Ru En

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، تعقد اجتماعا مع سفراء دول منظمة التعاون الإسلامي في موسكو

٠٩ يونيو ٢٠٢١

في الـــ 9 من حزيران/ يونيو، استضافت موسكو اجتماعًا إعلاميًا اعتياديًا مع سفراء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المعتمدين  لدى روسيا الاتحادية، الذي خُصص لإيضاح عمل مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" خلال العامين الماضيين وكذا الخطط المستقبلية. يُذكر أن الاجتماع الأول من نوعه عُقد في عام 2019 في مقر وزارة الخارجية الروسية، مع عرض المفهوم المحدث لمجموعة الرؤية الاستراتيجية.


و أدار هذا الاجتماع نائب رئيس لجنة مجلس الاتحاد للشؤون الدولية، فاريت موخاميتشين.

وكان من بين المشاركين في الإجتماع رئيس جمهورية تتارستان، رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، رستم مينيخانوف والممثل الخاص لوزير الخارجية مع منظمات الدول الإسلامية، السفير المتجوّل فوق العادة لوزارة  الخارجية، نائب رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، كونستانتين شوفالوف وممثلين آخرين عن وزارة الخارجية الروسية وسفراء دول منظمة التعاون الإسلامي والأعضاء الحاليين في المجموعة وممثلو إدارة رئيس روسيا الاتحادية والجمعية الفيدرالية وجمهورية تتارستان وكذا مسؤلي ومحافظي عدد من الجمهوريات والمقاطعات والشخصيات الإجتماعية والدينية.


وبعث وزير الخارجية، سيرغي لافروف تحية للمشاركين في الاجتماع، تلاها السفير المتجول بوزارة الخارجية الروسية والممثل الخاص للوزير للتعاون مع منظمات الدول الإسلامية ونائب رئيس المجموعة، كونستانتين شوفالوف، جاء فيها: "نحن ننظر الى دول منظمة المؤتمر الإسلامي بأنها دول نظيرة لنا في إضفاء المزيد من الديمقراطية على الحياة الدولية وبنائها على أساس ميثاق الأمم المتحدة. نحن يوحدنا احترام حق شعوب العالم غير القابل للتصرف في تقرير مصيرها ورفض أي وصايا او نماذج عالمية للتنمية عليها. لذلك، من الطبيعي أن تتفاعل روسيا والدول الإسلامية بشكل وثيق ومثمر في أشكال مختلفة. أنا مقتنع بأن هذا يرجع إلى حد كبير إلى تجربتنا التاريخية الخاصة. من المعروف أنه منذ الأزل عاش ممثلو الحضارات والأديان والثقافات المختلفة في سلام وانسجام في روسيا. هذه الوحدة في التنوع تسمح لنا بالكشف عن الإمكانات الإبداعية إلى أقصى حد لصالح الوطن المشترك".

 

ووفقًا للافروف، فإن تعزيز العلاقات مع الدول الإسلامية وتطويرها يحظى بدعم واسع في أوساط المجتمع الروسي، بما في ذلك المناطق التي يعتنق فيها عدد كبير من المواطنين الإسلام. كما تساهم بذلك الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.


ووزير الخارجية على قناعة بأن مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" تلعب دورًا خاصًا في مثل هذه العلاقات الوثيقة. وهذا موقعها حيث يتم طرح مبادرات مختلفة وعملها بهدف توسيع الشراكات المتنوعة.


بدوره، استعرض رئيس المجموعة، رئيس تتارستان رستم مينيخانوف، مع الحاضرين نتائج عمل المجموعة خلال العامين الماضيين. في رأيه، في السنوات الأخيرة، واصلت روسيا ودول العالم الإسلامي التقارب، مما يؤكد إمكانية الشراكة الناجحة في سياق تشكيل عالم متعدد الأقطاب.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية

 


وأشار مينيخانوف: "على الرغم من جائحة الوباء في العام الماضي، الا اننا أقمنا أكثر من 10 فعاليات رئيسية ومعظمها من خلال الإنترنت. كانت القضايا الرئيسية التي تم مناقشتها هي دولية، ومنها كيفية تطوير الحوار بين الحضارات والأديان وحماية القيم التقليدية والدينية والعائلية، وتعميق التعاون الإنساني الدولي وتنمية الروابط والتبادلات بين الشباب وتحسين تدفق المعلومات". 


