يعتزم وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف، المشاركة في المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى "الشراكة روسيا - افريقيا"، الذي سيعقد في العاصمة المصرية - القاهرة لمدة يومين اثنين ابتداءً من اليوم الجمعة 19 ديسمبر/كانون الأول 2025. وسيكون المؤتمر أول حدث من هذا النوع على الأرض الافريقية، وفقاً لما أعلنته وزارة الخارجية الروسية.
وفي هذا الصدد أشارت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية - ماريا زاخاروفا إلى أن وزراء الخارجية في الدول وقادة الهيئات التنفيذية للتكتلات الإقليمية في القارة مدعوون للمشاركة في الفعالية. وأوضحت أن اللقاء يهدف إلى إعطاء دفعة إضافية لتطوير الشراكة الروسية - الافريقية وسيساهم في تعزيز طابعها الاستراتيجي الحقيقي.
من المتوقع أن ينسق الجانبان المواقف بشأن القضايا الأكثر إلحاحاً في الأجندة الدولية والروسية - الافريقية مع التركيز على التنفيذ الكامل لخطة عمل منتدى "الشراكة روسيا - افريقيا" للفترة بين عاميّ 2023 - 2026، التي تمت الموافقة عليها في قمة "روسيا – افريقيا" الثانية في سانت بطرسبورغ عام 2023. وقال لافروف في اجتماع عقد مؤخراً حول تعزيز التعاون مع الشركاء من افريقيا: "سنناقش النتائج الأولية لتنفيذ خطة العمل المشتركة. وسنولي اهتماماً خاصاً للتحضير للقمة الثالثة روسيا - افريقيا في عام 2026".
إضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يشهد هامش المؤتمر فعالية موضوعية بمشاركة وزارات وهيئات روسية وافريقية مختصة، تهدف من بين أمور أخرى إلى استكشاف إمكانات التعاون الثلاثي روسيا - مصر - افريقيا في الاقتصاد والتعليم.
وأفاد نائب وزير الخارجية الروسي - سيرغي فيرشينين في مقابلة مع وكالة "تاس" للأنباء بأنه من المقرر أيضاً عقد محادثات منفصلة على هامش الفعالية بين وزير الخارجية الروسي ونظرائه الافارقة، وتوقيع وثائق.
الحدث الرئيسي
أكدت وزارة الخارجية الروسية أن اللقاء الوزاري في العاصمة المصرية هو الحدث الرئيسي في العلاقات الروسية - الافريقية للعام المنتهي، ومرحلة مسؤولة في التحضير للقمة الثالثة "روسيا – افريقيا" المقررة في عام 2026.
في عام 2019، تم إنشاء صيغة حوار جديدة - منتدى "الشراكة روسيا - افريقيا"، حيث عُقدت قمتان، في سوتشي عام 2019 وفي سانت بطرسبورغ عام 2023، وكذلك المؤتمر الوزاري الأول في سوتشي في نوفمبر 2024.
يأمل الجانب الروسي أن يعطي المؤتمر دفعة إضافية للتعاون متعدد الأوجه بين روسيا وافريقيا على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة.
التعاون الاستراتيجي
أشار وزير الخارجية الروسي إلى أن التعاون مع افريقيا يحمل طابعاً استراتيجياً لروسيا ويعد أحد الأولويات الخارجية الرئيسية للبلاد.
من المتوقع أن يحتل التجارة والاقتصاد والاستثمار مكانة مركزية في أجندة الفعالية، منوّهاً بأن الوتيرة المتسارعة في حجم التبادل التجاري مع القارة. وقال: "منذ عام 2019، زاد بأكثر من مرة ونصف، متجاوزاً 27 مليار دولار في عام 2024".
ووفقاً له، تشمل الأجندة زيادة التبادل التجاري مع دول افريقيا جنوب الصحراء، وتوسيع إمدادات المنتجات الافريقية إلى السوق الروسية، وتطوير آليات دفع موثوقة باستخدام العملات الوطنية.
من جانبه لفت سيرغي فيرشينين في المقابلة مع وكالة "تاس" الانتباه إلى أن روسيا يمكن أن تساعد افريقيا في حل المهمة المطروحة أمامها، التي تحقيق السيادة الاقتصادية الحقيقية.
كما يتجلى تطور علاقات روسيا مع دول القارة في توسع الوجود الدبلوماسي الروسي في افريقيا، إذ كتب لافروف في مقال نشرته وسائل إعلام افريقية: "في العام المنتهي، بدأت سفاراتنا العمل في النيجر وسيراليون وجنوب السودان. وعلى قائمة الانتظار: غامبيا وليبيريا وتوجو وجزر القمر".
وشدد سيرغي لافروف على ترحيب روسيا بخطط بوتسوانا وتوغو لفتح بعثات دبلوماسية لهما في موسكو.
التحديات في مجال الأمن
ألمح نائب وزير الخارجية الروسي فيرشينين إلى الآفاق في بناء هيكل مستدام للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والاستثمارية والبنية التحتية والتكنولوجية في افريقيا، والتي يصعب تصورها دون التغلب العاجل على التحديات الحادة التي تواجه القارة والمتعلقة بقضايا السلام والأمن.
وأكد فيرشينين كذلك في المقابلة مع وكالة "تاس": "نحن مقتنعون بأنه يمكن تحقيق تسوية فعالة وطويلة الأمد في بؤر التوتر في المنطقة، أولاً وقبل كل شيء، من خلال الدور القيادي للافارقة أنفسهم في هذه العملية ولمصلحتهم فقط. ونحن ندعم باستمرار المبدأ الأساسي "حلول افريقية للمشاكل الإفريقية" والهدف الرئيسي الذي حدده الاتحاد الافريقي في "أجندة 2063" وهو "إسكات البنادق" بحلول عام 2030".
بالإضافة إلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الأعمال الإجرائية لنظام كييف ورعاته، الذين يتعاونون مع الجماعات الإرهابية المحلية ويدعمونها، تمثل تهديداً خطيراً ليس فقط لافريقيا ولكن للعالم بأسره. وقال نائب الوزير: "يستخدمونهم، على وجه الخصوص، لترويع المدنيين في دول معينة في الساحل، ولتنفيذ أعمال تخريبية ضد مصالح ليس فقط روسيا، ولكن أيضاً دول أخرى".
وأكد لافروف أيضاً أن روسيا صديق قديم وموثوق لافريقيا. وقال إن جوهر الرمز الثقافي الروسي يحتوي على قيم الجماعية والتضامن والمساعدة المتبادلة، "وهذا يتناغم بشكل عام مع الفلسفة الافريقية أوبونتو - أنا موجود لأننا موجودون. وعلى هذه الأساس المتين، سنطور صداقتنا وتعاوننا، مع احترام الخصائص الحضارية لبعضنا البعض".
وختاماً، أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف أن روسيا "بالتأكيد ينتظرونها" في افريقيا، وأصدقاؤنا من القارة يخبروننا بذلك باستمرار. يجب أن نلبّي هذه التوقعات".
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس