Ru En

فاريت موخاميتشين :القيم التقليدية ليست ساكنة لكنها تتطورمع الحفاظ على قيمتها

٢٥ يوليو

تحدث نائب رئيس لجنة مجلس الاتحاد للشؤون الدولية، نائب رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" فريد موخاميتشين في المؤتمر العلمي والفقهي الدولي الخامس "طريق الحرير الديني: أهمية القيم الدينية في فضاء أوراسيا الكبرى، الذي عقد في قازان في الـ 25 من يوليو/تموز 2024.


وقال فريد موخاميتشين: "إن موضوع مؤتمر اليوم الذي اقترحه المنظمون يتوافق تمامًا مع الوضع الاجتماعي والسياسي الذي يجد العالم نفسه فيه اليوم. بالنسبة لنا، فإن التشابه الأساسي في المواقف الاجتماعية والإنسانية والأيديولوجية بين الإسلام والأرثوذكسية له أهمية خاصة. إن وحدة المسلمين والمسيحيين الأرثوذكس في روسيا، وكذلك ممثلي الديانات التقليدية الأخرى، هي ركيزة المجتمع الروسي لحماية القيم الروحية المشتركة من التعدي الخارجي".


وأشار الدبلوماسي أيضاً إلى التجربة الفريدة لروسيا الاتحادية كدولة متعددة الأديان في بناء حوار قائم على الاحترام المتبادل بين الأديان. وفي هذا الإتجاه مجموعة الرؤية الإستراتجية "روسيا – العالم الإسلامي". إن الأحداث الدولية التي عقدتها المجموعة تظهر بوضوح الدور المتزايد للتعاون المتعدد الأطراف بين روسيا والدول الإسلامية. على سبيل المثال، استشهد فريد موخاميتشين بالمؤتمر الدولي الذي عقدته مجموعة الرؤية الإستراتجية في 16 مايو/أيار 2024 في قازان، تحت عنوان "روسيا - العالم الإسلامي: نظام عالمي عادل متعدد الأقطاب وتنمية آمنة"، والذي حضره أكثر من مائتي سياسي وعلماء وشخصيات عامة وزعماء دينيين من 45 دولة في العالم الإسلامي.


وأوضح فريد موخاميتشين أن "معظم المتحدثين يقولون إن الغرب يحاول استبدال القانون الدولي بنظام قواعد معينة تهدف حصرياً إلى خدمة مصالحه الخاصة". ووصف الدبلوماسي أساليب الضغط المختلفة من الدول الغربية بأنها مظهر واضح للشكل الحديث للاستعمار الجديد.


وأشار المتحدث إلى الدعم الذي تحظى به أنشطة المجموعة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ستة مبادئ لتشكيل تعددية أقطاب حقيقية، طرحها في منتدى "فالداي" في الـ 5 من أكتوبر/تشرين الاول 2023، وهي: الانفتاح على اللحوار، احترام التعددية القطبية كأساس للتنمية المشتركة، الحد الأقصى من التمثيل لهياكل الإدارة العالمية، الأمن الجماعي يجب ان يكون عى أساس توازن المصالح المشتركة، الوصول العادل إلى فوائد التنمية والمساواة للجميع، رفض إملاءات الأغنياء والأقوياء - ينبغي أن يساهم في مهمة بناء نظام عالمي جديد.


وأشار فريت موخاميتشين أيضًا إلى المنتدى البرلماني لمجموعة دول "بريكس" الذي عُقِد يومي 11 و12 يوليو/تموز في سان بطرسبرغ. وكان الموضوع الرئيسي للمنتدى هو دور البرلمانات في تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين. وخلال الاجتماع، ألقى رئيس روسيا الإتحاية فلاديمير بوتين كلمة ترحيبية بالمشاركين، والتي أشار فيها إلى أن "موضوع المنتدى يؤكد على طبيعة التحولات الأساسية العالمية التي يشهدها العالم اليوم. وافتتاحك للمناقشة، والحديث المباشر بين ممثلي الشعب مع بعضهم البعض، يتوافق تمامًا مع الفلسفة نفسها، ومبادئ النظرة العالمية لمنظمتنا: وهذا يأخذ في الاعتبار مصالح بعضنا البعض، ويعتمد على الديمقراطية في العلاقات الدولية واحترام السيادة والحق في التنمية الفريدة للجميع".


وفي إعلان مشترك، ذكر البرلمانيون أنهم يعتزمون تعزيز الدعم التشريعي لتعزيز الشراكة الاستراتيجية لدول البريكس في ثلاثة مجالات رئيسية للتعاون: السياسة والأمن والاقتصاد والمالية، والعلاقات الثقافية والإنسانية. ومن ثم، أكد المشاركون التزامهم بروح "بريكس"، التي تنطوي على الاحترام المتبادل والتفاهم والمساواة والتضامن والانفتاح والشمول والتوافق.


وأشار الدبلوماسي إلى أن موضوع المؤتمر الحالي يعكس جانبين رئيسيين: تطابق مصالح روسيا ودول العالم الإسلامي حول القضايا الرئيسية، فضلا عن الدفاع المشترك عن القيم التقليدية وإعلاء وتعزيز الأمن.


كما أكد على أن الحدث، مثل المؤتمر العلمي والفقهي "طريق الحرير الروحي"، لا يمثل فقط مساهمة مهمة في تعزيز الحوار الدولي وإعلاء أسس القيم الروحية والشعبية التقليدية، ولكنه يعمل أيضًا كدعم مهم لأداة الإثراء الفكري وتعميق التفاهم المتبادل.


وأختتم كلمته فريد موخاميتشين قائلا: "يجب أن نتذكر أن القيم التقليدية ليست ساكنة، لكنها تتطور وتتكيف مع عالم متغير، وتحافظ على تفردها وقيمها. لذلك، من المهم ليس فقط الحفاظ على التقاليد، ولكن أيضًا التطلع إلى المستقبل".

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: مجلس الاتحاد