أعربت نقابة الأطباء السودانيين عن قلقها من أن يكون عدد المدنيين الذين قُتلوا خلال هجوم شنّته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر السودانية يوميّ 26 و27 أكتوبر الجاري أعلى بكثير من العدد الذي قدّرته القوات المشتركة لحماية دارفور في البداية والبالغ 2000 قتيل، حسبما أوردته صحيفة "أخبار العصر"، نقلاً عن النقابة اليوم الجمعة 31 أكتوبر/تشرين الأول 2025.
وتشير النقابة إلى أن الفوضى على الأرض وسلوكيات عناصر قوات الدعم السريع نفسها هي المسؤولة عن عدم دقة الإحصاءات الأولية، إذ دأبت الجماعة شبه العسكرية على مصادرة الهواتف المحمولة من المواطنين، ومنع وصول المعلومات المتعلقة بالوضع في الفاشر إلى وسائل الإعلام.
وفي تطور هام، تعهد مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل بنشر "أدلة دامغة" على عمليات القتل الجماعي في المدينة، بما في ذلك صور الأقمار الصناعية وتسجيلات الفيديو.
تخضع مدينة الفاشر لحصار قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام. ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، فإن ما لا يقل عن 260 ألف شخص، نصفهم من الأطفال، محاصرون في المدينة، ويواجهون خطر الموت الوشيك بسبب الجوع والمرض والقصف والاعتداءات شبه اليومية.
وقد اتهمت منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية قوات الدعم السريع مراراً بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن الصراع الحالي في السودان اندلع في ابريل/نيسان 2023، على خلفية صراع على السلطة بين رئيس المجلس السيادي وقائد الجيش - عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع - محمد حمدان دقلو، وسرعان ما امتدت الاشتباكات، التي بدأت في الخرطوم، إلى جميع أنحاء البلاد.
وقد أودى الصراع، وفقاً لتقديرات الخبراء، بحياة ما لا يقل عن 40 ألف شخص، وشرد ما يقرب من 12 مليون شخص، مما دفع الكثيرين إلى شفا المجاعة.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Christopher Michel/Creative Commons 2.0
المصدر: تاس