للأمم المتحدة في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، ودعم سيادة القانون الدولي، وتعزيز التنمية المستدامة والتعددية الشاملة. وفي هذا السياق، تشدد منظمة "التعاون الإسلامي" على أهمية إصلاح الأمم المتحدة، بما في ذلك توسيع عضوية مجلس الأمن.
وعلى حد قوله، يعقد اجتماع اليوم على خلفية التحديات العالمية الحادة في السياسة والأمن والاقتصاد والقضايا الاجتماعية والبيئة. وتسعى منظمة التعاون الإسلامي، التي تمثل الصوت الجماعي للعالم الإسلامي، إلى تمكين الدول الأعضاء فيها من تعزيز قدرتها على الصمود في مواجهة هذه التحديات مع الحفاظ على سيادتها واستقلالها.
وفي سياق متصل، أوضح محمد التقية أنه "في ظل التحديات المتصاعدة والأوضاع المأساوية التي تعيشها الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة في قطاع غزة، وفي لبنان بسبب جرائم العدوان والحصار وبناء المستوطنات والتدمير والتهجير التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، فإن منظمة التعاون الإسلامي تدعو إلى تكثيف الجهود لحشد المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات أكثر حسماً. وعلى وجه التحديد، يتعين على مجلس الأمن الدولي أن يعمل على وضع حد لهذه الجرائم ومنع المزيد من توسع الحرب وزعزعة استقرار المنطقة بسبب الاحتلال الإسرائيلي. ويدعو المجتمع الدولي إلى تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حق العودة وتقرير المصير وإقامة دولة مستقلة داخل حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استناداً إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية".
وبحسب مدير الشؤون السياسية في منظمة التعاون الإسلامي، فإن المجتمع الدولي قد أحرز تقدماً كبيراً في مكافحة الإرهاب الدولي والتطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب، ولكن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الجرائم. كما نعتقد أن مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" لها دور مهم تلعبه في هذا المجال، وكذلك في الجهود الدولية لمكافحة جميع أشكال العنصرية والتمييز العنصري والتمييز الديني وكراهية الإسلام وكراهية الأجانب وعدم التسامح.
وخلص المسؤول إلى القول: "عقدت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قمة "بريكس" السادسة عشرة في (عاصمة جمهورية تتارستان( قازان. وأود أن أهنئ روسيا وجمهورية تتارستان على الاستضافة الناجحة للقمة. ونرحب بالتزام دول "بريكس" بتعزيز نظام عادل وشامل للعلاقات الدولية يقوم على النظام الدولي العادل والمساواة بين جميع الأمم، ويسعدنا أيضاً أن نلاحظ بأن العديد من الدول الأعضاء في منظمة "التعاون الإسلامي" ستنضم إلى "بريكس" كأعضاء جدد، في حين ستصبح دول أخرى دولاً شريكة، ونحن على ثقة من أن مشاركتها ستعطي زخماً جديداً لدور "بريكس".
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"