كشفت وثائق رفع السرية عنها مؤخراً من الأرشيف المركزي لوزارة الدفاع الروسية، بأن لواء البنادق التركمانستاني المنفصل رقم 87 لعب دوراً حاسماً في تحرير سيفاستوبول. تسلط هذه السجلات الضوء على مساهمات الجمهوريات السوفييتية في النصر في الحرب الوطنية العظمى، وفقا لما تداوله عدد من وسائل الإعلام اليوم الجمعة 31 يناير/كنون اثاني 2025.
وعلى الرغم من كونها بعيدة عن خطوط المواجهة، قدمت جمهورية تركمانستان الاشتراكية السوفييتية مساهمة كبيرة في المجهود الحربي. فقد تم تجنيد أكثر من 300 ألف من سكان تركمانستان في الجيش الأحمر، حيث خاضوا معارك كبرى مثل الدفاع عن موسكو، ومعركة "ستالينغراد"، وحملة القوقاز، ومعركة "برلين".
وتتضمن الوثائق الأرشيفية تفاصيل التاريخ القتالي للواء البنادق التركمانستاني المنفصل رقم 87، الذي تأسس عام 1941. اشتهر اللواء بشجاعته وقدرته على العمل في التضاريس الصعبة، ولعب دوراً حاسماً في معركة "سيفاستوبول"، حيث واجه مقاومة شرسة من القوات الألمانية.
بطولة الرقيب طاهروف
في ما يلي مقتطف من الثناء الذي قيل في الرقيب الأول أيجودي طاهروف، وهو جندي من لواء البندقية رقم 87، يصف شجاعته الاستثنائية:
بعد إطلاق كثيف لقذائف الهاون، شن العدو هجوماً على موقعنا. هاجمت سرية من الجنود الألمان السكارى موقعنا. وقف الرفيق طاهروف بشجاعة على أرضه على الرغم من الأعداد الهائلة للعدو. صمد الخط الدفاعي، رافضاً التراجع ولو خطوة واحدة. وسرعان ما سقط ثلاثة من رجالنا، تاركين الرقيب طاهروف يقاتل بمفرده ضد العدو المتقدم. وبعد إصابته عدة مرات، استمر في إطلاق النار، مما منع الألمان من التقدم.
وفي خضم المعركة، انخرط في قتال بالأيدي. وعلى الرغم من معاناته من إصابات خطيرة أخرى، فقد وقع في النهاية فاقداً للوعي فنقله العدو إلى أحد خنادقهم. وفي هذه المعركة التي كانت من جانب واحد، تمكن الرفيق طاهروف من القضاء على 47 جندياً ألمانيا.
بفضل شجاعته وبطولته التي لا تتزعزع، مُنح الرقيب أول أيغودي طاهيروف بعد وفاته لقب بطل الاتحاد السوفييتي.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: David Mark/Pixabay
المصدر: تاس