Ru En

لافروف يبحث وضع القوقاز خلال اجتماع مع نظرائه ضمن منصة "3+3" في اسطنبول

١٨ أكتوبر

يشارك وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف في اجتماع منصة "3+3" (أذربيجان وأرمينيا وجورجيا وروسيا وتركيا وإيران) لجنوب القوقاز، الذي سيعقد في اسطنبول، وأبلغ وزير الخارجية التركي - هاكان فيدان، أن الاجتماع سيحضره وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا وإيران وروسيا الاتحادية، ورفضت جورجيا المشاركة فيه وفقاً لما أفادت به وسائل إعلام اليوم الجمعة 18 أكتوبرر/تشرين الأول 2024.

 

تم إطلاق مبادرة تنسيق التعاون السداسي منذ ما يقرب من أربع سنوات من قبل قادة أذربيجان وتركيا، إلهام علييف ورجب طيب إردوغان، فيما بعد أطلق على المنصة اسم "3+3". ورحبت روسيا وإيران بهذه الفكرة، وانضمت أرمينيا أيضاً إلى المشاركة في التنسيق، وأعلنت جورجيا أنها لا تعتزم المشاركة في المبادرة. في الوقت نفسه، في أعقاب نتائج الاجتماع الأخير، أشار وزير الخارجية الروسي إلى أن باب جورجيا إلى "3+3" لا يزال مفتوحا.

 

وشددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية - ماريا زاخاروفا، على أن موسكو تعتبر هذا الشكل آلية فعالة لتنسيق الجهود الإقليمية لتحقيق سلام واستقرار دائمين في جنوب القوقاز والشرق الأوسط، فضلاً عن "فرصة لتعزيز التعاون متبادل المنفعة في المجالات التجارية والاقتصادية والنقل والخدمات اللوجستية والثقافية والإنسانية". وعلى هامش الحدث، سيعقد لافروف أيضاً عدداً من الاجتماعات الثنائية.

 

 

التدخل الغربي

 

عقد الاجتماع الوزاري السابق لمنصة "3+3" في طهران في أكتوبر 2023. في ذلك الوقت، أولت الأطراف الكثير من الاهتمام للوضع الجيوسياسي في المنطقة.

 

تلاحظ روسيا الاتحادية محاولات الغرب للتدخل في شؤون المنطقة، ولفت مساعد الرئيس الروسي - يوري أوشاكوف، الانتباه إلى محاولات الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية للتدخل في شؤون جنوب القوقاز بحجة المشاركة في عملية التسوية التي تم إعدادها بالفعل بمشاركة نشطة من روسيا الاتحادية، وأكد أن "الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية الأخرى تحاول المشاركة في عملية العمل على معاهدة سلام (بين أذربيجان وأرمينيا)، ونعتقد أن كل العمل الشاق تم في موسكو، والآن يريد الغربيون فقط الدخول في عملية التفاوض وبالتالي الدخول في الشؤون الإقليمية والمنطقة نفسها".

 

وأكد مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي - ألكسندر بورتنيكوف أنه "بالنظر إلى كل الخبرة السابقة لوساطة الناتو في مناطق مختلفة من العالم، من الواضح أن توطيد الحلف في منطقة القوقاز لن يساهم في الاستقرار في المنطقة".

 

كما أشار وزير الخارجية الروسية مؤخراً إلى أن محاولات الناتو للحصول على موطئ قدم في منطقة القوقاز تشكل تهديداً لأمن روسيا.

 

 

أذربيجان وأرمينيا: الطريق إلى معاهدة سلام

 

سيولي الوزراء أهمية كبيرة للتسوية الأرمينية - الأذربيجانية الجارية، ومن جانبه قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في سبتمبر/أيلول الماضي إن باكو ويريفان اتفقتا بالفعل على ما يقرب من 80% من نص معاهدة السلام.

 

وأشارت باكو إلى أن جميع نقاط معاهدة السلام متكافئة ولا يمكن فصلها عن بعضها البعض، "من وجهة النظر هذه، شدد علييف على أن اقتراح أرمينيا الغريب بالتوقيع على كل ما تم الاتفاق عليه، وترك البنود غير المنسقة لوقت لاحق بعيد عن الواقع، ولا يعرف السوابق مع مثل هذا النهج"، وفي الوقت نفسه، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام، تأمل أرمينيا أن يتم توقيع اتفاق سلام مع أذربيجان قبل قمة المناخ الـ 29 للأمم المتحدة (كوب - 29) في باكو في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

 

 

 

تبليسي، تسخينفال، سوخومي: إمكانيات التسوية

 

يبدو أن الاجتماع الحالي جاء في الوقت المناسب بشكل خاص على خلفية الجولات القادمة لمناقشات "جنيف" الدولية حول الأمن والاستقرار في منطقة القوقاز. وشددت الناطقة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية على أن موسكو، بصفتها مشاركا في مباحثات "جنيف" الدولية وأقرب جار لأبخازيا وجورجيا وأوسيتيا الجنوبية فهي "مهتمة بشكل حيوي بتطبيع العلاقات بين هذه الدول".

 

كما أشار سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي عقب مشاركته في الأسبوع الرفيع المستوى للدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى أن الجانب الروسي مستعد لدعم تحقيق السلام بين جورجيا وأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا إذا كانت الأطراف مهتمة، وبدروه قال الأمين العام لحزب "الحلم الجورجي الديمقراطي" الحاكم، عمدة تبليسي - كاخا كالادزه، إن السلطات الجورجية تقيم بشكل إيجابي بيان وزير الخارجية الروسي.

 

 

 

جورجيا: محاولات التدخل الغربي

 

يعقد اجتماع منصة "3+3" عشية الانتخابات البرلمانية في جورجيا في 26 أكتوبر، إذ  حذرت الاستخبارات الخارجية الروسية من احتمال تدخل غربي في العملية الانتخابية، وفقاً لها، وافقت الولايات المتحدة على "التعاون" مع قيادة مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان (أودير) منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (منظمة الأمن والتعاون في أوروبا) على المسار الجورجي للتدخل في الانتخابات البرلمانية المقبلة. في الوقت ذاته، أعرب مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية - سيرغي ناريشكين، عن ثقته في أن شعب جورجيا سيتخذ "الاختيار الصحيح والدقيق" في الانتخابات البرلمانية، على الرغم من محاولات الغرب للتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.

 

ودعا رئيس الوزراء الجورجي - إيراكلي كوباخيدزه، الأجهزة الأمنية إلى توخي الحذر بشكل خاص ومنع الاستفزازات المحتملة من قبل المعارضة قبل الانتخابات البرلمانية. وبالإضافة إلى ذلك، ذكر رئيس البرلمان الجورجي - شالفا بابواشفيلي، أن أحزاب المعارضة أعدت سيناريو لانقلاب دستوري بعد الانتخابات البرلمانية في البلاد.

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس