Ru En

لافروف سيبحث العلاقات التجارية والاقتصادية والقضايا الدولية مع وزير الخارجية الباكستاني

٣٠ يناير ٢٠٢٣

سيجري وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف محادثات مع وزير الخارجية الباكستاني - بيلافال بخوتو زرداري اليوم الاثنين 30 يناير/كانون الثاني 2023، في العاصم الروسية - موسكو.


وهذه هي الزيارة الأولى لوزير الخارجية الباكستاني الجديد إلى روسيا بعد توليه منصبه، إذ أدى زرداري اليمين الدستورية كوزير لخارجية باكستان في أواخر ابريل/نيسان الماضي، أعلن عقبها إنه يأمل في زيارة موسكو في المستقبل القريب والحفاظ على ديناميكيات إيجابية في العلاقات مع الاتحاد الروسي، منوّهاً بان هذا لا يلبي المصالح الوطنية لباكستان فحسب، بل يساهم أيضا في السلام والاستقرار في المنطقة.


كما هو مذكور في وزارة خارجية الاتحاد الروسي، سيناقش الوزيران حالة العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية. في الوقت نفسه، سيتم إيلاء اهتمام خاص لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية، كما قالت في وقت سابق الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية - ماريا زاخاروفا.

 


إمدادات الطاقة


هذا ويُعَقد الاجتماع الوزاري على خلفية العمل النشط من قبل الشركات الروسية والباكستانية لحل جميع القضايا العالقة المتعلقة بإمدادات الطاقة إلى الجمهورية الإسلامية.
وأعلنت الخارجية الروسية، عشية المحادثات، أنه من الأفضل لروسيا أن تتم التسويات المستقبلية بالعملات الوطنية أو بعملات دول ثالثة، محمية من مخاطر العقوبات. ولفتت الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية الانتباه في هذا الصدد قائلة: "كثيرون خائفون ولا يمكنهم التحدث عن ذلك، لكن العملة الأمريكية هي فقاعة صابون، أموال غير مضمونة تتم طباعتها على الرغم من الدين الوطني الضخم لأمريكا".


بعد نتائج اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة الروسية - الباكستانية (IGC) بشأن التعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني الذي عقد في إسلام أباد يومي 18 و20 يناير الجاري، تقرر الاتفاق على مسألة إمدادات النفط والغاز من الاتحاد الروسي بحلول نهاية مارس/آذار 2023. وستبدأ باكستان، كما ذكر سابقاً وزير الدولة للنفط - مصدق مالك، في شراء النفط الخام من روسيا في ابريل بعد الاتفاق على جميع الشروط التجارية لوارداتها. من بينها، سمىّ أيضا الدفع بالعملة الوطنية الباكستانية. وبحسب تقديراته، فإن الاتفاق مع موسكو سيسمح لإسلام أباد بتغطية ما يصل إلى 35٪ من احتياجاتها من النفط الخام.


بدورها لفتت الوزارة الروسية الانتباه إلى أنه بعد عمل اللجنة الحكومية الروسية - الباكستانية المشتركة، اتفق الطرفان على مناقشة خطة شاملة للتعاون في مجال الطاقة، والتي لا توفر إمدادات الطاقة فحسب، بل تنص أيضاًعلى بناء البنية التحتية المناسبة. وفي هذا الصدد، تعتزم روسيا تقديم مقترحاتها لمشاريع في مجال الكهرباء في باكستان، بما فيه المشاركة في التحديث، وفي بناء محطات الطاقة الكهرومائية، ومحطات الطاقة الحرارية.

 


"السيل الباكستاني"


واحدة من القضايا الرئيسية للتعاون بين البلدين هي أيضاً مشروع خط أنابيب الغاز بين الشمال والجنوب، الذي قرر الطرفان سابقا إعادة تسميته إلى "السيل الباكستاني". في يناير من هذا العام، أفاد وزير الطاقة الروسي بأن موسكو لا ترى أي عقبات أمام تنفيذ هذا المشروع وتعمل على خارطة طريق مناسبة مع إسلام أباد.


