أشار رئيس تتارستان رستم مينيخانوف، خلال خطابه السنوي أمام مجلس الدولة في الجمهورية، إلى العمل النشط الذي يتم تنفيذه من خلال مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، مؤكدًا أن هذا العمل النشط يكتسب ذو صلة خاصة في ظل الظروف الجيوسياسية الحديثة.
ولفت رئيس تتارستان إلى أن النشاط الاقتصادي الدولي والأجنبي يحتاج إلى التكيف مع الظروف وأشكال التعاون المتغيرة، معتبراً أن المهمة تتمثل "في تشكيل جغرافية جديدة للتفاعل في المجالات الواعدة".
وقال مينيخانوف:" تولي تتارستان منذ سنوات عديدة اهتماماً خاصاً بتطوير العلاقات متعددة الأطراف مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. ولقد أتاحت صفة عاصمة منظمة التعاون الإسلامي للشباب، التي حصلت عليها قازان هذا العام، فرصاً جديدة لجذب الشباب إلى الحوار الدولي، ومن المهم استخدام هذه الإمكانات".
وفي السياق ذاته، نوّه رئيس تتارستان بعمل الجمهورية بنشاط في صيغة مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي".
وأردف في هذا الجانب: "استضافت قازان القمة الاقتصادية الدولية الثالثة عشرة "قمة قازان" (Kazansummit) الصيف الماضي، التي حضرها أكثر من 6.5 ألف مندوب من 64 دولة في العالم ومن 59 منطقة روسية. وحينها أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تقديره الكبير لمستوى الحدث، وأيد منحه وضعاً فدراليا.
واستدرك قائلا: "هذه ثقة عالية ومسؤولية كبيرة. إلى جانب منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي ومنتدى الشرق الاقتصادي، إذ أصبحت قازان منصة رئيسية أخرى لضمان المصالح الاقتصادية لروسيا في إطار التعاون الدولي المتكافئ والمفيد للجميع".
كما تطرّق رئيس الجمهورية خلال خطابه السنوي أمام مجلس الدولة في الجمهورية، إلى العمل على تطوير مؤسسة التمويل الإسلامي.
وقال: "اليوم، في ظل ظروف الوصول المحدود إلى الموارد المالية، فإن الاتجاه المهم بالنسبة لنا هو تطوير مؤسسة التمويل الإسلامي. وفي الوقت الحالي، يتم الانتهاء من تشكيل الإطار التشريعي على المستوى الاتحادي. إن تتارستان هي إحدى المناطق التجريبية. يزيد استخدام الأدوات الجديدة من قدرة الاقتصاد على جذب الموارد المالية. نحن بحاجة إلى استخدامها قدر الإمكان".
كما وأثناء الخطاب، أعلن رئيس جمهورية تتارستان العام المقبل 2023 عام الثقافات والتقاليد الوطنية.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن عام 2022 يصادف الذكرى السنوية الـ 1100 لاعتناق بلغار الفولغا في دين الإسلام، الذي يتم الاحتفال به بالأصالة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على المستوى الاتحادي.
وقال رستم مينيخانوف: "يتم تنفيذ العديد من المشاريع الهامة. تقام الفعاليات مع عدد كبير من الضيوف، بما في ذلك الأجانب. كل هذا دليل على الاهتمام المتزايد للعالم الإسلامي بتطوير التعاون متبادل المنفعة مع روسيا الاتحادية. نحن ممتنون للدعم الكامل للتحضير والذكرى السنوية لحكومة روسيا الاتحادية برئاسة ميخائيل فلاديميروفيتش ميشوستين، رئيس اللجنة المنظمة مارات شاكرزيانوفيتش حسنولين، وقادة الجمعيات الدينية الإسلامية في البلاد".
وتابع رئيس تتارستان بالقول إن "هناك حوار محترم بين ممثلي جميع شعوب عائلة تتارستان الكبيرة، والحرص على الحفاظ على اللغات، والثقافة، والتقاليد وتطويرها هو رصيدنا الذي لا يقدّر بثمن. تتمتع الشعوب التي تقطن تتارستان بإرث تاريخي وثقافي غني، مع الأخذ في الاعتبار أهمية الحفاظ على القيم الروحية وتعزيزها، وإحياء التقاليد الوطنية الأصيلة، وكذلك استمرارا لعام التراث الثقافي لشعوب روسيا".
واختتم رستم مينيخانوف قائلاً: "أعلن أن عام 2023 في الجمهورية هو عام الثقافات والتقاليد الوطنية".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس جمهورية تتارستان