وصل وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف، إلى الدوحة للمشاركة في المنتدى السياسي الدولي، منتدى "الدوحة"، قادماً من مالطا، حيث ألقى كلمة أمام مجلس وزراء منظمة "الأمن والتعاون في أوروبا"، وذلك اليوم الجمعة 6 ديسمبر/كانون الأول 2024.
في عاصمة مالطا - فاليتا ركّز أغلب المشاركين في الجلسة العامة، بدلاً من الانخراط في حوار على المسارات الأمنية الثلاثة، على تكرار الاتهامات ضد روسيا بشأن الصراع الأوكراني.
وفي كلمته، أشار لافروف إلى أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الحالية لم تعد لديها أي مجالات يمكن أن تكون مفيدة فيها حتى عن بعد ضمن مهامها. في المقابل، من المتوقع أن يستضيف منتدى "الدوحة" مناقشات تركز على إيجاد حلول للقضايا العالمية، كما ومن المقرر أيضاً عقد اجتماع لوزراء من دول عملية "أستانا"، على خلفية تصاعد التوتر في سوريا.
هذا ويُذكر أن سيرغي لافروف لم يتمكن من حضور منتدى "الدوحة" شخصياً، العام الماضي، لكنه شارك عبر الإنترنت.
وقد استغرقت كلمة وزير الخارجية الروسي 30 دقيقة، تطرق خلالها إلى مسألة تشكيل عالم متعدد الأقطاب بعد 500 عام من الهيمنة "الغربية الجماعية"، كما تناول التساؤلات المتعلقة بالقضايا الدولية في الظرف الراهن الحالية، بالإضافة إلى عدد من ومن بين الاستفسارات ذات طابع شخص، بما في ذلك المدة التي يخطط للبقاء فيها في منصبه الذي شغله لأكثر من 20 عاماً، إذ قال لافروف في هذا الصدد: "أخدم بلدي طالما احتاجتني".
ومن المتوقع أن تكون ملفات جلسة 2024 التي يشارك فيها لافروف متشابهة: الوضع في أوكرانيا، والشرق الأوسط، والأمن العالمي، والنظام العالمي المتطور.
الحوار وسط عدم الاستقرار الإقليمي
من المقرر أن يعقد منتدى "الدوحة"، وهو مؤتمر دولي يعقد سنوياً منذ عام 2003، في الفترة من 7 إلى 8 ديسمبر في منتجع "شيراتون - غراند الدوحة" وفندق "المؤتمرات"، حيث سيناقش المشاركون مجموعة واسعة من القضايا المتعلقة بالأمن الدولي، والتحولات في مجال الطاقة، والتنمية الاقتصادية المستدامة، وسيتضمن المؤتمر خطابات لأمير قطر - الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء، ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
يأتي منتدى هذا العام في ظل تصعيد في سوريا، حيث تواجه القوات الحكومية هجوماً من قبل مسلحي جماعة "جبهة النصرة" سابقاً - "هية التحرير الشام" المتطرفة (المحظورة في روسيا) وحلفائها، الذين هاجموا حلب ومدن شمالية أخرى في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
للعام الثاني على التوالي، يُقام المؤتمر على خلفية الصراع المستمر في غزة بين إسرائيل وحركة "حماس"، الذي اندلع في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
في نهاية نوفمبر 2023، توسطت مصر وقطر في اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج الجزئي عن الرهائن، لكن الهدنة سرعان ما انتهكت واستؤنف القتال، علماً أن قطر، التي تستضيف المكتب السياسي لحركة "حماس"، عقدت في الفترة بين شهريّ أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول 2024 عدة جولات من المشاورات سعياً إلى إيجاد حلول لأزمة "غزة"، وذلك بالمشاركة مع مصر والولايات المتحدة.
ومع ذلك، فشلت الأطراف في الاتفاق على شروط الصفقة. في أوائل نوفمبر الماضي، علقت قطر جهود الوساطة بسبب عدم التزام الجانبين بإنهاء الصراع، علماً أن وكالة "فرانس برس" أفادت، في الخامس من ديسمبر/كانون الأول الجاري، بأن الدوحة استأنفت جهود الوساطة لإرساء وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مما يجعل هذا الموضوع أحد المناقشات المحورية للمنتدى.
اجتماع "سوريا"
في شأن آخر أعلن وزير الخارجية الإيراني - عباس عَرقجي، في وقت سابق أن ممثلين من إيران وروسيا وتركيا - الضامنين لعملية "أستانا" - سيجتمعون على هامش منتدى "الدوحة" وسط تصعيد الوضع في سوريا. وقد أكد وزير الخارجية الروسي يوم أمس الخميس في هذا الصدد أن الترتيبات لعقد اجتماع بحلول نهاية الأسبوع جارية.
إلى ذلك يُذكر أن صيغة "أستانا" بشأن سوريا تضم كلاً من روسيا وإيران وتركيا كدول ضامنة لعملية حل الأزمة في البلاد، إلى جانب ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة والأمم المتحدة، والدول المراقبة مثل الأردن والعراق ولبنان، علماً أن قطر لن تشارك في الاجتماعات، وأنها الدولة الوحيدة التي يتولى ممثلو المعارضة إدارة شؤون سفارة الجمهورية العربية السورية فيها.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Doha Forum
المصدر: تاس