أكد سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، أنه أثناء تواجد القوات الأمريكية في أفغانستان، لم تنجز الولايات المتحدة المهام التي أعلنت عنها، مشيراً إلى أنه "في الوقت الحالي، ومع انسحاب تلك القوات، تترك واشنطن جمهورية أفغانستان والشعب الأفغاني في وضع صعب للغاية".
وصرّح باتروشيف بذلك في مقابلة نشرتها اليوم الجمعة 30 ابريل/ نيسان 2021، صحيفة "ارغومينتي إي فاكتي"، أكد فيها أنه "خلال فترة بقاء الأمريكيين في البلاد تغير الوضع إلى الأسوأ".
وفي تعليقه على ما قاله وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين بأن "واشنطن تسحب قواتها من البلاد لأن تم استكمال كافة المهام هناك، اقترح باتروشيف أن نتذكر ماهية تلك المهام.
وأضاف سكرتير مجلس الأمن الروسي أن "أهم شيء كان القضاء على الإرهابيين، إلا أن أفغانستان لا تزال على رأس قائمة البلدان الأكثر تضرراً من الهجمات الإرهابية، وفي الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام وحده، سقط أكثر من 3.5 ألف شخص ضحية في تلك البلاد، منهم أكثر من ألف خلال مارس/ آذار. بالإضافة إلى ذلك، فإن نشاط المسلحين لا يقتصر على الأراضي الأفغانية، إذ أنهم يشكلون أيضاً تهديدا للدول المجاورة".
وبيّن نيكولاي باتروشيف أنه أثناء حل مشكلة مكافحة المخدرات، تميز الأمريكيون وحلفاؤهم أيضا بإنجازات سلبية، "وهكذا، منذ بداية عملية (الحرية الدائمة) في عام 2001، تضاعف حجم إنتاج الهيروين في هذا البلد بمقدار 10 أضعاف، "واليوم لا تزال أفغانستان تساهم بنسبة حوالي 80% من الاتجار غير المشروع بالمواد المخدرة في العالم".
وأضاف سكرتير مجلس الأمن الروسي، أن المهمة المعلنة لتدريب وتعليم الأفراد العسكريين من قوات الأمن الأفغانية، التي بدأت في عام 2015 تحت رعاية بعثة حلف شمال الأطلسي "الدعم الحازم" التدريبية، لم تتحقق أيضاً.
وأشار باتروشيف إلى أن قوات الأمن الوطني الأفغانية لا تزال تعاني من نقص حاد في عدد الموظفين، جرّاء وقوع إصابات فادحة في صفوفها يومياً، كما أن عدد حالات الفرار في تزايد مستمر. وهكذا، تترك الولايات المتحدة أفغانستان والشعب الأفغاني في موقف صعب للغاية. وخلُص باتروشيف إلى أنه "خلال فترة بقاء الأمريكيين في البلاد تغير الوضع نحو الأسوء".
عواقب الجيوسياسة الأمريكية
وفي سياق متصل، أكد نيكولاي باتروشيف أن "الولايات المتحدة، من خلال إدخال القوات إلى أفغانستان، حاولت استخدام البلاد كنقطة انطلاق لإبراز نفوذها الجيوسياسي في المنطقة".
وأوضح أن "الولايات المتحدة، التي تعمل الآن بنشاط على تقليص وجودها العسكري في أفغانستان، هي التي أوجدت حركة (طالبان) لمواجهة الاتحاد السوفيتي، وبالتالي خرج تنظيم (القاعدة) منها (كلا المنظمتين محظورتين في روسيا الاتحادية)".
وبحسب سكرتير مجلس الأمن الروسي فإنه "بعد عدة عقود، تواصل روسيا وشركاؤها التعامل مع الإرث الصعب للجيوسياسة الأمريكية في أفغانستان، حيث عملوا هناك على مدار سنوات من أجل استقرار الوضع في البلاد".
وأضاف باتروشيف: "في هذا الوقت، يلعب الأمريكيون نفس الألعاب الخطرة، والطرف المُتلاعب به دائمأً وللأسف هو ، للأسف، هم السكان المدنيون الذين يعانون من النشاط الإرهابي المستمر ومن الوضع الاجتماعي والاقتصادي المُختل".
وفي سياق متصل بالتسوية الأفغانية، أكد نيكولاي باتروشيف أنه بالنسبة للملف الخاص بهذه التسوية، فإن روسيا، "لم تخسر زمام المبادرة قط".
وأضاف: "بالنسبة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، كان تطور الوضع في أفغانستان وقمع التهديدات المنبثقة من أراضيها أحد مجالات النشاط ذات الأولوية لعدة سنوات حتى الآن. وفي الوقت نفسه، تدعم روسيا جهود جميع الدول المعنية بالتوفيق بين الأطراف الأفغانية، وتحقيق الاستقرار في أفغانستان. وأهم ما في الأمر أنه يجب أن يكون هناك عملاً حقيقياً يهدف إلى حل المشاكل الأمنية الأساسية هناك".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
المصدر: تاس