Ru En

مناقشة سياسة شباب روسيا والعالم الإسلامي في قازان

١٦ مايو

أُفتتحت في 16 من مايو/ أيار 2025 في عاصمة جمهورية تتارستان الروسية - مدينة قازان، أعمال الجلسة العامة لمجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" حول موضوع "تجربة روسيا والعالم الإسلامي في مجال سياسة الشباب: التحديات المشتركة والإجراءات المشتركة" بتلاوة آيات من القرآن الكريم. أقيم الحدث في إطار المنتدى الاقتصادي الدولي السادس عشر "منتدى قازان 2025".


وأفتتح الإجتماع، رئيس جمهورية تتارستان، رئيس المجموعة رستم مينيخانوف، مؤكداً على أهمية سياسة الشباب والحفاظ على الهوية الثقافية والحضارية. وأشار إلى أن 70% من سكان الدول الإسلامية هم من الشباب.


وفي روسيا، تم توفير كافة الظروف لتربية الشباب على أساس القيم التقليدية. وقال مينيخانوف إن هذا العمل في تتارستان يبدأ من رياض الأطفال ويشارك فيه المعلمون وأولياء الأمور والمنظمات المتخصصة. وأكد أيضاً أنه "من المهم للغاية أن يفهم الشباب قيمة السلام الذي حققه أسلافنا.


وبهذه المناسبة بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتن كلمة للمشاركين في المنتدى جاء فيها: "نحتفل هذا العام بالذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى". وقرأ الكلمة نائب رئيس الوزراء مارات حُسسنولين، الذي يرأس اللجنة المنظمة لـ "منتدى قازان 2025".


ونقل رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم عن الرئيس الروسي قوله في محادثة شخصية: "إن ماليزيا تقدم دعماً مهماً لجهود تتارستان لتطوير الحوار". كما دعا السيد إبراهيم أيضا إلى مشاركة أكثر فاعلية للشباب في صنع القرار. وأشار إلى أنه في عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، تولي ماليزيا أهمية خاصة للقيم الأخلاقية والأسس الروحية، التي ينبغي أن تظل جوهر تنمية الشباب.


"يُحدد الشباب مستقبل ليس فقط الدولة، بل العالم أجمع. وتعتمد رؤيتهم للعالم على قدرتنا على طرح أجندة إيجابية والاستجابة للتحديات: تزوير التاريخ، وأزمة الهوية، وضغط المعلومات" -  هذا ما صرّح به نائب رئيس ديوان الرئاسة الروسية، محمدسلام محميدوف.


كما أشار الممثل المفوض للرئيس الروسي في منطقة الفولغا الفيدرالية إيغور كوماروف، الى ان الحكومة الروسية تعمل بنشاط مع الشباب. حيث في أغسطس 2024، تمت الموافقة على "استراتيجية تنفيذ سياسة الشباب حتى عام 2030"، والتي لا تشمل فقط الحفاظ على القيم التقليدية وتنمية الوطنية ودعم نمط حياة صحي، بل تصبح أيضًا الأساس لمواجهة الضغوط الخارجية.


وأعرب رئيس حركة الآوائل ، آرثر أورلوف، عن اهتمامه بالمشاريع المشتركة من أجل مستقبل الأطفال من مختلف البلدان: "إن مشاريع الأطفال القائمة على الصداقة والقيم المشتركة تضع الأساس لعالم عادل". تأسست حركة الأولى في عام 2022، وفي الأول من يونيو/حزيران، ستستضيف موسكو مهرجان الحركة، الذي يجمع آلاف المشاركين من 30 دولة".


ودعا رئيس الوكالة الاتحادية لشؤون الشباب، غريغوري غوروف، شباب العالم الإسلامي للانضمام إلى المشاريع الروسية مثل قمة الشباب العالمية في قازان. وتحدث عن مجموعة واسعة من المشاريع الشبابية: من نوادي الصداقة الدولية (600 حدث، 30 ألف مشارك) إلى مكاتب المشاريع في قازان وأومسك للتعاون مع العالم الإسلامي وآسيا الوسطى.


