في إطار القمة الاقتصادية الدولية الثالثة عشرة "روسيا - العالم الإسلامي: قمة قازان 2022"، تم افتتاح المنتدى السادس للدبلوماسيين الشباب في دول منظمة التعاون الإسلامي.
وبحسب مديرة "أكاديمية الشباب الدبلوماسيين" ديلبار ساديكوفا، فإن المنتدى هو عبارة عن منصة نقاش فريدة للموظفين الشباب النشطين في وزارات الشؤون الخارجية لدول العالم بمشاركة شخصيات عامة وسياسية معروفة ودبلوماسيين ومسؤولين حكوميين.
كما أن الغرض من المنتدى هو تعزيز مصالح السياسة الخارجية لروسيا الاتحادية، وتطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية والمتعددة الأطراف بين الدول المشاركة (بما في ذلك على المستوى الإقليمي)، بالإضافة إلى بناء علاقات ثقة مع الزملاء الشباب من دول منظمة التعاون الإسلامي، الذين سيحدّدون في المستقبل أجندة السياسة الخارجية لدولهم.
يُشار إلى أن المنتدى افتتح برسالة عبر الفيديو وجهها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى المشاركين في المنتدى السادس للدبلوماسيين الشباب في دول منظمة التعاون الإسلامي.
وأشار الوزير الروسي في كلمته إلى أن هذا الحدث يؤكد المكانة الرفيعة التي تتمتع بها قازان كعاصمة للشباب في منظمة التعاون الإسلامي.
وأضاف: "إنه أمر رمزي أن ينعقد المنتدى خلال الاحتفال بالذكرى الـ 1100 لدخول بولغار الفولغا في دين الإسلام. ولم يكن من قبيل الصدفة أن ظهرت روسيا كقوة متعددة الجنسيات ومتعددة الطوائف، حيث كان هنا ممثلو مختلف الشعوب والأديان عاشت الأديان في سلام وانسجام منذ الأزل. ونحن على استعداد لمشاركة هذه التجربة الفريدة مع زملائنا الأجانب".
وتابع وزير الخارجية الروسي: "في ظل الظروف الدولية الحالية، لا يُمكن المبالغة في تقدير دور الدبلوماسية والدبلوماسيين. وزادت قيمة الحوار المحترم، والقدرة على سماع الشريك عدة مرات".
وأضاف سيرغي لافروف أن اجتماعاتكم تواصل تقديم مساهمتها في العمل العام لتعزيز جو الثقة والتفاهم المتبادل في الشؤون بين الدول. وفي ختام كلمته تمنى لافروف للمشاركين في المنتدى اجتماعات مُثمرة ومناقشات شيّقة.
بدوره، تحدّث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في افتتاح المنتدى وقال: "فتحت تتارستان المضيافة أبوابها للمرة السادسة أمام المتخصصين الشباب من وكالات ومنظمات الشؤون الخارجية. إنّ العمل مع الشباب هو متعة حقيقية وراءها المستقبل. منذ عام 2016، شارك أكثر من 350 مندوبا في الفعالية، وتم تشكيل نادي أصدقاء تتارستان ونادي قازان الدبلوماسي".
وأضاف بوغدانوف: "شكل هذا الأساس لإنشاء الرابطة الدولية للدبلوماسيين الشباب. كان أساس الجمعية هو مفهوم الدبلوماسية الأفقية التي يتم تطويرها في وزارة الخارجية الروسية، والتي تتمثل في إنشاء شبكة من المنصات مع التواصل المتكافئ والثقة والإبداعي بين الدبلوماسيين الشباب والخبراء الدوليين وممثلي الدول المشاركة. إنّ منصّة منظمة التعاون الإسلامي هي واحدة من ألمع وأكثرها فعالية".
من جهته، قال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، غريغوري كاراسين، إن هذه هي المرة الثانية التي يزور فيها منتدى الشباب هذا، لكن الحدث الحالي ذو أجندة بنّاءة، وهي مصمّمة للتعاون وإقامة علاقات اقتصادية نشطة، ويتناقض بشكل إيجابي مع "سياسة المواجهة الكاملة والمواجهة التي يتم فرضها علينا جميعا الغرب الجماعي".
وأضاف كاراسين أن مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" بقيادة رئيس تتارستان رستم مينيخانوف، تقدم مساهمة كبيرة في تعزيز العلاقات الدولية.
وقال: "تعمل المجموعة بنشاط للحفاظ على السلام بين الأعراق والأديان، وزيادة كفاءة تبادل الخبرات. ومن الرمزي أن قازان حصلت هذا العام على مكانة عالية كعاصمة الشباب لمنظمة التعاون الإسلامي. وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تحصل فيها دولة مراقب في منظمة التعاون الإسلامي على هذا النوع من الوضع".
وأردف قائلا: "يعكس هذا القرار المساهمة الكبيرة التي تقدمها تتارستان وقيادتها في تطوير الاتصالات بين ممثلي شباب روسيا الاتحادية والعالم الإسلامي. ويعد منتدى الدبلوماسيين الشباب منصّة مهمّة تتيح لك إقامة اتصالات مباشرة بين الجيل الجديد من موظفي وكالات الشؤون الخارجية في روسيا والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي".
بدوره أيضاً، أشار الممثل الدائم لروسيا الاتحادية لدى "منظمة التعاون الإسلامي"، رمضان عبد اللطيبوف، في كلمة له أمام الدبلوماسيين الشباب في افتتاح المنتدى، إلى الدور الذي لعبه المتحدثون السابقون في تطوير علاقات السياسة الخارجية لروسيا.
وأضاف: "ميخائيل بوغدانوف، وبدعم من رئيس روسيا الاتحادية ووزير الخارجية، استطاع استعادة الاتجاه الإسلامي للسياسة الخارجية لروسيا في أصعب الأوقات".
وأوضح عبد اللطيبوف أن العلاقات الروحية والأخلاقية هي في صميم الدبلوماسية، وأنه يجب على الدبلوماسيين الروس أن يحافظوا على انفتاحهم وأن يأخذوا نظرة أشمل للعالم.
هذا وقدّمت ديلبار ساديكوفا، رئيس مجلس الدبلوماسيين الشباب في وزارة الخارجية الروسية قسطنطين كولباكوف، عضو مجلس سياسة الدفاع الخارجية، وذكرت أن بفضله، تم إنشاء نادي غير رسمي لأصدقاء تتارستان، والذي يضم أكثر من 120 دبلوماسياً شاباً من دول منظمة التعاون الإسلامي.
وفي حديثه، قال كولباكوف إنه على الرغم من الوضع الحالي في العالم، حضر المنتدى عدد قياسي من الممثلين من 17 دولة مشاركة.
كما وعد ببرنامج ثري ومثير للاهتمام للمشاركين في المنتدى، والذي يتضمن، من بين أمور أخرى، الاجتماع الأول لنادي قازان الدبلوماسي واجتماع مع السفراء الذين أتوا إلى قمة قازان.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"