اتفقت جمهوريتا قرغيزستان وطاجيكستان، على تبادل العديد من المناطق الحدودية التي كانت مصدراً للصراعات والقلاقل المتكررة، في إطار العملية الجارية لتعيين الحدود رسمياً بين الدولتين، وفقاً لما صرّح به الرئيس القرغيزستاني - صادر جاباروف لوكالة الأنباء الحكومية "كابار"، اليوم الخميس 6 مارس/آذار 2025.
وأكد جاباروف أن التبادل لم يكن قائماً على مصالح استراتيجية، بل تم اعتماده من خلال التركيز على تحقيق هدف، هو حل التوترات في مناطق محددة معرضة للاشتباكات، سيّما وأن العديد من الأراضي ذات الصلة كانت عبارة عن جيوب أو قطع أراضي غير منتظمة على طول الحدود.
وأقر صادر جاباروف بالانتقادات من الجانبين - ليس فقط في قرغيزستان، ولكن أيضاً في طاجيكستان، حيث واجهت الحكومة معارضة شعبية، مشدداً على أن حل النزاعات الحدودية يتطلب تسوية شاملة ولا يمكن أن تمليه مصالح قرية واحدة فقط.
كما أشار الرئيس جاباروف إلى أن قد تمت تسوية قضية الحدود مع طاجيكستان نهائياً، منوّهاً بأنه "تم إغلاق القضية. لقد تم أخذ مصالح الجانبين في الاعتبار، وسوف يحكم علينا التاريخ. أنا على يقين من أنه سيُنظَر إلى هذه الاتفاقية بشكل إيجابي".
خط الصراع
تنتظر اتفاقية الحدود، التي تم توقيعها في 21 فبراير/شباط الماضي، التصديق عليها من قِبَل برلمانيّ البلدين والموافقة النهائية من جانب رئيسيهما، تليها تبادل رسمي للمذكرات الدبلوماسية.
وأوضح الرئيس القرغيزستاني في هذا الصدد أنه بعد ذلك، ستستمر أعمال تعيين الحدود، وقد أن الأمر قد يستغرق مدة عام أو عامين آخرين، إذ سيتم وضع علامات الحدود فعلياً على الأرض، مؤكداً أن الاتفاقية ثنائية، وأنه تم أخذ مخاوف البلدين في الاعتبار.
وكجزء من العملية، سيتم نقل السكان الذين يعيشون على "الجانب الخطأ" من الحدود التي تم تحديدها حديثاً، بمعنى انتقال المواطنين الطاجيكستانين خارج مناطق قرغيزستان ومغادرة المواطنين القرغيزستانين أراضي طاجيكستان.
نزاع طويل الأمد
من الجدير بالذكر أن طول حدود الدولة بين قرغيزستان وطاجيكستان يبلغ حوالي 980 كم، وأن مفاوضات بشأن تعيينها تجري، منذ ديسمبر/كانون الأول 2002، إذ يتم تحديد أكثر من ثلثيّ خط الحدود والاعتراف المتبادل من قبل الدولتين.
وتعتبر الأقسام المتبقية متنازع عليها، إذ تسببت الحالة غير المستقرة لهذه القضية مراراً في صراعات بين السكان المحليين والعسكرييين في الجمهوريتين، تم استخدام السلاح الناري فيها، وقع آخرها في أوائل خريف عام 2022 شهدها الجانب القرغيزستاني، قُتِل على إثرها 60 شخصاً على الأقل.
تشترك قرغيزستان في الحدود مع الصين وكازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان، علماً أن طاجيكستان آخر دولة مجاورة كان لدى قرغيزستان معها قضايا حدودية ظلّت عالقة لم يتم حلها، علماً أن الاتفاق الحالي يمثل تقدماً كبيراً في هذه الملف.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: quentin/Unsplash
المصدر: تاس