وأشار رئيس المجموعة أيضًا إلى أن عام 2020 شهد ذكرى سنوية، ولا سيما الذكرى السنوية الخامسة عشرة للشراكة بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي والذكرى الخامسة والسبعين للنصر في الحرب الوطنية العظمى. ومن أهم الأحداث المنتدى الدولي العاشر "الإسلام في عالم متعدد الثقافات"، والمؤتمر الدولي "العالم الإسلامي في مواجهة تحديات الوباء: الوحدة في ظروف التباعد الاجتماعي"، والمنتدى العلمي "روسيا - أفريقيا: السياسة. والاقتصاد والتاريخ والثقافة "وغيرها. وأشار مينيخانوف إلى أن المجموعة قامت بدور فعال في الاحتفال الأول باليوم العالمي للفن الإسلامي.


في هذا العام، في تشرين الاول/ أكتوبر، من المقرر عقد اجتماع المجموعة في المملكة العربية السعودية. و ستُعقد القمة الاقتصادية الدولية التقليدية "روسيا - العالم الإسلامي: قمة قازان 2021" ، وهي المنصة الاقتصادية الرائدة في بلادنا، في الفترة من 28 إلى 30 تموز/ يوليو. في عام 2022 أيضًا سيتم الاحتفال على نطاق واسع بالذكرى 1100 لاعتماد الإسلام من قبل بولفار الفولغا. وأعاد رستم مينيخانوف للاذهان أن لهذا الحدث أهمية كبيرة لجميع المسلمين. كما سيشهد عام 2022 أيضًا عقد الدورة 45 للجنة التراث العالمي لليونسكو.


وفي ختام كلمته منح رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" جائزة "بريماكوف" الدولية للمدير العلمي لمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، والمستشرق الشهير عضو المجموعة، فيتالي ناؤمكين، لما قام به من مؤلفات موسوعة "الشراكة المتأخرة"، الدبلوماسية السوفيتية في السعودية بين الحربين العالميتين ". والكتاب، كما ورد سابقًا، هو كموسوعة مخصصة للعلاقات بين موسكو ودول الشرق.

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية


وواصل نائب رئيس مجلس المجموعة، فاريت موخاميتشين إطلاع سفراء دول منظمة التعاون الإسلامي على أنشطة المجموعة. وشدد على أن عمل المنظمة في العام الماضي كان محكم بخطة "زيادة تطوير التعاون بين روسيا والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي". على الرغم من القيود الناتجة عن الوباء، واصلت مجموعة الرؤية الاستراتيجية لروسيا والعالم الإسلامي دعمها الفعال للجهود الحكومية، لإيجاد طرق جديدة غير تقليدية لحل مشاكل التعاون بين روسيا والدول الإسلامية.

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية

 

"كانت فترة الخمسة عشر عامًا من العلاقات الوثيقة بين روسيا والدول الإسلامية مليئة بالأحداث المهمة لبلدنا والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. لقد اقتربت علاقات روسيا والدول الإسلامية في الفهم المتوازن لعدد من مشاكل النظام العالمي الحديث، مؤكدة بمثال تفاعلها إمكانية التعاون الخالي من النزاعات بين الحضارات في ظروف تشكيل عالم متعدد الأقطاب. كانت هناك عدد من القضايا المدرجة على جدول الأعمال المسرح العالمي - الحفاظ على التعددية الدينية والتعددية الثقافية في المجتمع وحماية القيم التقليدية وتعميق التعاون الإنساني وتطوير الروابط والتبادلات الشبابية وتحسين تدفق المعلومات والاتصالات - من الأولويات في أنشطة مجموعة الرؤية الاستراتيجية".


من بين الفعاليات الهامة التي نظمتها المجموعة، أشار موخامتشين الى الندوة عبر الفيديو في أصول العلاقات الدبلوماسية الحديثة مع العالم الإسلامي: حياة ومصير كريم حكيموف ونذير توريكولوف، (دبلوماسيون سوفيات بارزون عملوا في الحجاز واليمن والمملكة العربية السعودية في العشرينات والثلاثينيات من القرن الماضي) والتي أقيمت بدعم من البعثة الدائمة لروسيا لدى منظمة التعاون الإسلامي وسفارتيّ روسيا وكازاخستان في المملكة العربية السعودية.

