Ru En

محمتشين: روسيا تقدر عالياً الاتصالات المكثفة مع العالم الإسلامي

٠٦ مارس ٢٠٢٣

تقدر روسيا تقديراً عالياً الاتصالات المكثفة مع العالم الإسلامي، وهي منفتحة دائماً على التعاون في جميع المجالات. صرح بذلك نائب رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي" -نائب رئيس لجنة مجلس الاتحاد للشؤون الدولية - فاريت محمتشين، في اجتماع مع سفراء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وممثلي السلطات الاتحادية والإقليمية ورؤساء الجمعيات الدينية، اليوم الاثنين 6 مارس/آذار 2023.

 

وشدد محمتشين على أن "رغبة روسيا في التقارب مع العالم الإسلامي على خلفية فرض الغرب لقيم غير مقبولة بالنسبة لروسيا، تؤكد تقارب وجهات نظرنا التقليدية مع العالم الإسلامي وتؤكد الاختلافات الجوهرية في وجهات النظر مع الغرب".

 

في العام الماضي، ارتبطت أنشطة مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" ارتباطاً وثيقاً بالذكرى الـ 1100 للتبني الرسمي للإسلام من قِبَل بولغار الفولغا. في وقت من الأوقات، أعطى الإسلام في منطقة الفولغا زخماً قوياً وقدم مساهمة مهمة في التراث الإسلامي في مختلف فروع العلوم والشريعة والأدب الرفيع والفن. مما لا شك فيه أن الاجتماع السنوي لمجموعة الرؤية الاستراتيجية بين روسيا والعالم الإسلامي والقمة الاقتصادية الدولية بين روسيا والعالم الإسلامي: قمة "قازان" 2022، التي عُقِدت في عاصمة جمهورية تتارستان في الفترة من 19 إلى 21 مايو/أيار كانت ذات أهمية قصوى في العام الماضي.

 

أظهرت المشاركة في الفعاليات التي حضرتها شخصيات حكومية وعامة بارزة، وقادة المؤسسات الروحية لأديان العالم، وممثلو الدوائر الثقافية والعلمية، ومجتمع الإعلام، ورؤساء المنظمات الإسلامية الدولية الرئيسية والشخصيات الدينية المسيحية أهمية وتوقيت المشاكل التي تمت مناقشتها.

 

أما بالنسبة لأهم أحداث المجموعة، فمن بينها أنه من الضروري ملاحظة الاجتماع السنوي للمجموعة، الذي عُقِد في قازان حول موضوع: "التجربة الروسية في الحفاظ على التنوع العرقي والثقافي والوئام بين الأعراق والأديان هي مفتاح تعزيز الهوية المدنية المشتركة". في الاجتماع، تم تحليل وتلخيص التجربة الغنية لروسيا في تشكيل الهوية المدنية الروسية من خلال الحفاظ على التنوع العرقي والثقافي، وتطوير الحوار بين الأعراق والأديان، وكذلك تكثيف التعاون بين روسيا والدول الإسلامية بعمق، ولوحظ المستوى العالي الذي تحقق في هذه العلاقات.

 

وأكد رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين في كلمته الترحيبية بالاجتماع: "نحن سعداء بصدق أن الضيوف من عشرات البلدان جاءوا إلى جمهورية تتارستان لهذه الاحتفالات: السياسيون والشخصيات الدينية والعامة وممثلو الدوائر العلمية والإبداعية ووسائل الإعلام. كان تبني الإسلام من قبل بولغار الفولغا أحد المعالم الهامة في تاريخ وطننا الأم، وكان له تأثير كبير على تشكيله كدولة متعددة الطوائف، ولعب دوراً مهماً في تشكيل شعب واحد ومتماسك متعدد الجنسيات في روسيا. لعدة قرون، قدم المسلمون الروس وما زالوا يقدمون مساهمة كبيرة في تنمية البلاد. إن إنجازاتهم المشرقة في مختلف المجالات هي جزء لا يتجزأ من تراثنا التاريخي والعلمي والثقافي والروحي الغني".

