صرح رئيس جمهورية تتارستان الروسية - رستم مينيخانوف، خلال اجتماع اللجنة المنظمة للمنتدى الاقتصادي الدولي "روسيا - العالم الإسلامي: منتدى قازان 2026"، الذي عُقد في موسكو بأن الشركاء الروس والدوليين يُبدون اهتماماً متزايداً بمنتدى "قازان"، الذي يُعد منصةً رئيسيةً للحوار والتعاون بين روسيا والعالم الإسلامي.
وأشار نائب رئيس الوزراء الروسي ورئيس اللجنة المنظمة للمنتدى - مراد خوسنولين، إلى أن الاجتماع الأول للجنة في سبتمبر/أيلول الماضي قد لخص نتائج المنتدى السابق وحدد أهداف المنتدى القادم، وذلك اليوم الأربعاء 17 ديسمبر/كانون الأول 2025.
وقال خوسنولين: "بشكل عام، تسير الاستعدادات على قدم وساق. وقد تم تقديم مقترحات لبرنامج المعرض وجدول الأعمال، كما تم إرسال الدعوات إلى المشاركين والمتحدثين في الجلسات. إنه لمن الضروري الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة على بنود البروتوكول المتبقية في أسرع وقت ممكن لضمان تنظيم رفيع المستوى لفعاليات العام المقبل".
من جهته أكد رستم ميننيخانوف أن تتارستان تحافظ على علاقات نشطة ومثمرة مع العالم الإسلامي. ويُجرى نصف حجم التجارة الخارجية للجمهورية مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، متجاوزاً 5.1 مليار دولار أمريكي في الأشهر التسعة الأولى من عام 2025.
وتوجه بالشكر للشركاء والوزارات والهيئات الاتحادية على مساهمتهم بمقترحات لجدول أعمال منتدى "قازان". وتشمل هذه المقترحات مبادرات لجذب الشركات الصناعية والمناطق الروسية للمشاركة في المعرض الدولي، ومشاريع لتعزيز وتطوير صناعة الحلال باعتبارها عنصراً أساسياً في التعاون الاقتصادي، ومقترحات استثمارية لعرضها على المجتمع الدولي، وقد تم حتى الآن تقديم أكثر من 100 مشروع من قبل الهيئات الاتحادية والمناطق الروسية.
إلى ذلك يُذكر أن جهوداً ترويجية تُبذل لمنتدى "قازان" وللمشاريع الاستثمارية المشاركة من خلال بعثات تجارية وزيارات عمل ومشاركة في المنتديات والمعارض الدولية. وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عُقد منتدى أعمال في سلطنة عُمان بمشاركة مارات خوسنولين. إذ زارت وفود من تتارستان تركيا وماليزيا وعُمان والبحرين وإيران والسعودية ومصر ودول "رابطة الدول المستقلة" وغيرها، وهي جهود ساهمت في توسيع شبكة الشركاء الدوليين المدعوين إلى المنتدى القادم.
وقد أبرزت الزيارات رفيعة المستوى إلى قازان هذا العام الدور الريادي لتتارستان في التعاون مع العالم الإسلامي. وكان من بين الشخصيات البارزة التي استُقبلت جلالة ملك ماليزيا - السلطان إبراهيم؛ ورئيس وزراء ماليزيا - أنور إبراهيم؛ والزعيم الوطني لتركمانستان - قربانقلي بردي محمدوف؛ والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين - إبراهيم طه؛ والمدير العام لمنظمة التعاون الدولي في مجال المحاسبة والتدقيق - سليم مالك، بالإضافة إلى عدد من الوزراء ونواب رؤساء الوزراء والسفراء من الدول الإسلامية.
كما أشار رستم ميننيخانوف إلى أن قازان ستستضيف في 26 ديسمبر/كانون الأول الجاري افتتاح المكتب الإقليمي لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية، وهي خطوة هامة نحو ترسيخ التعاون المؤسسي في مجال التمويل الإسلامي.
