Ru En

لافروف يلتقي نظيره الإيراني في موسكو ويبحثان البرنامج النووي الإيراني

١٧ ديسمبر

 

يلتقي وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف محادثات في العاصمة موسكو مع نظيره الإيراني - عباس عرَقجيَ. سيناقش الجانبان قضايا الأمن في منطقة بحر قزوين، وآفاق البرنامج النووي الإيراني، ومواضيع دولية أخرى،وذلك اليوم الاربعاء 17 ديسمبر/كانون الاول 2025.

 

من المتوقع أن تكون قضايا الأمن الإقليمي من بين المواضيع الرئيسة خلال لقاء الوزيرين. وكان لافروف قد أكد في مقابلة سبقت زيارة عرَقجيَ، أن الجانب الروسي يوثق خطط الغرب التخريبية "لتفكيك مجموعة دول قزوين الخمس" (روسيا، إيران، أذربيجان، كازاخستان، تركمانستان) وفرض شروطها في المنطقة.

 

 وفي حديثه مع وكالة "تاس" للأنباء، أشار سفير إيران في موسكو - كاظم جلالي أيضاَ إلى الأهمية الخاصة لهذا المسار التفاوضي. وأكد أن على الوزيرين تغطية أجندة القوقاز، وآسيا الوسطى، وبحر قزوين المذكور، وأفغانستان في قضايا الأمن. ومع ذلك، من المحتمل جداً أن تحظى قضية أفغانستان بمزيد من التطور خلال لقاء وزراء خارجية دول جوار أفغانستان المزمع عقده قريباً في عشق آباد.

 

ومن المتوقع أن يولي عرَقَجي اهتماماً منفصلاً لقضية البرنامج النووي، كما أشار لافروف إلى أن موقف روسيا معروف جيداً، ولا يمكن لأحد أن يشك في أن موسكو دائماً ما دعمت طهران في مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأكد أن موسكو حاولت العمل مع الأوروبيين لإقناع واشنطن بالعودة إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب هذه الصفقة، لكن الأوروبيين "فضلوا إلقاء اللوم على إيران وشنوا آلية 'العودة السريعة للعقوبات'".

 

على الرغم من هذا النهج غير النزيه للمفاوضين الغربيين، حث لافروف إيران على عدم اتخاذ قرارات متسرعة، بما في ذلك في إطار المناقشات حول احتمال الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. ومن المحتمل أن هذا الجانب الحساس لن يمر دون اهتمام الوزيرين.

 

وقال لافروف قبيل لقاء عرَقَجي: "لدينا أفكارنا الخاصة، كانت وما زالت. وقد شاركنا مع الأصدقاء الإيرانيين رأينا حول كيفية التصرف في هذه الحالة، وكيف وبأي شروط استعادة العلاقات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومع الدول الغربية، إذا كانت مهتمة بذلك. لكن القرار النهائي يبقى، بلا شك، من صلاحية قيادة جمهورية إيران الإسلامية".

 

إضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تظهر جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام حول أوكرانيا وقطاع غزة أيضاً في أجندة المحادثات. ففي أكتوبر الماضي، توصلت إسرائيل وحركة "حماس" بوساطة من مصر وقطر والولايات المتحدة وتركيا إلى اتفاق لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة سلام ترامب. دخل وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، وانسحبت القوات الإسرائيلية إلى ما يسمى بالخط الأصفر، مع الاحتفاظ بأكثر من 50٪ من أراضي القطاع تحت سيطرتها. حتى قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة، بدأت إسرائيل وحركة "حماس" في الإبلاغ مراراً عن انتهاكات بنود الاتفاق من الجانب الآخر. بالإضافة إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي - بنيامين نتنياهو وحكومته مراراً أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية. في مثل هذه الظروف، وبحسب تقدير لافروف، "فإن المزيد من تنفيذ خطة السلام هذه محل شك".

 

كما أن صياغة خطة سلام لأوكرانيا لا تتقدم بسرعة كبيرة. يمثلون ترامب يستشيرون موسكو وكييف بشكل منتظم في محاولة لتقريب مواقف الأطراف، لكن الطريق لا يزال طويلاً للوصول حتى إلى اتفاق إطاري. ومع ذلك، كما صرح لافروف أن الجانب الروسي قدم للولايات المتحدة مقترحات إضافية تتعلق بضمانات أمنية جماعية في سياق التسوية. من المحتمل أن يستفيد الوزيران من الفرصة لمناقشتها.

 

 

الأجندة الثنائية

 

ووفقاً للخارجية الروسية، لن يغفل الجانبان عن الأجندة الثنائية، وسيدرس الوزيران تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها على أعلى مستوى، بما في ذلك لقاءات الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني - مسعود بزشكيان في 12 ديسمبر في عشق آباد وفي 1 سبتمبر في تيانجين.

 

كما أوضحت الوزارة أنه "مع الأخذ في الاعتبار التحضير للاجتماع التاسع عشر للجنة الروسية الإيرانية الدائمة للتعاون التجاري والاقتصادي المقرر عقده في إيران في فبراير 2026، من المقرر إيلاء اهتمام منفصل لتنشيط التجارة الثنائية والجوانب العملية لتنفيذ المشاريع المشتركة الكبيرة في مجالات الطاقة والنقل. يتم اتخاذ خطوات لمواجهة الإجراءات القسرية أحادية الجانب وبناء بنية تحتية للمقاصة غير قابلة للتأثر بالضغوط الخارجية".

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس