Ru En

بوتين: تحييد التهديدات من الأراضي الأفغانية مهمة الأجهزة الأمنية في رابطة الدول المستقلة

١٤ أكتوبر ٢٠٢١

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تحييد التهديدات المحتملة من أراضي أفغانستان تعتبر إحدى مهام الأجهزة الأمنية لبلدان رابطة الدول المستقلة.

 

وقال الرئيس الروسي خلال الاجتماع الـ 17 لرؤساء الأجهزة الأمنية والاستخبارات في الدول الأعضاء برابطة الدول المستقلة حول أنشطة الاستخبارات، يوم الأربعاء 13 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن "تحييد التهديدات المحتملة من الأراضي الأفغانية له أهمية خاصة لضمان أمن رابطة الدول المستقلة".

 

وأشار إلى أنه "نتفهم جميعاً بشكل جيد التأثير الخطير الذي يمكن أن تشكله الأحداث في هذا البلد على الوضع في آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز ومناطق أخرى".

 

وبحسب رئيس روسيا، فقد أظهرت السنوات الماضية أن الشراكة الوثيقة بين الدوائر الأمنية لرابطة الدول المستقلة "تعزّز بشكل ملحوظ الأمن في فضاء الرابطة، كما أنها تساعد على مكافحة التهديدات المشتركة بشكل أكثر فعالية، بما في ذلك الإرهاب الدولي والتطرف والتهديدات جراء التداول غير المشروع للأسلحة والمخدرات. والجريمة العابرة للأوطان والهجرة غير الشرعية".

 

"في نفس الوقت، من الضروري المضي قدماً، لرفع مستوى التفاعل في جميع المجالات الرئيسية"، وذلك بحسب قناعة الرئيس الروسي.

 

إلى ذلك، وفي حديثه عن التهديدات المحتملة من الأراضي الأفغانية، أشار الرئيس الروسي إلى أن هذه القضايا نوقشت بالتفصيل في قمم "منظمة معاهدة الأمن الجماعي" و"منظمة شنغهاي للتعاون" في سبتمبر/أيلول الماضي.

 

وأكد فلاديمير بوتين "بالطبع، سننظر في هذا الموضوع في قمة رابطة الدول المستقلة المقبلة". حيث أنه من المقرّر أن تعقد قمة رابطة الدول المستقلة في 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

 

 

الأمن في رابطة الدول المستقلة

 

وكشف الرئيس الروسي عن قلق موسكو بشأن التأثير المُحتمل للأحداث في أفغانستان على الوضع الأمني في فضاء رابطة الدول المستقلة، وأشار إلى أن كافة القضايا التي تتناولها الإدارات هي أيضا في مجال رؤية الحكومات ورؤساء الدول، خاصة فيما يتعلق بالأحداث في أفغانستان.

 

وأضاف: "بالطبع، كل هذا يقلقنا كثيراً. بالتأكيد، ولكن ماذا عن: هذا هو فضاءنا الأمني المشترك، ولدينا حدود شفافة، وهو ليس أمر غير مبال به في بلدان رابطة الدول المستقلة لدينا".

 

كما لفت الرئيس الروسي الانتباه إلى التعاون في هذا الصدد من خلال وزارات الدفاع، "ليس فقط من حيث المعلومات، ولكن أيضاً من حيث الإمدادات بالأسلحة والمعدات، وتدريب الأفراد".

 

إلا أن الرئيس الروسي تابع قائلا "بدون معلومات من الأجهزة الأمنية، لا يمكن تنفيذ مثل هذا العمل بشكل فعّال، "الكثير يعتمد عليكم لجهة ضمان الأمن، وفقط من خلال الجمع بين الاحتمالات، من الممكن تحقيق النتائج المرجوة في هذا المجال".

