دعت وزارة الخارجية الروسية كافة القوى العرقية السياسية في أفغانستان إلى التخلي عن الخطاب المتشدّد، وذلك فيما يتعلق بنشر إعلان إنشاء "المجلس الأعلى للمقاومة الوطنية لجمهورية أفغانستان الإسلامية"، بحسب ما ذكرته المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس 28 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وقالت ماريا زاخاروفا: "المبادرون (بإنشاء المجلس) كانوا، على وجه الخصوص، (أحد قادة الجمعية الإسلامية الأفغانية) عطا محمد نور، المشير عبد الرشيد دوستم ونائب رئيس الدولة السابق محمد يونس قانوني، وهم حالياً خارج أفغانستان. ونحن ندعو جميع القوى العرقية السياسية في أفغانستان إلى التخلي عن الخطاب المتشدد وبذل كل جهد ممكن لإكمال عملية المصالحة الوطنية".
كما لفتت موسكو الانتباه إلى التظاهرات في كابول على خلفية الوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب، والتي دعا المشاركون فيها المجتمع الدولي إلى رفع الحظر عن احتياطيات الدولة في أفغانستان.
وأضافت: "نتوقع أن نداء المتظاهرين بهذا الحجم العالمي، موجّه إلى المجتمع الدولي، الذي كان يتحدث منذ سنوات عديدة ويقنع الشعب الأفغاني الذي يلجأ إليه الآن، أن الوضع تحت السيطرة، يعرفون أين الشعب الأفغاني يقود وكل شيء سيكون على ما يرام، كل شيء سيكون وفقاً للديموقراطية الغربية. لذا، ننطلق من فرضية أنه لا ينبغي تجاهل هذا النداء، وسيتم إلغاء تجميد هذه الأموال، مما سيسمح بتوجيهها لتغطية الاحتياجات الأساسية للسكان، وفي المقام الأول لدفع الرواتب والحفاظ على الاقتصاد الوطني ومنع وقوع كارثة إنسانية في أفغانستان".
هذا وكان عطا محمد نور، ورئيس حزب "الدعوة الإسلامية" عبد الرب رسول سياف، نشرا الجمعة، على صفحتهم في "فيسبوك"، إعلاناً عن تشكيل المجلس الأعلى للمقاومة الوطنية بجمهورية أفغانستان الإسلامية.
وأعلن البيان عن نية السياسيين مقاومة حركة "طالبان" (الحركة محظورة في روسيا الاتحادية)، بما في ذلك، إذا لزم الأمر، بالوسائل العسكرية. كما طلبوا من أبناء الشعب الأفغاني الاستعداد لمقاومة طويلة الأمد، ووجهت دعوة للحركة لـ "إنهاء العنف ضد المواطنين والدخول في مفاوضات مباشرة وبناءة مع ممثلي المجلس".
وفي الوقت نفسه، شكر مؤسسو الهيئة السياسية الجديدة المجتمع الدولي على عدم اعترافه بالحكومة المؤقتة التي شكلها المتطرفون، ودعوا جميع الدول إلى الضغط على "طالبان" لتشكيل حكومة جديدة وشاملة في أفغانستان.
المساعدات الإنسانية
وفي سياق متصل، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن "موسكو تدرس إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان، وكذلك تصدير المواطنين الروس، وبلدان منظمة معاهدة الأمن الجماعي ورابطة الدول المستقلة، إلى جانب الطلاب الأفغان الذين يدرسون بدوام كامل في الجامعات الروسية".
وأضافت: "بالنظر إلى الحالة الإنسانية والاجتماعية - الاقتصادية الصعبة في أفغانستان، يجري النظر في مسألة إيصال شحنة من المساعدات الإنسانية العاجلة إلى هذا البلد، تتكون من مواد أساسية وأدوية. بالنسبة لتصدير مواطني روسيا الاتحادية من أفغانستان والدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي ورابطة الدول المستقلة، وأقاربهم المقربين، وكذلك الطلاب الأفغان الذين يدرسون بدوام كامل في الجامعات المحلية، فإنه يتم العمل على هذه المسألة من خلال التنسيق بين الأقسام، ويتم تزويد كل من يحتاجها بدعم التأشيرة. كما سنبلغكم بالتطورات المستقبلية للأحداث".
الجدير بالذكر أن المشاركين في اجتماع "صيغة موسكو" حول أفغانستان دعوا في 20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري إلى تقديم مساعدات إنسانية واقتصادية عاجلة للجمهورية من أجل إعادة بناء البلاد. كما اقترح الطرفان إطلاق مبادرة جماعية لعقد مؤتمر دولي تمثيلي للمانحين في وقت مبكر تحت رعاية الأمم المتحدة.
هذا وقد شنّت حركة "طالبان" عملية واسعة النطاق من أجل فرض السيطرة على أفغانستان بعد أن أعلنت الولايات المتحدة في ربيع عام 2020 أنها ستسحب قواتها المسلحة من البلاد.
وفي 15 أغسطس/آب، غادر رئيس الجمهورية الإسلامية، أشرف غني البلاد، ودخل المتطرفون إلى العاصمة كابول من دون قتال. بعد ذلك في 6 سبتمبر/أيلول، أعلنت الحركة بسط سيطرتها على كامل الأراضي الأفغانية، لتقوم بعد ذلك، في 7 سبتمبر، بالإعلان عن تشكيل مجلس الوزراء المؤقت الذي لم تعترف أي دولة بشرعيته بعد.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: المكتب الصحفي في وزارة الخارجية الروسية / تاس
المصدر: تاس