افتُتح المؤتمر العلمي الثالث لشباب منظمة التعاون الإسلامي في عاصمة جمهورية تتارستان الروسية - مدينة قازان. وبعد عملية اختيار دقيقة، أُتيحت الفرصة لنحو 100 من أفضل العلماء الشباب من روسيا والعالم الإسلامي لعرض أبحاثهم.
ونُظم المؤتمر من قبل جامعة "قازان" الفيدرالية وأكاديمية دبلوماسية الشباب، بدعم من حكومة جمهورية تتارستان، واللجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي لمنظمة التعاون الإسلامي (كومستيك)، وصندوق غورتشاكوف للدبلوماسية العامة.
وفي حفل الافتتاح، ألقى دميتري أفاناسييف، نائب وزير العلوم والتعليم العالي في روسيا الاتحادية كلمة ترحيبية بالمشاركين، أشار فيها إلى أن المنتدى يؤكد أهمية المجتمع العلمي الشبابي كعامل أساسي في التنمية المُستدامة.
وأضاف :"يُمثّل المؤتمر منصةً مهمةً لتكوين جيل جديد من القادة"، معرباً عن ثقته بأن هذا الحدث سيحفز اكتشافات جديدة تُسهم في حل المشكلات المعاصرة وتعزيز الحوار العلمي. وأشار ديمتري تيورسكي، النائب الأول لرئيس جامعة "قازان" للأبحاث، إلى أن الصلة بالتحديات المعاصرة تمتد إلى التاريخ: "في هذه القاعة (القاعة الإمبراطورية - ملاحظة المحرر) قبل نحو 200 عام، ألقى العالم الروسي العظيم، نيكولاي إيفانوفيتش لوباتشيفسكي، رئيس جامعة "قازان"، خطاباً تاريخياً حول تعليم جيل الشباب".
ووفقًا لنائب رئيس الجامعة، يتوافق هذا مع أحد أهداف الخطة العشرية لمنظمة التعاون الإسلامي: "تثقيف نخبة مفكرة وتعزيز الثقافة والعلوم والابتكار". وقد اختيرت جامعة "قازان" لسبب وجيه، إذ تُولي اهتماماً كبيراً لأبحاث الشباب.
كما أوضح تيورسكي: "لدينا أكثر من 150 ناديًا وجمعية بحثية طلابية في جامعتنا، ونحن رواد في روسيا". بالنيابة عن رئيس تتارستان، رستم مينيخانوف، رحب وزير شؤون الشباب في تتارستان، عزت قديروف، بالمشاركين في المؤتمر العلمي الثالث للشباب. وفي كلمته، قال للعلماء الشباب: "كلٌّ منكم فريدٌ بطريقته الخاصة: بأفكاره وإنجازاته". وشكر الوزير الحضور على جهودهم، مؤكداً أن العلم يُمكّن العالم من المضي قدماً وتحسين جودة حياة الناس. وفي المستقبل، تعتزم قيادة تتارستان توسيع فرص تطبيق البحث العلمي.
وفي كلمته، وصف مارات غاتين، مساعد رئيسة الجمهورية ونائب رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية، جامعة "قازان" الاتحادية بأنها من أفضل الجامعات في روسيا. وتمحورت الرسالة الرئيسية في كلمته حول أهمية الحوار المهني وبناء علاقات شخصية بين المشاركين.
وأكد غاتين: "من الضروري أن تجدوا أصدقاء جدداً في المؤتمر العلمي للشباب، وأن تحافظوا على هذه الاتصالات، وأن تتطور هذه الروابط إلى صداقات قوية". وأعرب عن أمله في أن تتطور هذه الروابط إلى مشاريع مشتركة بنّاءة تعود بالنفع على روسيا والدول التي يمثلها المشاركون. كما قدّم غاتين مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، التي تأسست عام 2006 بتوجيه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع نطاقها. وتأمل المجموعة أن تصبح شريكًا كاملاً للمؤتمر العلمي للشباب لمنظمة التعاون الإسلامي في المستقبل.
وتضم المجموعة حاليًا 34 عضواً أجنبياً من 25 دولة عضواً في منظمة التعاون الإسلامي و44 ممثلاً من روسيا. وتتنوع أنشطتها، بما في ذلك المنتديات والموائد المستديرة المختلفة لأعمال مشاريع محددة. وبتوجيه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يرأس مجموعة الرؤية الاستراتيجية للشباب رستم مينيخانوف، رئيس جمهورية تتارستان.
وتعمل دول العالم الإسلامي بنشاط على بناء إمكاناتها العلمية. وقد أصبح المؤتمر العلمي للشباب في قازان منصة مهمة لتوطيد المجتمع العلمي، حيث يجذب سنوياً مئات العلماء الشباب من عشرات الدول. ويساهم هذا التعاون في تنمية رأس المال البشري وتعزيز الروابط العلمية الدولية بين روسيا والعالم الإسلامي. ويشارك في المؤتمر هذا العام علماء شباب من الجزائر وأذربيجان وبنغلاديش والكاميرون وجمهورية تشاد ومصر وإندونيسيا وإيران والعراق والأردن وكازاخستان ولبنان وماليزيا والمغرب ونيجيريا وباكستان وفلسطين وروسيا والسعودية وسوريا والسودان وطاجيكستان وتركمانستان والإمارات وأوزبكستان.
كان الموضوع الرئيسي للمؤتمر الثالث هو تحقيق الرخاء الُمستدام في مواجهة التحديات العالمية. وسيركز المشاركون في المؤتمر على خمسة مجالات رئيسية: التعليم، والتكنولوجيا الحيوية، والفن، والقانون الدولي، وتقنيات النفط والغاز.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"