 

واعاد المتحدث للأذهان: "لقد أصبح تقليدًا جيدًا أن تقدم المجموعة في مهرجان (قازان الدولي للفيلم الإسلامي) جائزتها للفائز في مسابقة خاصة، مكرّسة لحوار الثقافات".
ولفت موخاميتشين انتباه الحاضرين إلى بعض التغييرات في تنظيم الفعاليات المتخصصة. لذلك، ابتداءً من عام 2020، ستقام فعالية "قراءات أيتماتوف" التقليدية تحت اسم "المنتدى الدولي للكتاب والمفكرين الذي يحمل اسم جينكيز أيتماتوف".


ويجدر التنويه بشكل خاص بتنفيذ المشروع العلمي والثقافي "متحف بطرسبورغ - معهد الثقافة الإسلامية"، الذي انضمت إليه المجموعة بنشاط. نحن نتحدث عن إنشاء أول متحف من نوعه في روسيا، سيعتمد في عرضه على أغنى المجموعات الإسلامية المرتبطة بتاريخ الإسلام الروسي. وهو، من المفترض، أن يصبح واحدًا من أهم مراكز الحياة الثقافية للشعوب الإسلامية في روسيا، لتمثيل الإنجازات الروحية وتاريخ الإسلام الروسي في الخارج.


وسلط فاريت موخاميتشين في كلمته الضوء على توسيع شراكة المجموعة مع الأكاديمية الإسلامية البولغارية، في سبيل تعزيز تطوير تعليم الفقه والشريعة، وإعادة إنشاء مدرستها الدينية الإسلامية في روسيا، وكذلك لتكثيف العمل مع الشباب. (نحن نتحدث عن المدرسة الصيفية الدولية "حوار بولغار للثقافات 2020" وندوة "حركة الشباب التطوعي: تجربة روسيا ودول العالم الإسلامي").


وقد شغل عقد المنتدى الدولي للصحفيين والمدونين المسلمين مكانة خاصة في أنشطة المجموعة بعنوان "روسيا - العالم الإسلامي: مفترق طرق للتعاون الإعلامي"، بمشاركة شركاء جدد- اتحاد وكالات المعلومات في منظمة التعاون الإسلامي والإتحاد الدولي والصحفيون واتحاد الصحفيين الروس ووسائل الإعلام الروسية والأجنبية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، في عام 2020 ، بدأ مجلس الخبراء الاستشاري عمله والذي ضم خبراء روسيين وأجانب معروفين في الدراسات الشرقية.


أما بالنسبة للمهام ذات الأولوية للسنوات المقبلة، بحسب نائب رئيس المجموعة، من بينها مناقشة مشاكل الساعة للعالم الإسلامي في مختلف المحافل. ومن ضمنها - عقد اجتماع مجموعة الرؤية الاستراتيجية في أكتوبر في المملكة العربية السعودية (جدة) "روسيا - العالم الإسلامي: الحوار وآفاق التعاون". وتشمل الأولويات المهمة الأخرى لهذا العام تعميق الاتصالات مع دول آسيا الوسطى، مع مراعاة مهام مكافحة الميول المتطرفة في الإسلام وتعزيز التعاون في مجال التعليم والثقافة والعلاقات الدينية.

 

في الخريف، في عاصمة جمهورية أوزبكستان مدينة طشقند، وبالتعاون مع الإدارة الدينية لمسلمي روسيا، من المقرر عقد المؤتمر الدولي "طريق الحرير الديني: الإرث الحضاري في فضاء الحوار وحسن الجوار". ومن المتوخى أيضًا عقد عدد من الفعاليات المخصصة للتحضير للمؤتمر العالمي للحوار بين الأديان والأعراق في أيار/ مايو 2022 في روسيا.

واختتم فاريت محمتشين كلمته بقوله "سنواصل هذا العام توسيع علاقاتنا الدولية وستقام فعاليات جديدة، بما في ذلك تلك التي تتمتع  بعلاقات مباشرة وأوسع مع المنظمات الوطنية في العالم الإسلامي".