كما أبدى ممثلو العالم الإسلامي استعدادهم للتعاون مع روسيا في مجال سياسة الشباب، حيث أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه عن فخره بإنجازات روسيا الاتحادية، مشيراً إلى أنه "شرف كبير لنا أن نستفيد من هذه التجربة". وأكد نائبه محمد صلاح تقية على مستوى العلاقات: "بالنسبة لنا التعاون مع روسيا مهم للغاية".

 

واشار السيد/تقية الى ان "منظمة التعاون الإسلامي تدعم جهود تتارستان في تطوير برامج الشباب. وان قمة الشباب في قازان مبادرة محورية". وأكد على ضرورة مكافحة التطرف بين الشباب من خلال معالجة جذور المشكلة - الفقر والتخلف.


كما أشار رئيس المنظمة الدولية "منتدى شباب منظمة التعاون الإسلامي"، طه أيهان، إلى التعاون الناجح مع منظمة " شباب روسيا - روسمولوديوج".


وقد اقترح الأمين العام للجمعية العالمية للتقريب بين المذاهب الإسلامية الدكتور حامد شهرياري نهجاً شاملاً. ومن بين الحلول الرئيسية: تعزيز ثقافة وسائل الإعلام، وتشجيع النماذج الجيدة، والحد من المحتوى الضار على شبكات التواصل الاجتماعي، وتنمية احترام الذات من خلال التقاليد والتعليم، وتعزيز دور الأسرة كأساس للأخلاق.


كما طرح رئيس الجمعية الروحية لمسلمي روسيا ألبير كرغانوف مقترحه الخاص: إنشاء منصة دائمة للتعاون مع المؤسسات العامة في العالم الإسلامي. وأشار إلى أن "اللقاء بدأ في يوم الجمعة المباركة وموضوع تربية الشباب يتوافق مع القرآن والسنة".


وقال د. خليفة مبارك الظاهري، رئيس جامعة محمد بن زايد (الإمارات العربية المتحدة) للعلوم  الإنسانية: "الشباب هم عماد المستقبل. وتهدف استراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تعليمهم وإشراكهم في التنمية لمواجهة التحديات الأيديولوجية والاقتصادية".


وقال المفتي الأعلى رئيس الإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا طلعت تاج الدين: "إن المستقبل لا يمكن أن يبنى في ظل ظروف الحرب. دعوتنا للسلام يجب أن تُسمع من خلال الكلمات الطيبة وليس الحرب و قوة روسيا لا تكمن في الأسلحة، بل في الوحدة".


في هذه اللحظة بالذات، يتعرض الشعب الفلسطيني لإبادة جماعية، الطائرات والمدفعية والصواريخ تحصد أرواحًا بريئة في غزة والخليل والضفة الغربية" – قال قاضي قضاة فلسطين، الدكتور محمود الهباش، وأكد أن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية على أساس قرار من الأمم المتحدة.


إن العالم الإسلامي، مثله مثل المناطق الأخرى، يشهد صراعات، ولكن كما أشار رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا ومجلس مفتي روسيا رافيل عين الدين: "في كل عام، تأخذ قيم السلام وحسن الجوار الأهمية الكبرى في جدول الأعمال". وشكر المفتي دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر ودول أخرى على مساعدتها في إعادة الأسرى والأطفال خلال الصراع الأوكراني. وبحسبه، فإن روسيا والعالم الإسلامي "يمكن أن يكونا نموذجًا في حماية الأسرة والأطفال".


ووصف الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله آل زيد، نائب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، روسيا بأنها "قدوة للعالم": "هنا تعيش الشعوب المختلفة في وحدة، وهذه هي قوتها. التنوع الثقافي ثروة، وليس ضعفا".


لكن بحسب السيد آل زايد فإن بعض الدول تستثمر مبالغ ضخمة في التسلح والعسكرة، وهو ما يهدد السلام، معربا عن أمله في انتهاء الصراعات في أوكرانيا وفلسطين، حيث يموت الأبرياء: "يجب على المنظمات الدولية أن تدعو إلى الحوار، وليس الصمت".

 


 

مجموعة الرؤية الإستراتجية "روسيا – العالم الإسلامي"