من المقرر أن يبدأ المؤتمر الروسي - الافريقي الثاني لنادي "فالداي" الدولي للمناقشة مدينة في دار السلام التنزانية، وسيجمع هذا الحدث حوالي 40 خبيراً من روسيا ودول شرق افريقيا لتقييم نموذج تعاون موسكو مع القارة، في أعقاب القمة الروسية - الافريقية التي عقدت في سانت بطرسبورغ قبل عام، كما أفادت وسائل إعلام روسية اليوم الأربعاء 24 يوليو/تموز 2024.
منصة للمناقشة الاستراتيجية
ويهدف المؤتمر، الذي يحمل عنوان "روسيا - افريقيا: استراتيجية التعاون في عالم متعدد الأقطاب"، إلى تعزيز المناقشات التي ستمهد الطريق للقمة الثالثة، المقرر عقدها أيضاً في دولة افريقية.
ويؤكد البيان الصحفي لنادي "فالداي" على أهمية بناء عالم عادل ومتعدد الأقطاب وإقامة علاقات تجارية عادلة دون حواجز، فيما تعتبر هذه الأهداف حاسمة بالنسبة للشركاء الروس والأفارقة، ويهدف هذا الحدث إلى تنسيق المواقف بشأن هذه القضايا والتقريب بين روسيا والدول الافريقية في مناهجها السياسية.
وسيتم افتتاح المؤتمر من قبل وزيرة العدل والشؤون الدستورية التنزانية - بيندي تشانا، وسفير روسيا لدى تنزانيا - أندريه أفيتيسيان، ورئيس مجلس مؤسسة نادي "فالداي" - أندريه بيستريتسكي.
ومن بين الحضور الروس البارزين الآخرين السفير المتجول لوزارة الخارجية الروسية ورئيس أمانة منتدى الشراكة الروسية الافريقية - أوليغ أوزيروف، ومديرة معهد الدراسات الافريقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم - إيرينا أبراموفا.
ويشارك كذلك في المؤتمر خبراء من أربع دول افريقية، من بينهم نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية بجامعة "القاهرة"، وباحث أول في معهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الإثيوبية - دارسكيدار تاي، إضافة إلى رئيس مركز الاستثمار التنزاني - بينيليث ماهينج.
تعزيز التعاون الروسي - الافريقي
قبل أسبوع من انعقاد المؤتمر، أصدر خبراء نادي "فالداي" تقريراً بعنوان "آفاق وتحديات التعاون الروسي - الافريقي"، يسلط الضوء على إمكانية الوصول إلى مستوى جديد من التعاون مع تزايد تأثير افريقيا في السياسة والاقتصاد العالميين. ويؤكد التقرير على أهمية الإمكانات الديموغرافية لافريقيا، كما يشير إلى أنه لا ينبغي للدول الافريقية أن تتوقع مساعدات على النمط الأوروبي من روسيا، وبدلاً من ذلك، سوف يتماشى الدعم الروسي مع أولوياتها السياسية ويعزز الاكتفاء الذاتي، ويتجنب التبعية الطويلة الأمد التي تنشأ غالباً عن المساعدات الأوروبية.
بالنسبة لأفق 2026 تتمثل المهمة الأساسية في تشجيع الاستثمارات الروسية في افريقيا من خلال خلق الظروف المواتية، ويحث التقرير على بذل الجهود لتعزيز سلطة روسيا في افريقيا وتطوير رؤية مشتركة لمستقبل لا تؤدي فيه الحريات الاقتصادية إلى تقويض تنوع القيم والأنظمة السياسية.
وخلال المؤتمر، سيقدم الخبراء ورقة بعنوان "أراضي تنزانيا للأعمال الروسية: آفاق التعاون في قطاع الصناعة الزراعية"، تتناول مساهمات روسيا المحتملة في الأمن الغذائي في افريقيا، مع اعتبار تنزانيا دراسة حالة.
من السياسة إلى الثقافة
سيتضمن المؤتمر، المقرر أن يستمر يوماً واحداً، أربع جلسات مواضيعية: الأولى ستركز على الحوار السياسي بين روسيا وافريقيا، خاصة وسط الضغوط الجيوسياسية المتزايدة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كما سيناقش المشاركون هذه الجلسة توسع "بريكس"، حيث سيتبادل الخبراء وجهات النظر حول كيف يمكن للعضوين الجديدين مصر وإثيوبيا تعزيز قيم المجموعة في افريقيا.
وستستكشف الجلسة الثانية آفاق التعاون الاقتصادي، وخاصة تطوير نظام مالي جديد للتجارة بين روسيا وافريقيا، بما في ذلك التحول إلى العملات الوطنية للتسويات المتبادلة.
وستتناول الجلسة الثالثة تغير المناخ، مع التركيز على أهمية مواءمة وجهات النظر مع البلدان الافريقية من أجل سياسات سياسية ومناخية عالمية فعالة.
وستغطي الجلسة الرابعة القيم الثقافية المشتركة، وإعادة تقييم الموروثات الاستعمارية والاستعمارية الجديدة، وتعزيز المبادرات التعليمية. وتشمل المواضيع تدريس اللغة السواحيلية في الجامعات الروسية، وأنشطة "البيت الروسي" في مدينة دار السلام التنزانية، والمشاريع التعليمية والثقافية التي تقدمها مؤسسة "روسوترودنيتشيستفو" الروسية في افريقيا.
إلى ذلك يُذكر أن المؤتمر الروسي - الافريقي الافتتاحي عُقِد العام الماضي في سانت بطرسبورغ، بالتزامن مع القمة الروسية - الافريقية الثانية في منتدى "إكسبو" يوميّ 27 و28 يوليو 2023.
هذا ومن المتوقع أن تُعقد القمة الروسية - الافريقية الثالثة في عام 2026 في القارة الافريقية.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلام"
الصورة: نادي "فالداي"
المصدر: تاس