كما تحدث النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الاتحاد للعلوم والتعليم والثقافة، إلياس أوماخانوف، بمزيد من التفاصيل حول الاستعدادات للمؤتمر العالمي للحوار بين الأديان والأعراق المقرر عقده في الفترة من 16 إلى 18 أيار/ مايو 2022 في سانت بطرسبرغ. ووفقا له، فإن توقيت الحدث هو نهاية العقد الدولي للتقارب بين الثقافات والذكرى العشرين لتأسيس اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، الذي عقدته اليونسكو بموجب قرار الأمم المتحدة. في الوقت الحالي، وتم بالفعل تحديد معايير العمل الرئيسة، كما تجري المشاورات عبر الإنترنت مع شركاء أجانب لديهم بعض الخبرة في إجراء الأحداث المتخصصة، ويرأس اللجنة سيرجي كيرينكو .


وقال أوماخانوف إنه تم التخطيط لإستضافة حوالي 3-4 آلاف مشارك. نأمل في أكبر تمثيل جغرافي ومستوى سياسي رفيع للوفود. ومن الجدير بالذكر أن عقد المؤتمر كان بدعم شخصي من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، معربًا عن نيته المشاركة شخصيًا في الحدث، فضلاً عن توجيه دعوة إلى رؤساء الدول باسمه.


يكمن تفرد المنتدى، حسب المتحدث، في حقيقة أنه سيكون من بين المشاركين رؤساء دول وحكومات وبرلمانيون وزعماء دينيون. كما سيتم إرسال الدعوات لممثلي الخبراء والمجتمعات المدنية وقادة المنظمات الشبابية. في المجموع، بالإضافة إلى الجلسة العامة، من المقرر أن تعمل 15 منصة نقاش حول مواضيع مختلفة، وسيتم تنظيم عدد من أحداث حفظ السلام والتثقيف، كما من المفترض أن يخصص قسم منفصل للاحتفال بالذكرى 1100 لاعتماد الإسلام من قبل بولغار الفولغا.

 

وأختتم إلياس أوماخانوف حديثه قائلًا: " نأمل أن يصبح هذا المنتدى أكبر حدث خلال عشر سنوات في مجال السياسة الإنسانية الدولية. تعزيز القيم الأخلاقية التقليدية، والحفاظ على الأضرحة الدينية، ومنع التطرف والإرهاب تحت ستار الشعارات الدينية وتنسيق العلاقات بين الأعراق والأديان والتنوع الثقافي ورفض أي شكل من أشكال التعصب والكراهية والعنف العرقي أو الديني ودور العلم والتعليم، التنوير من أجل إشراك الشباب في تنفيذ مبادرات الحوار بين الثقافات والأديان - هذا ليس سوى جزء من القضايا التي سيجب أن نناقشها".


كما تحدثت رئيسة وكالة تنمية الاستثمار في تتارستان، تاليا مينولينا عن حدث آخر كبير مُنتظر هذا العام في قازان. وأطلعت في كلمتها سفراء الدول الأعضاء في منظمة "المؤتمر الإسلامي" على برنامج القمة الاقتصادية الدولية المقبلة "روسيا - العالم الإسلامي: قمة قازان 2021". وسيعُقد المنتدى يوميّ 28 و 30 تموز/ يوليو في قازان.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية

 


وأشارت تاليا مينولينا الى انه "قد أكد بالفعل 9 سفراء فوق العادة ومفوضين لدول أجنبية وجودهم في القمة كتابةً. اسمحوا لي أن أذكركم أنه مستمر منذ 12 عامًا، ويوحد اليوم ممثلين عن 72 دولة على منصته. بعد كل شيء، هذه فرصة فريدة للتحدث عن بلدك والعثور على أشخاص وزملاء وشركاء".


ولخصت مينولينا بان هذا العام سيكون هناك حوالي 50 فعالية مختلفة. المجالات الرئيسية التي سيتم تقسيم القمة بأكملها هي المالية والبيئة والطبيعة والوقت والغذاء والمعلومات. دعونا نذكركم أن موضوع هذا العام هو الاستهلاك البيئي الواعي. ومن بين القضايا الرئيسية التي ستتم مناقشتها تطوير الخدمات المصرفية الإسلامية في روسيا، وتوحيد المنتجات الحلال والأزياء الإسلامية، وتقديم الشركات الناشئة ومنتدى الدبلوماسيين الشباب.

 

 

إلميرا جافياتولينا