Ru En

افتتاح معرض "عالم القرآن" في أقدم مساجد قازان

٠٣ أكتوبر

افتُتح معرض "عالم القرآن" الدولي رسمياً في مسجد "المرجاني"، أقدم مساجد قازان - عاصمة جمهورية تتارستان الروسية. ويُمكن للزوار إلى جانب المعرض الرئيسي المخصص لتاريخ القرآن الكريم الاستمتاع بمناطق مواضيعية مع برامج تفاعلية، بالإضافة إلى عروض أفلام روسية وقطرية تتناول الثقافة الإسلامية. يُنظم هذا المشروع كلٌ من الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر، بدعم من الإدارة الدينية لمسلمي جمهورية تتارستان.


حضر حفل الافتتاح شخصيات دينية روسية وقطرية، بالإضافة إلى ممثلين عن حكومة تتارستان وجمهورها. واستُهل الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، أَلَّقاها الشيخ مأمون شعبان خليل الراوي، أحد أحفاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ورئيس لجنة حاكم دولة الإمارات العربية المتحدة لحفظ القرآن الكريم، وهو من حفظة القرآن الكريم.


ورحّب مفتي تتارستان، كامل حضرة ساميغولين، بالمشاركين وضيوف المعرض، مشيرًا إلى أن قازان تُعتبر بحق مركزاً لدراسات القرآن الكريم في روسيا. وأكد قائلاً: "ليس في روسيا فحسب، بل في العالم أجمع، طُبع القرآن الكريم بخط عثمان لأول مرة في قازان عام 1803". واستذكر المفتي المثل القائل: "نزل القرآن في الحجاز، ورُوِيَ في مصر، وكُتِبَ في إسطنبول، وطُبِعَ في قازان"، حاثاً الجميع على عدم نسيان هذا الإرث التاريخي.


وبمناسبة افتتاح المعرض، أهدى كامل حضرة لروشان حضرة عباسوف نسخةً مُعاد طبعها من طبعة عام 1803 من "طبعة قازان"، معربًا عن أمله في أن يجد الكتاب مكانًا يليق به في معرض "عالم القرآن".

 

وفي كلمته الترحيبية، أشار مارات غاتين، مساعد رئيس جمهورية تتارستان ونائب رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، إلى أن المجموعة تُساهم منذ 20 عامًا في تعزيز وتوسيع علاقات روسيا مع العالم الإسلامي. كما استذكر دور رستم مينيخانوف، رئيس تتارستان، الذي يرأس مجموعة الرؤية الاستراتيجية بتكليف من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وشكر الهيئات الدينية الإسلامية في تتارستان وروسيا على دعمها.


وأشار غاتين إلى أن "مشروع (معرض "عالم القرآن" - ملاحظة المحرر) قد قطع شوطاً طويلاً: فقد افتُتح في موسكو، ثم انتقل إلى ساراتوف. ومؤخرًا، كان المعرض في سارانسك، واليوم يُقام هنا في قازان"، حيث تحول مسجد "المرجاني" إلى مساحة تفاعلية حيث لا يقتصر الزوار على استكشاف المعرض فحسب، بل يجرّبون أيضًا تقنية الواقع الافتراضي والألعاب ومهام الأطفال.


وأكد جاتين أن "مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" تسعى جاهدةً لتكون داعمًا وفاعلًا في تنفيذ مثل هذه المشاريع". وفي الختام، تمنى لجميع الضيوف تجربة ممتعة.


وتحدثت ايضا، ألبينا أبساليموفا، رئيسة تحرير مجلة قازان وعضو لجنة تحكيم مسابقة "عالم القرآن"، في افتتاح المعرض، وشاركت انطباعاتها عن المشاركات في مسابقة الشعر باللغة الروسية. وأشارت إلى أنه تم تقديم أكثر من سبعين عملاً، وأنه حرصًا على الموضوعية، تم تشفير جميع المشاركات. وأضافت: "كانت هناك العديد من الأعمال الممتازة، ولم تكن هناك تقريبًا أي أعمال مبتذلة.


ووفقًا لها، لم يقتصر تقييم لجنة التحكيم على الجودة الأدبية فحسب، بل امتد إلى مدى انعكاس رسالة القرآن الكريم. وتم اختيار ثلاثة فائزين، لم تعلم لجنة التحكيم بأسمائهم إلا بعد إعلان النتائج: إليزافيتا إيفستينييفا من موسكو، وروزا دخاييفا من جمهورية الشيشان، وآنا ياروشينكو

"... فليزهر لون القرآن الكريم في دمائنا، لون الحبّ الدائم الخضرة"، قرأت أبساليموفا مقتطفًا من قصيدة لأحد الفائزين. كما أعلنت أن الأعمال الفائزة ستُنشر في مجلة "قازان"، التي تتناول موضوع الإسلام باستمرار.


و رحبت ألسو نابييفا، رئيسة جمعية "الرحمة" لنائبات مجلس دولة جمهورية تتارستان، بالمشاركين في الفعالية، مشيرة إلى الدور الهام للمشروع التعليمي لفئة الشباب المنخرطين في عالم القرآن الكريم، وشكرته من القلب لمنظميه.


كما أعرب المفتي روشان حضرة عباسوف، نائب رئيس الإدارة الدينية الإسلامية في روسيا الاتحادية للشؤون الدولية، عن فخره بتنظيم هذا المعرض الفريد بالتعاون مع شركاء من قطر. وأضاف: "في العام الماضي، أقمنا المعرض بنجاح في موسكو وتلقينا ردود فعل إيجابية، وبدأت المناطق تتساءل: أليس هذا المعرض مخصصًا لسكان موسكو فقط؟". وأوضح أن المعرض سيُقام هذا العام في أربع مناطق روسية، وقد طلب سكان سيبيريا والشرق الأقصى وقفروس بالفعل نقله إلى مناطقهم".


وأكد عباسوف أن المعرض سيجذب الزوار من جميع الأعمار: سيستمتع الشباب بتجربة الواقع الافتراضي الغامرة، حيث يمكنهم رؤية الكعبة المشرفة، بل ودخولها في عهد النبي محمد ﷺ، وستُقدّر الأجيال الأكبر سناً عمق محتواها التاريخي.

 

يُمثل معرض "عالم القرآن" جسراً للصداقة بين الشعوب، مُؤكداً على القيم العالمية للسلام والرحمة. يُعدّ هذا المشروع مثالاً على الدبلوماسية الروحية: فالتعاون الروسي القطري يُعزز التفاهم المتبادل ويُقرّب المجتمعات من خلال الإيمان والاحترام.

 

 

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"