 

 

توسع الإرهابيين

 

وفي السياق ذاته، حذّر فلاديمير بوتين من الخطر الذي تشكله الجماعات الإرهابية الناشطة في أفغانستان على دول الجوار، مضيفاً بالقول:"الوضع في أفغانستان ليس سهلاً. بعد الانسحاب النهائي للقوات الأمريكية، انتقلت السلطة إلى أيدي "طالبان" (حركة طالبان محظورة في روسيا الاتحادية)، التي تضع قواعدها الخاصة، وأوامرها الخاصة".

 

وفي الوقت نفسه، بحسب بوتين، تواصل عدد من الجماعات الإرهابية الدولية من "تنظيم الدولة" الإسلامية المحظورة في روسيا الاتحادية العمل في البلاد، "ومن العراق وسوريا، ينخرط المسلحون ذوو الخبرة في القتال بنشاط هناك".

 

وبيّن أنه "لذلك، من غير المستبعد أن يحاول الإرهابيون زعزعة استقرار الوضع في الدول المجاورة، بما في ذلك بلدان رابطة الدول المستقلة، قبل بداية توسعهم المباشر".

 

وخاطب الرئيس الروسي المشاركين في الاجتماع: "وفي هذا الصدّد، من المهم مراقبة الوضع باستمرار على الحدود الأفغانية والاستعداد لمواجهة المسلحين، ولهذا - لتنسيق عمل وكالات إنفاذ القانون، إذا لزم الأمر، وتنفيذ عمليات خاصة مشتركة، خاصة وأنه لديكم خبرة في العمل الناجح في هذا المجال، بما في ذلك في إطار مركز مكافحة الإرهاب التابع لرابطة الدول المستقلة".

 

 

تتبع المخاطر

 

أكد الرئيس بوتين أن الأجهزة الأمنية يجب أن تستمر في مراقبة تطور الوضع عن كثب، وإجراء تحليل شامل للتحديات والمخاطر المحتملة. وقال: "كما كان من قبل، من المهم للإدارات الخاصة بكم أن تراقب بوضوح الوضع الذي يتطوّر، وأي تحديات ومخاطر، وإجراء التحليل الشامل، وحساب كيف يمكن أن تؤثر على الأمن في منطقتنا المشتركة، وما هي العواقب السلبية التي يمكن أن تسببها على الصعيد الدولي السياسي والاقتصادي والإنساني المجالات. وأيضا الرد عليها بالشكل المناسب".

 

 

حسن الجوار والتعاون

 

هذا وقد رحب فلاديمير بوتين برؤساء أجهزة الأمن والاستخبارات لدول رابطة الدول المستقلة الذين وصلوا إلى العاصمة الروسية.

 

وأشار إلى أن عقد الاجتماعات المنتظمة بهذا الشكل أثبتت أهميتها. وهذه المرة، خلال الاجتماع، سيتعيّن على ممثلي دول الرابطة مناقشة الوضع في المنطقة وفي العالم بشكل شامل، وتحديد مجموعة التحديات الداخلية والخارجية الرئيسية، وكذلك طرق تحييد التهديدات المحتملة.

 

وأضاف: "هذا العام، بلغ عمر رابطة الدول المستقلة 30 عاما. وطوال هذا الفترة، واجهت منظمتنا حتماً اختبارات صعبة لعالم متغير ديناميكياً على خلفية العديد من عوامل عدم اليقين. لقد سعت للعمل على أساس مبادئ المساواة والاعتبار المتبادل للمصالح".

 

وتابع بوتين قائلا: "إن رابطة الدول المستقلة أصبحت في الواقع أكبر اتحاد إقليمي من حيث عضويتها في منطقة ما بعد الاتحاد السوفيتي واحتفظت بهذا الوضع". وقال: "أؤكد أن (المنظمة) تعمل كمنصة موثوقة، وأحياناً لا يمكن الاستغناء عنها من أجل الحوار البنّاء والتفاعل المتعدد الأوجه بين دولنا".