 

كما أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي - طه حسين إبراهيم في كلمته الترحيبية الموجهة إلى المشاركين في اجتماع قازان: "تلاحظ منظمة التعاون الإسلامي بفخر كبير أن المسلمين في جمهورية تتارستان وفي جميع أنحاء الاتحاد الروسي يمثلون مجتمعاً نشطاً، تم دمجه بنجاح في مجتمع متعدد الثقافات والأديان ومعروف بتنوعه وتسامحه. ونشيد بقيادة البلاد لإعطاء دفعة جديدة لتعزيز المكانة الشرعية للإسلام في المجتمع كواحدة من الديانات التقليدية في روسيا والحفاظ على التراث الإسلامي على نطاق وطني. وتقدر منظمة المؤتمر الإسلامي عالياً الدور النشط للاتحاد الروسي، كدولة مراقبة في منظمة المؤتمر الإسلامي، كما تقدر عالياً مساهمة مجموعة الرؤية الاستراتيجية الروسية الإسلامية في إقامة علاقات بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي وروسيا. وتلعب المجموعة دوراً هاماً في توسيع التعاون بين روسيا والعالم الإسلامي في تطوير العلاقات الاقتصادية والعلمية والتقنية والاجتماعية والثقافية".

 

هذا وأدت الزيارات الرسمية التي قام بها رئيس جمهورية تتارستان - رستم مينيخانوف، رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي" إلى الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إلى توسيع أنشطة المجموعة حول القضايا الرئيسية بشكل متناغم، وساهمت في إقامة اتصالات وعلاقات دولية جديدة مع الدول الإسلامية.

 

على سبيل المثال، في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، شارك مينيخانوف، على رأس وفد المجموعة، في منتدى "البحرين" للحوار: الشرق والغرب من أجل التعايش السلمي. وتحدث رئيس المجموعة في الجلسة العامة للمنتدى، حيث عرض تجربة التعايش بين الشعوب والطوائف الدينية على أراضي الاتحاد الروسي، كما عُقِد اجتماعاً مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.

 

في أنشطة المجموعة، تعتبر قضايا التفاعل بين الإسلام والأرثوذكسية، والقيم التقليدية المشتركة للديانتين، ومكافحة تدمير المبادئ التوجيهية الأخلاقية، والخبرة الروسية والدولية في هذا المجال من الأولويات التقليدية. أصبحت هذه القضايا وغيرها موضوع نقاش في المؤتمر الدولي "الأرثوذكسية والإسلام: الحوار بين الأديان في تحقيق السلام العالمي"، الذي عقد في 15 نوفمبر في موسكو. كان هذا الحدث أحد الأحداث الرئيسية في عمل مجموعة الرؤية الاستراتيجية لدعم التفاعل الوثيق بين الإسلام والأرثوذكسية، والحفاظ على القيم التقليدية المشتركة، ومكافحة تدمير المبادئ التوجيهية الأخلاقية، ودراسة التجارب الروسية والدولية في هذا المجال.

 

أقيم المؤتمر الدولي "روسيا – العالم الإسلامي: خطوات عملية في التعاون الإعلامي" في ديسمبر/كانون الأول 2022 بمشاركة شركاء جدد - اتحاد وكالات أنباء منظمة التعاون الإسلامي، واتحاد الصحفيين في روسيا، ووكالة "روسيا اليوم" / سبوتني ، ورؤساء وكالات الأنباء الروسية والأجنبية الرائدة الأخرى. وكشف تبادل وجهات النظر مع ممثلي وسائل الإعلام الإسلامية الدولية الرائدة عن مستوى عال من الإدراك للمهام التي تواجه الصحافة في روسيا والدول الإسلامية.

 

كما تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2022 عقدت أنشطة المجموعة تحت شعار مزيد من المساعدة في تطوير التعاون بين الاتحاد الروسي والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. تم تنفيذ العمل مع مراعاة الاستراتيجية المحدثة للمجموعة في عام 2021، وكذلك مع مراعاة الوضع الدولي المعقد بشدة. وبهذا المعنى، تلقت المجموعة محتوى مفاهيم جديدة، حيث عملت كرأس حربة مهمة استراتيجياً للسياسة الخارجية للقوة الناعمة للدولة الروسية. لقد فتح الضغط المنهجي للغرب الجماعي على روسيا إلى حد كبير فرصاً جديدة لتعاون أوثق مع الجمعيات الدولية الإسلامية والمنظمات الوطنية في بلدان الشرق والعالم الإسلامي ككل.

 



مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"