ووقعت البلاد اتفاقية حكومية مشتركة بشأن بناء خط أنابيب الغاز بين الشمال والجنوب في عام 2015. سيبلغ طوله 1.1 ألف كم، وقوته الاستيعابية - ما يصل إلى 12.4 مليار متر مكعب سنويا. ومن المخطط أن يربط خط الأنابيب محطات استقبال الغاز المسال في مدينة كراتشي في جنوب باكستان بمدينة لاهور في الشمال، حيث يجب أن يتم بناء محطات طاقة كهربائية عاملة على الغاز الطبيعي المسال.


هذا وكان من المفترض أن يوقع الطرفان هذه الاتفاقية في عام 2016، وكان من المخطط تسليم المنشأة بحلول عام 2018، ولكن تم بالفعل تأجيل توقيت المشروع عدة مرات. ففي 28 مايو/أيار 2021، وقع وزير الطاقة الروسي - نيكولاي شولغينوف والسفير الباكستاني لدى روسيا - شفقت علي خان بروتوكولاً بشأن التعديلات على الاتفاقية الحكومية المشتركة المؤرخة في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2015 بشأن بناء خط أنابيب الغاز "السيل الباكستاني"، مما جعل من الممكن المضي قُدماً في التنفيذ العملي للمشروع.


وأشار الجانب الروسي إلى أن نهج تنفيذ مثل هذه المشاريع يجب أن يكون شاملاً، مما يعني ليس فقط بناء خط أنابيب الغاز نفسه، ولكن أيضاً توافر مصدر للغاز له. ويناقش الاتحاد الروسي الآن هذا المشروع من وجهة نظر نقل الغاز المعاد تحويله إلى غاز وغاز خطوط الأنابيب من إيران أو عبر خط TAPI (تركمانستان - أفغانستان - باكستان - الهند).


يذكر أنه لا يوجد روسيا بعد في مشروع TAPI، لكن وزير الطاقة الروسي - نيكولاي شولغينوف قال إن موسكو لا تنكر إمكانية الانضمام. ومع ذلك، وفقاً للوزير، من الضروري أولاً حل العديد من القضايا المتعلقة بأمن خط الأنابيب الذي يمر عبر أفغانستان.


هذا ويجري تنفيذ مشروع TAPI من تركمانستان إلى الهند عبر أفغانستان وباكستان منذ عام 2015، ولكن تم تعليق العمل حتى يستقر الوضع في أفغانستان. ويجب أن يربط خط الأنابيب آسيا الوسطى بالبلدان المتعطشة للطاقة في جنوب آسيا. تبلغ السعة التصميمية لخط الأنابيب 33 مليار متر مكعب، ويبلغ طوله حوالي 1.8 ألف كيلومتر.

 


القضايا الدولية


تقليدياً، ينصب تركيز اهتمام البلدين على قضايا جدول الأعمال الدولي والإقليمي، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وفي التسوية في أفغانستان وبين فلسطين وإسرائيل. كما تبادل الطرفان وجهات النظر حول الأزمة الأوكرانية.


في ضوء التصعيد في منطقة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، صرحت وزارة الخارجية الروسية في 28 يناير بأن الجانب الروسي، بصفته عضو دائم في مجلس الأمن الدولي و"الرباعية" الدولية للوسطاء الشرق أوسطيين (روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي)، مستعد لتقديم مساهمة كبيرة في تسويته الشاملة. وتؤكد وزارة الخارجية الروسية أن تفاقم الوضع، بما في ذلك الهجوم المسلح الذي وقع في 27 يناير على كنيس يهودي في القدس الشرقية، يؤكد الحاجة إلى استئناف عاجل للحوار الفلسطيني - الإسرائيلي البنّاء ورفض الإجراءات أُحادية الجانب.

 




مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس