يجري وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف محادثات في مدينة عشق آباد - عاصمة جمهورية تركمانستان مع رئيس الجمهورية - سردار بردي محمدوف، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية - رشيد ميريدوف، حيث وصل لافروف إلى تركمانستان في زيارة رسمية، هي الأولى له منذ زيارته السابقة عام 2022.
ووفقاً للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية - ماريا زاخاروفا، سيناقش الطرفان الاتصالات السياسية رفيعة المستوى المقبلة، وتطوير العلاقات الثنائية، بما في ذلك التعاون في التجارة والاقتصاد والمجالات الإنسانية والثقافية، وذلك اليوم الأربعاء 25 يونيو/حزيران 2025.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو وعشق آباد تحافظان على علاقات صداقة متينة قائمة على التعاون المتساوي والاحترام المتبادل وحسن الجوار. وقد رسخت معاهدة عام 2017 طبيعة تعاونهما الخاصة، وقد أُعيد تأكيدها في إعلان عام 2022 بشأن تعميق الشراكة الاستراتيجية، الذي وقّعه رئيسا البلدين.
كما أشارت الوزارة، عبر المتحدثة باسمها، أن موسكو تُقدّر عالياً علاقتها الودية مع عشق آباد، وهي على استعداد لمواصلة تطوير شراكة استراتيجية ذات منفعة متبادلة تُسهم في الاستقرار والأمن في آسيا الوسطى ومنطقة بحر قزوين، والعالم.
كما ومن المتوقع، خلال المحادثات، أن يتبادل الجانبان وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والعالمية، بالإضافة إلى التعاون في الصيغ متعددة الأطراف. وبحسب وزارة الخارجية الروسية، فقد طوّرت روسيا وتركمانستان تفاعلاً بنّاءً على منصات دولية وإقليمية رئيسية، بما في ذلك الأمم المتحدة، ومجموعة "بريكس"، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، و"رابطة الدول المستقلة"، ومجموعة دول بحر قزوين الخمس، وآلية الحوار "CA5 + روسيا".
قضايا الشرق الأوسط
ستتناول المحادثات أيضاً الصراع بين إسرائيل وإيران، في ظل المواجهة العسكرية التي اندلعت بين البلدين في ليلة 13 يونيو الجاري، حين شنّت إسرائيل عملية عسكرية ضد إيران. وبعد أقل من 24 ساعة، شنّت إيران ضربة انتقامية، ليواصل البلدان تبادل المزيد من الضربات في الأيام التالية.
وفي هذا الصدد أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية السلمية الإيرانية غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتُشكل تهديداً غير مقبول للسلم الدولي، مما يدفع العالم نحو كارثة نووية ستطال حتى إسرائيل نفسها. في ليلة 22 يونيو أعلن الرئيس الأمريكي - دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ضربت بنجاح ثلاث منشآت نووية في إيران: فوردو، ونطنز، واصفهان، بينما حثّ طهران على الموافقة على وقف إطلاق النار.
جاءت هذه التطورات تزامناً مع إعلان وزارة خارجية تركمانستان، في 22 يونيو، استعداد عشق آباد للمشاركة في السعي لإيجاد حل للوضع الراهن في الشرق الأوسط باستخدام أوسع نطاق ممكن من الأدوات الدبلوماسية. تشترك تركمانستان مع إيران في حدود برية بطول 1100 كيلومتر، كما تطل عليها من جهة بحر قزوين.
في 23 يونيو زار وزير الخارجية الإيراني - عباس عَرَقجي موسكو حيث التقى بالرئيس - فلاديمير بوتين. وصرح المتحدث باسم الـ كريملِن - دميتري بيسكوف، بأن الاجتماع كان مُخططاً له قبل الضربات الأمريكية، لكنه اكتسب أهمية خاصة على خلفية تلك الأحداث.
بدوره وصف الرئيس بوتين الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على إيران بأنها عدوان غير مبرر وغير مبرر بأي شكل من الأشكال، فيما وصف عَرَقجي الاجتماع مع بوتين بأنه مُثمر، وأشار إلى أنهما ناقشا تطورات الشرق الأوسط بالتفصيل.
استجابة عشق آباد السريعة
أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية - ماريا زاخاروفا، أن التصعيد في الشرق الأوسط، الذي دفع العديد من دول المنطقة إلى إغلاق مجالها الجوي، وضع عدة طائرات ركاب روسية في موقف صعب. فقد اضطرت إحدى هذه الطائرات التابعة لشركة طيران S7، والتي كانت في طريقها من نوفوسيبيرسك إلى دبي، إلى تحويل مسارها، ومن ثم طلب الهبوط اضطرارياً في مطار "عشق آباد" الدولي في 13 يونيو.
كما أشارت زاخاروفا إلى أن روسيا ممتنة للجانب التركمانستاني على استجابته السريعة للوضع الصعب، وعلى المساعدة التي قدمها لركاب وطاقم الطائرة الروسية.
موقف محترم تجاه التاريخ
تُكرّم تركمانستان ذكرى الحرب الوطنية العظمى. وكما أشار السفير الروسي في عشق آباد - إيفان فولينكين، فإن تركمانستان مثالٌ لدولةٍ تُولي التاريخ عنايةً بالغة، وتُحافظ على النصب التذكارية للحرب، وتُخلّد ذكرى بطولات شعبها خلال الحرب الوطنية العظمى.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: مجلس الإتحاد الروسي
المصدر: تاس