Ru En

"منتدى قازان 2025 " يوسع التعاون في المجال الرقمي

١٦ مايو

عُقدت في إطار المنتدى الاقتصادي الدولي السادس عشر "روسيا - العالم الإسلامي: منتدى قازان - 2025" الذي افتتح في 16 من مايو/أيار 2025 الجلسة العامة بعنوان: "التحول الرقمي: واقع جديد وفرص إضافية لتوسيع التعاون"، حيث واصل المشاركون والخبراء رفيعو المستوى الحديث عن الموضوع الذي تم ذكره في قمة الدول الأعضاء في مجموعة "بريكس" بشأن الرقمنة، التي أصبحت في سياق التغيرات والتحديات الاقتصادية العالمية عاملاً رئيسياً لتعزيز التعاون بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي. وبدأت الجلسة بتلاوة آيات من القرآن الكريم من قبل مفتي تتارستان كامل حضرة ساميغولين. وأدار الجلسة الأمين العام للمجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية عبد الإله بلعتيق.


"بلغ حجم التبادل التجاري بين دول منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الروسي 40 مليار دولار أمريكي. وفي العام الماضي، تجاوز هذا الرقم 140 مليار دولار أمريكي"، وبذلك هنأ السيد بلعتيق جميع المعنيين بهذا الإنجاز، قبل أن يُدعى نائب رئيس الوزراء الروسي، مارات حُسنولين، رئيس اللجنة المنظمة لمنتدى قازان 2025، إلى المنصة، لقراءة كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن للمشاركين في الجلسة.


وجاء في الكلمة: "لقد كانت بلادنا المتعددة القوميات منذ قرون منفتحة على شراكة واسعة النطاق مع دول العالم الإسلامي. وعلى الرغم من الوضع الدولي الصعب، فإننا نواصل اليوم توسيع تعاوننا بنجاح وبشكل متواصل".


وفي ما يتعلق بالموضوع الرئيسي للاجتماع، أشار حُسنولين إلى أن روسيا تعمل بنشاط على تطوير الحلول الرقمية في إطار المشروع الوطني "البنية التحتية للحياة"، الذي يجمع بين الإسكان والنقل والبيئة الحضرية ونوعية الحياة. ورغم العقوبات، تشهد البلاد نمواً سنوياً في حلول تكنولوجيا المعلومات بنسبة تتراوح بين 15% و20%.


وقال نائب رئيس الوزراء الروسي: "لقد حددنا هدفًا لبناء أكثر من مليار متر مربع من للعيش بحلول عام 2030. ولتحقيق ذلك، فإننا نقدم منصات رقمية مثل النظام الوطني للبيانات المكانية، الذي يجمع 2000 فئة ديناميكية من المعلومات، ونظام تحكم للمطورين يغطي جميع المشاريع السكنية على مدى السنوات الست الماضية".

 

وقال الزعيم الوطني للشعب التركماني، رئيس هيئة مصالحة تركمانستان قربان غولي بردي محمدوف، خلال كلمته: "إن الدول الإسلامية بحاجة إلى إظهار نماذج فعّالة وجذابة للتعاون".


تنفيذ مبادرات مثل خط أنابيب الغاز (تركمانستان - أفغانستان - باكستان - الهند)، وتطوير خطوط السكك الحديدية التي تربط وسط وجنوب آسيا، فضلاً عن بناء شبكات الألياف الضوئية، تساهم في تعزيز أمن الطاقة وتوسيع فرص التجارة وخلق فرص عمل جديدة.


وقال قربان غولي :"تتمتع تتارستان بمكانة خاصة بفضل مواردها التكنولوجية وعلاقاتها التاريخية، ونحن نقوم بأنشطة مشتركة"، متوجهاً بالشكر إلى الحكومة الروسية على دعمها لهذا التعاون.


وفي كلمته عبر أنور إبراهيم، رئيس، وزراء ماليزيا، التي يعد قتصادها أحد أسرع الاقتصادات نمواً في جنوب شرق آسيا، عن إعجابه بالشعب الروسي متعدد القوميات، بإلهام من قوته وتفانيه وإرادته"، مضيفا :"إننا نرى هذه الروح في تتارستان، وكذلك في الاتحاد الروسي، الذي يغير التاريخ ويعد أحد الأصوات الرائدة في العالم الإسلامي"، منوّهاً بأن حروب الرسوم الجمركية الجديدة، وضغوط العقوبات، والتحديات الجيوسياسية لن تعرقل مسار التعاون المتبادل.


وأولى رئيس الوزراء الماليزي في كلمته اهتماما خاصا لتنمية صناعة الحلال والتمويل الإسلامي، حيث يصل حجم التداول إلى تريليونات الدولارات وقال: "هذا ليس مجرد تمويل خال من الفوائد، بل هو نموذج مبتكر مفتوح للجميع"، مشيراً إلى أن منطقة الآسيان (رابطة دول جنوب شرق آسيا - ملاحظة المحرر) تُظهر تعاوناً ناجحاً في مجال الطاقة والتحول الرقمي، كما أضاف أن "اللقاء مع الرئيس بوتين أكد أن منتدى قازان هو أداة عملية لتوحيد العالم الإسلامي".