 

كما لفت بوتين الانتباه إلى حقيقة أن شعوب دول الرابطة مرتبطة بماض مشترك، وتجربة عمرها قرون من حسن الجوار والتعاون المثمر، منوهاً بأنه "مثل هذا التشابك لملايين الأقدار البشرية. نحن في روسيا نقدّر هذا التراث ونفخر به، ونفهم جيداً أنه اليوم، في القرن الـ 21، باستخدام جهودهم وإمكاناتهم، فإن بلدان رابطة الدول المستقلة قادرة على حل أكثر المهام طموحاً للتنمية الوطنية بشكل أكثر كفاءة. والعمل كشركاء وحلفاء، والعمل معا من أجل مستقبل ناجح ومزدهر".

 

 

حماية موثوقة

 

وتابع الرئيس الروسي أنه على مدار العقد الماضي، سعت أجهزة الأمن والاستخبارات في دول الرابطة دائما إلى تنسيق عملها عن كثب من أجل ضمان الأمن في الدولة والمجتمع، وحماية حقوق وحريات المواطنين. "وعلى هذا الطريق حققنا نتائج مهمة"، إن المهمة المشتركة والرئيسية لهذه الإدارات لم تتغير الآن - إنها "حماية موثوقة للاستقرار والسيادة والتنمية السلمية لبلدان رابطة الدول المستقلة"، ومساعدة عمليات التكامل متعدد الأبعاد في فضاء الاتحاد.

 

 

مجال المعلومات

 

كما حثّ فلاديمير بوتين أجهزة الاستخبارات في بلدان رابطة الدول المستقلة على إيلاء اهتمام خاص لمجال المعلومات، حيث يتم استخدام التقنيات الرقمية بشكل متزايد للأغراض الإجرامية.

 

وقال رئيس الدولة "من بين الأولويات المهمة ضمان أمن دول الرابطة في مجال المعلومات"، وأشار إلى أنه "في السنوات الأخيرة، تم تطوير فضاء المعلومات والشبكة العالمية بشكل ديناميكي، وفتح فرصا جديدة لريادة الأعمال والتعليم والاتصال."

 

وشدد بوتين أنه "في الوقت نفسه، يتم استخدام التقنيات الرقمية بشكل متزايد في الأنشطة الإجرامية - من الاحتيال الاقتصادي والاتجار بالمخدرات إلى الدعاية للتطرف والتجنيد في صفوف الجماعات الإرهابية"، مشيراً إلى أن "كل هذا النشاط الإجرامي غير القانوني يتطلب اهتماماً خاصاً" من الأجهزة الأمنية.

 

وبحسب الرئيس الروسي، فإن الأجهزة الأمنية لبلدان رابطة الدول المستقلة "من المهم لها زيادة تطوير تبادل المعلومات، بما في ذلك المعلومات التحليلية والتنبؤية، لتحسين أساليب وأشكال التفاعل، ويجعلها أكثر حداثة وفعالية".

 

وقال: "بالطبع، تحتاج دول رابطة الدول المستقلة إلى مواصلة التدريب المشترك للأفراد، وتحسين مؤهلات مسؤولي الأمن والاستخبارات بشكل منتظم"، وخاطب الرئيس المشاركين في الاجتماع قائلاً: "لديكم خبرة في هذا العمل، إنها كافية، ومن الضروري استخدامها بشكل أكثر فاعلية". وأضاف بوتين أنه "يجب ألا ننسى أن المتخصصين الواعدين والموهوبين هم بالطبع مستقبل الأقسام".

 

كما عبّر الرئيس الروسي عن ثقته أن العمل المشترك المستمر للأجهزة الأمنية "سيساعد بشكل أكثر فاعلية في حل المشاكل الرئيسية للأمن والاستقرار في رابطة الدول المستقلة، ويسهم في التنمية السلمية و المزدهرة للبلدان والشعوب".

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية

المصدر: تاس