Ru En

صيغة "موسكو" ستناقش القضايا الأمنية وتحقيق الاستقرار في أفغانستان

١٦ نوفمبر ٢٠٢٢

سيجتمع ممثلو عشر دول لحضور اجتماع صيغة موسكو بشأن أفغانستان، والذي سيعقد يوم الأربعاء 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 في العاصمة الروسية موسكو، حيث من المتوقع أن يناقش المشاركون في المشاورات القضايا الأمنية وأن ينظروا في تدابير تحقيق استقرار الوضع في هذا البلد.


وتشمل صيغة "موسكو" كلا من روسيا والهند وإيران وكازاخستان وقيرغيزستان والصين وباكستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان. وعقد الاجتماع السابق في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2021، شارك فيه آنذاك وفد برئاسة نائب رئيس الحكومة المؤقتة لحركة "طالبان"، عبد السلام حنفي. ومع ذلك، وفقاً للممثل الخاص لرئيس الاتحاد الروسي إلى أفغانستان، مدير الإدارة الثانية لآسيا بوزارة الخارجية، زامير كابولوف، فإن "طالبان" لن تحضر هذه المرة.


من جهته، أكد رئيس الدبلوماسية الروسية، سيرغي لافروف، أن موسكو تحافظ على حوار مع السلطات الأفغانية الحالية وسيتم إبلاغهم بنتائج المشاورات. وقال: "لدينا اتصالات منتظمة مع ممثلي (طالبان)، سيتم اطلاعهم بما يفعله المشاركون في اجتماع صيغة موسكو. بالطبع، ليس لدينا أي أسرار عن ممثلي أفغانستان، سنبلغ طالبان والقوى السياسية الأخرى الموجودة هناك بالتفصيل (عن نتائج الاجتماع)".

 



المشكلة الأفغانية


وفي حديثه عن الصعوبات التي لا تزال قائمة حاليا في المسار الأفغاني، أشار لافروف إلى أن حركة "طالبان" - (المحظورة في الاتحاد الروسي) لم تتمكن بعد من الوفاء بوعودها وتشكيل حكومة شاملة حقا. وقال بهذا الصدد:" لم نحقق النتيجة المرجوة بعد، ولم نر بعد أن زملائنا، الذين هم الآن سلطات كابل، يتحركون بسرعة كافية في تلك الاتجاهات التي تم الإعلان عنها، باعتبارها التزامات تجاه شعبهم، خاصة مع الأخذ في الاعتبار الحاجة إلى تعزيز الوحدة العرقية والسياسية للشعب الأفغاني، وتوفير شمولية الطبيعة العرقية والسياسية للحكومة".


قبل أسبوع واحد فقط، ناقش الوزير الروسي هذا الموضوع بالتفصيل مع نظيره الهندي، سوبرامانيام جايشانكار في محادثات بموسكو. ولفت وزير الخارجية الهندي حينها الانتباه إلى أن ممثلي البلدين يتبادلون وجهات النظر بانتظام حول القضايا الأفغانية، معرباً أيضاً عن أمله في فعالية الاجتماع القادم على شكل صيغة موسكو. ووفقاً له، فإن أحد المخاطر الرئيسية المنبثقة من أفغانستان لا يزال يتمثل بنشاط الجماعات الإرهابية. ويبدو الآن أن التصدي لهذا التهديد يمثل مهمة ذات أولوية بالنسبة لجميع دول المنطقة.


في هذا السياق، حذر سكرتير مجلس الأمن في الاتحاد الروسي، نيكولاي باتروشيف، في أوائل نوفمبر الجاري، من خطر تسلل الإرهابيين من أفغانستان إلى رابطة الدول المستقلة. وأوضح أنه على خلفية الأزمة الاقتصادية في هذا البلد، هناك مخاطر حدوث تدهور خطير في وضع الهجرة، إذ قد يكون من بين اللاجئين عناصر في منظمات إرهابية "يشعرون بالراحة على الأراضي الأفغانية اليوم. واستطرد قائلا إنه من الجدير بالذكر أيضا مشكلة تهريب المخدرات: فوفقاً للأمم المتحدة، بعد وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان، زاد إنتاج الأفيون هناك بنسبة 32٪. كل هذا مدرج في جدول أعمال المشاورات القادمة.

 


حول صيغة "موسكو"..


بالنسبة لروسيا، تبقى صيغة موسكو منصة ذات أولوية لمناقشة المشاكل المتعلقة بأفغانستان. إذ صرح كابولوف بأن الجانب الروسي قرر التركيز على العمل في هذا السياق لأن "تجربة المفاوضات مع الأمريكيين بأشكالها متعددة الأطراف، بما في ذلك ما يسمى بالترويكا الموسعة (روسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية وباكستان)، أظهرت أن الزملاء في ما وراء المحيط يستخدمونها لتعزيز أهدافهم ضيقة الأفق المتمثلة في الحفاظ على الهيمنة، على عكس مصالح (الشركاء) الإقليميين".


هذا وتم إنشاء صيغة موسكو في عام 2017 على أساس آلية التشاور السداسية للممثلين الخاصين لروسيا وأفغانستان والهند وإيران والصين وباكستان. وعقدت اجتماعها الأول في 14 أبريل 2017 بمشاركة نواب الوزراء والممثلين الخاصين لـ 11 دولة، بما في ذلك الجانب الأفغاني. ويهدف هذ الإطار بشكل رئيسي إلى تعزيز عملية المصالحة الوطنية في أفغانستان وإحلال السلام في ذلك البلد في أقصر وقت. وقيّمت موسكو الاجتماع الأول على أنه "تبادل صريح وشامل للآراء"، دعا المشاركون عقبه المجتمع الدولي إلى مواصلة تقديم المساعدة الشاملة لأفغانستان.

 



مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"

Photo: ResoluteSupportMedia/Creative Commons 2.0
المصدر: تاس