Ru En

رئيس جامعة الأزهر يسلط الضوء على تحديات التعليم الإسلامي المعاصر

٠١ نوفمبر

ألقى رئيس جامعة الأزهر - الدكتور سلامة داود محاضرة إلكترونية بعنوان "التعليم الإسلامي في العالم المعاصر: التحديات والآفاق" لطلاب الماجستير والدكتوراه في أكاديمية "بولغار" الإسلامية. كما جمعت المحاضرة طلاب المعهد الإسلامي الروسي وجامعة "قازان" الإسلامية عبر الفيديو، اليوم السبت 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2025.

 

وأُقيمت هذه المحاضرة في إطار اتفاقية بين مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" وجامعة الأزهر، ويُذكر أن المجموعة سبق أن نظمت زيارة لوفد من الأزهر إلى قازان للقاء قيادات الجامعات الإسلامية في تتارستان.

 

بداية، باشر الدكتور سلامة داود كلمته بالتأكيد على أن المعرفة هي حجر الزاوية في نهضة الأمة الإسلامية. وأوضح أن قيمة الأمة الحقيقية تكمن في قدرتها على إنتاج المعرفة، لا مجرد استهلاكها.

 

وقال رئيس الأزهر: "في تاريخ الحضارة الإسلامية، لم يكن العالم يُنظر إليه إلا على أنه من يُقدم شيئاً جديداً - فكرة أصيلة أو بحثاً مستقلا. إن التقليد والجمود الفكري لا يُؤديان إلى النهضة، بينما الشعوب التي تُبدع معارفها الخاصة تُصبح بناة الحضارة وتحقق الاستقلال المعرفي".

 

وتم التركيز بالمحاضرة على موضوعين رئيسيين: أهمية المعرفة في تنمية الأمة، والتحديات الرئيسية التي تواجه التعليم الإسلامي اليوم. وفي معرض حديثه عن التقليد الإسلامي الأصيل في طلب العلم، أكد سلامة داود أن أساسه كان دائماً التفكير المستقل والبحث الإبداعي، وليس الحفظ الصامت.

 

وتابع الدكتور سلامة داود: "لتوضيح هذه النقطة، سأروي لكم قصة. عندما سأل طالب شيخاً عن اليد التي ينبغي أن يرتدي ساعته بها - اليمنى أم اليسرى - أجاب الشيخ: "اصنع ساعة أولاً؛ ثم يمكنك ارتداؤها حتى في قدمك". ترمز هذه القصة إلى روح الإبداع والابتكار: فالمهم هو الإبداع والتفكير، لا التقيد بالتفاصيل الخارجية".

 

من بين المشكلات الجوهرية التي تُعاني منها التربية الإسلامية المعاصرة، أشار المحاضر إلى شيوع التقليد على حساب الابتكار، وضعف إنتاج المعرفة، وقصور المناهج، وتراجع التفاعل المباشر بين الطالب والمرشد، وإصدار الفتاوى دون تأهيل مناسب، وعدم مواكبة التغيرات التكنولوجية الحديثة. واستجابةً لذلك، دشّنت جامعة الأزهر كليتين جديدتين مُخصصتين للذكاء الاصطناعي، بهدف إعداد متخصصين قادرين على مواجهة التحديات المعاصرة وتحليل الظواهر التكنولوجية الجديدة من منظور شرعي.

 

وفي ختام محاضرته، نصح الدكتور سلامة داود الطلاب والباحثين الشباب بالاطلاع على نطاق أوسع، وتنمية مهاراتهم التحليلية، والتفكير النقدي، والاستقلالية البحثية، وإعادة النظر في القضايا المطروحة في سياق الواقع المعاصر.

 

هذا وأكد رئيس الأزهر أن "للتربية الإسلامية رسالة تاريخية: تنشئة جيل قادر على التجديد الفكري والإبداع العلمي"، مختتماً كلمته: "التمسك بالتراث لا يعني الجمود، والحفاظ على التراث لا يتعارض مع الانفتاح على العالم".

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: أكاديمية بولغار الإسلامية

المصدر: أكاديمية بولغار الإسلامية