من جانبه دعا رئيس جمهورية تتارستان، رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، رستم مينيخانوف المشاركين في المنتدى إلى الاهتمام بتجربة تتارستان في جذب الاستثمارات في قطاع تكنولوجيا المعلومات، فضلاً عن تنفيذ الحلول الرقمية في الإدارة الحضرية والحكومية.


وقال مينيخانوف: "بفضل تطور تقنيات المعلومات والمنصات الرقمية، تندمج الجمهورية اليوم بنشاط في سلاسل التوريد العالمية، مما يزيد من جاذبيتها للمستثمرين والشركاء. إن وجود حوالي 3.5 ألف شركة تكنولوجيا معلومات وعشرات الآلاف من المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات، يتيح لنا تطوير وتطبيق حلول تكنولوجية متقدمة في العديد من مجالات الحياة العامة".

 

وأطلع نائب رئيس وزراء أوزبكستان، جمشيد خوجاييف، المشاركين على تفاصيل الإصلاحات واسعة النطاق التي تنفذها بلده في مجال التحول الرقمي، والتي تغطي الإدارة العامة والاقتصاد والمجال الاجتماعي. وتتضمن الإنجازات الرئيسية ما يلي: منصة لتوفير المزيد من الخدمات الحكومية الإلكترونية لتبسيط معاملات المواطنين مع الشركات والمرافق الحكومية؛ المركز الوطني للذكاء الاصطناعي، الذي يطور حلولاً للرعاية الصحية والتعليم وإنفاذ القانون؛ "الوادي الرقمي" في طشقند وهو حديقة تكنولوجيا المعلومات التي اجتذبت أكثر من 200 شركة، بما في ذلك الشركات الدولية.


وأضاف السيد خوجاييف: "أوزبكستان منفتحة على تعميق الشراكات التكنولوجية وأعمال البحث والتطوير المشتركة وإنشاء مساحة رقمية واحدة".

 

وأشار مدير الجلسة السيد بيلاتيك بعد ذلك إلى سمعة دولة الإمارات العربية المتحدة في ما يتعلق بالمبادرات التقدمية. وفي هذا الصدد، سأل رئيسة مجلس سيدات أعمال الإمارات فريدة عبدالله قمبر العوضي: "ما هي الحلول والمنصات الرقمية التي يمكن أن تساهم بشكل أكثر فعالية في تعزيز دور المرأة في تطوير التعاون الاقتصادي بين روسيا والعالم الإسلامي ؟".

 

وأجابت السيدة فريده العوضي قائلة: "الرقمنة ليست مجرد أداة، بل هي محرك قوي للتنمية يُمكّن المرأة في الإمارات العربية المتحدة، بدءً من تأسيس مشروع تجاري إلكتروني وصولًا إلى قيادة قطاعات التكنولوجيا المتقدمة. اليوم، تمتلك النساء أكثر من 50% من الشركات الصغيرة والمتوسطة في الدولة، ومبادرات مثل "المرأة في التكنولوجيا الإماراتية"، وبرنامج الذكاء الاصطناعي تفتح لهن آفاقًا جديدة لدخول الاقتصاد الرقمي. وعندما تتطور المرأة في هذا العصر، الجميع رابح".


إلى ذلك أكد رئيس مجلس أمناء هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية، إبراهيم بن خليفة آل خليفة، في كلمته على قضية التحول الرقمي في النظام المصرفي الإسلامي، حيث بلغ النمو خلال العقد الماضي نحو 17% سنويا، ليصل حجمه إلى 3 تريليون دولار. كما لفت إلى أن أن "التعاون مع تتارستان وروسيا الاتحادية (ككل) يتطلب وقتاً، نظراً لقوة اقتصادنا الحقيقي. نحن نريد أن نبتعد عن الاستثمارات العقارية، ونركز على تطوير الثقافة والأمن والنقل والتجارة. جميع الاستثمارات في الدول الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية مضمونة 100%".


كما تحدث سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، عن تأثير التحول الرقمي على الخدمات اللوجستية العالمية، وأوضح أن هذه العملية تعمل على تسريع عملية معالجة نقل البضائع بشكل سريع، مما يقلل وقت التفتيش بنسبة 30%، منوّهاً بأنه "في دبي، على سبيل المثال، تعمل المنصات الرقمية على إعادة توزيع ونقل البضائع بين الجمارك والموانئ، مما يؤدي إلى حل مشكلة التأخير".


وأضاف: "ان استخدام تقنية البلوك تشين والأنظمة الرقمية الموحدة، كما هو الحال في أذربيجان، يسمح بالسيطرة على سلسلة التوريد بسرعة، والتخلص من مشكلة التأخير وخفض التكاليف. إن اللغة الرقمية العالمية في مجال الخدمات اللوجستية هي مفتاح الكفاءة".

 


مجموعة الرؤية الإستراتجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: KazanForum