وأكد أن الانخراط الدولي يظل أولوية استراتيجية لروسيا، التي تواصل الترحيب بالاستثمارات الأجنبية والمشاركة في المشاريع العابرة للحدود. ولتعزيز مبادرات الاستثمار الروسية، اقترح ميننيخانوف أن تساعد وزارتا الصناعة والتجارة والتنمية الاقتصادية في دعوة صناديق الاستثمار ورأس المال المخاطر من دول منظمة التعاون الإسلامي للمشاركة في منتدى "قازان - 2026"، كما اقترح تنظيم جولات ترويجية في فبراير/شباط - مارس/آذار 2026 في مختلف دول المنظمة لعرض المشاريع الروسية، والبحث عن شركاء، وجذب التمويل.
وفي ما يتعلق بالزراعة، أشار ميننيخانوف إلى النمو القوي لقطاع الأعمال الزراعية الروسي، حيث احتلت تتارستان المرتبة الخامسة على مستوى روسيا والأولى في منطقة الفولغا الفيدرالية من حيث الإنتاج الزراعي في عام 2024. وحث وزارة الزراعة على استكشاف سبل الترويج للمنتجات الزراعية الروسية عالية الجودة ذات الإمكانات التصديرية القوية في أسواق منظمة التعاون الإسلامي. وقال: "إن وضع خارطة طريق مشتركة لتوسيع الصادرات الزراعية إلى الدول الإسلامية قد يكون نتيجة فعالة لهذا العمل".
كما سلّط رستم ميننيخانوف الضوء على النمو السريع لقطاع الذكاء الاصطناعي في روسيا، وتوسع شركات تكنولوجيا المعلومات الموجهة للتصدير والتي تدخل الأسواق العالمية. وحثّ وزارة التنمية الرقمية على مساعدة مصدري تكنولوجيا المعلومات الروس في إيجاد شركاء محتملين في العالم الإسلامي، ودعم الترويج لتطبيق المراسلة المحلي "ماكس" في هذه الأسواق من خلال شراكات محلية، وحملات تسويقية، وتكييف المنتج مع الاحتياجات الثقافية والإقليمية.
وسيتزامن انعقاد منتدى "قازان" في عام 2026 مع اختيار قازان عاصمةً ثقافيةً للعالم الإسلامي، مما يعزز مكانة المدينة كمركزٍ للثقافة الإسلامية والحوار بين الثقافات. وفي 15 ديسمبر الجاري، استضافت وزارة الخارجية الروسية العرض الرسمي لعام "قازان - العاصمة الثقافية للعالم الإسلامي"، كما سيقام حفل الافتتاح خلال منتدى "قازان"، بالتزامن مع اجتماع وزراء الثقافة في منظمة التعاون الإسلامي.
هذا وتجري الاستعدادات حالياً لبرنامج الأعمال. وقد وُجّهت الدعوات إلى 24 دولة لحضور مؤتمر البنوك الوطنية للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. ويتواصل التواصل المكثف مع المشاركين الأجانب، حيث من المقرر إصدار حوالي 1000 دعوة نيابةً عن رئيس جمهورية تتارستان. كما دعا ميننيخانوف الوزارات الاتحادية إلى ضمان توجيه الدعوات في الوقت المناسب للضيوف والشخصيات الدولية البارزة.
وأعرب رستم ميننيخانوف عن ثقته بأن جهودنا المشتركة ستساهم في تنظيم منتدى "قازان" القادم على مستوى رفيع وجدير بالثناء.
وحضر الاجتماع أيضاً نائب رئيس وزراء تتارستان، رئيس ديوان مجلس الوزراء - شامل غفاروف، ورئيس وكالة تنمية الاستثمار في تتارستان - تاليا مينولينا، وعدد من المسؤولين الآخرين.
هذا ومن المقرر أن يُعقد المنتدى الاقتصادي الدولي السابع عشر "روسيا - العالم الإسلامي: منتدى قازان - 2026" في الفترة من 12 إلى 17 مايو/أيار 2026.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس تتارستان
المصدر: المكتب الإعلامي لرئيس تتارستان