Ru En

مينيخانوف يلتقي بالحاكم الأعلى لماليزيا السلطان إبراهيم

٠٨ أغسطس

التقى رئيس جمهورية تتارستان الروسية - رستم مينيخانوف بالحاكم الأعلى لماليزيا السلطان إبراهيم في لقاءٍ جرى بمجمع الـ كريملِن في قازان، وذلك اليوم الجمعة 8 أغسطس/آب 2025.

 

تأتي زيارة ملك ماليزيا إلى قازان في إطار زيارته الرسمية الأولى لروسيا، بعد أن كان قد التقى سابقاً بالرئيس الروسي - فلاديمير بوتين في موسكو.

 

وأكد مينيخانوف على الدور المحوري الذي تلعبه ماليزيا في العالم الإسلامي، وإسهاماتها في تحقيق الاستقرار العالمي، باعتبارها أحد أهم شركاء روسيا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

 

وقال الرئيس مينيخانوف خلال اللقاء: "إن رئاسة بلادكم هذا العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ستسهم بلا شك في تعزيز الأمن الإقليمي والتنمية الاقتصادية والتعاون الاجتماعي الثقافي. ونأمل أن تشهد العلاقات الروسية الماليزية مزيداً من التطور، وتتارستان مستعدة للمساهمة بفعالية في ذلك".

 

وأشار إلى أن تجربة ماليزيا في العديد من المجالات، وسوقها المتطور في التمويل الإسلامي ومنتجات وخدمات الحلال، تثير اهتماماً كبيراً حول العالم، بما في ذلك روسيا.

 

كما أكد مينيخانوف على مشاركة تتارستان النشطة في تطوير التعاون الروسي - الماليزي، معرباً عن امتنانه للحفاوة والضيافة التي حظيت بها الوفود التتارية خلال زياراتها لماليزيا في أغسطس/آب وديسمبر/كانون الأول من العام الماضي. وخلال الزيارة في ديسمبر، ترأس مينيخانوف اجتماعاً خارجياً لمجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" في كوالالمبور.

 

وأضاف الرئيس مينيخانوف: "التقينا العام الماضي ثلاث مرات برئيس وزراء ماليزيا - أنور إبراهيم، ونقدر اهتمامه الشخصي بتعزيز التعاون مع تتارستان".

 

وفي مايو/أيار الماضي، كان رئيس الوزراء الماليزي ضيف شرف في منتدى "روسيا - العالم الإسلامي: منتدى قازان" الدولي السادس عشر واجتماع مجموعة الرؤية الاستراتيجية، الناجحين واللذين عقدا في قازان. وأعرب مينيخانوف عن سعادته بتنظيم جلسة طاولة مستديرة مخصصة لروسيا وماليزيا خلال المنتدى، مؤكداً ترقبهم لوفود ماليزية في النسخة القادمة من المنتدى شهر مايو 2026.

 

كما شاركت وفود ماليزية مرموقة في قمة مجموعة "بريكس"، التي عُقدت بنجاح كبير في أكتوبر/تشرين الأول 2024 بعاصمة تتارستان، لتصبح ماليزيا لاحقاً شريكاً في مجموعة "بريكس".

 

إضافة إلى ذلك، كشف رئيس تتارستان عن تعزيز العلاقات مع عدة ولايات ماليزية مثل جوهور وساراواك، مسجلاً نمواً في التبادل التجاري المتبادل العام الماضي، مع استمرار المؤشرات الإيجابية هذا العام، معرباً عن استعداد الجمهورية لمواصلة العمل مع الشركات الماليزية في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات، مع اهتمام شركات تتارية مثل مصنع "زيلينودولسك" لبناء السفن بالتعاون.

 

كما سلط رستم مينيخانوف الضوء على فرص التعاون الواعدة في الزراعة وصناعة الحلال والتقنيات العالية، داعياً الشركاء الماليزيين للمشاركة في منتدى "أسبوع قازان الرقمي" الدولي سبتمبر الجاري.

 

واعتبر التعاون الشبابي الدولي عاملاً محورياً في تعزيز العلاقات الروسية - الماليزية طويلة الأمد، مشيداً بدور أندية الدبلوماسية المدرسية التابعة لحركة "الأوائل" في تعزيز التبادل الثقافي بين شباب الدول. ويضم البرنامج حالياً أكثر من 300 مدرسة من 24 دولة، منها 12 مدرسة ماليزية.

 

وأشاد الرئيس مينيخانوف بالتجربة الماليزية الفريدة في العمل مع الشباب، مستذكراً زيارة المجلس الوطني للشباب الماليزي والمركز الدولي للشباب في كوالالمبور ديسمبر الماضي. كما أشاد بوجود مشاركين ماليزيين نشطين في المخيم الدولي "أصدقاء" بقازان الذي يضم 20 طالباً من تتارستان و10 من ماليزيا.

 

وأضاف: "تجربتكم في العمل مع الشباب فريدة من نوعها إلى حد كبير. لقد اطلعنا في ديسمبر الماضي على أنشطة المجلس الوطني للشباب الماليزي، وزرنا المركز الدولي للشباب في كوالالمبور. في هذه الأيام، يزورنا أبرز الطلاب النشطين من مدارس ماليزيا في جمهوريتنا حيث يقام مخيم "أصدقاء" الدولي في مرحلته القازانية - بمشاركة 20 طالباً من تتارستان و10 من ماليزيا. وفي خريف هذا العام، سينعقد مخيمنا الشبابي المشترك في كوالالمبور بمشاركة 200 شاب من تتارستان وماليزيا".

 

كما وجه رستم مينيخانوف دعوة للشركاء الماليزيين للمشاركة في فعاليات قازان العام المقبل، التي حصلت على لقب العاصمة الثقافية للعالم الإسلامي لعام 2026، قائلاً: "جمهوريتنا هي المنطقة الرائدة في تطبيق مبادئ الصيرفة والتمويل الإسلامي في روسيا. وهذا مجال واعد آخر لتعاوننا. تمتلك ماليزيا خبرة كبيرة في تطوير التمويل الإسلامي. خلال زيارتنا لماليزيا في أغسطس الماضي، حيث خضع موظفو الدولة من تتارستان لدورات تدريبية في السياسة العامة والتمويل الإسلامي. أشكركم على هذه الدورات".

 

بالإضافة إلى ذلك، أكد رستم مينيخانوف على أهمية التواصل الإنساني في التعليم، بما في ذلك التعليم الإسلامي، والثقافة، والسياحة، والرياضة.

 

كما توجه رئيس تتارستان لسطان ماليزيا بالقول: "أتمنى لكم إقامة ممتعة ومثمرة في تتارستان. وأؤكد لكم سعينا لتطوير تعاون مفيد للطرفين مع ماليزيا في إطار العلاقات الروسية الماليزية".

 

بدوره تحدث السلطان الماليزي قائلاً: "صديقي العزيز! أنا جدّ متحمس بالحفاوة والضيافة الرائعة التي حظيت بها هنا. سبق أن أجريت لقاءً ودياً بناءً مع فلاديمير بوتين، وقد أشاد كثيراً بتتارستان، وجمال طبيعة منطقتكم وإنجازات الجمهورية في مجال التكنولوجيا والابتكار".

 

وأشار إلى أن هذه الزيارة إلى قازان تؤكد التزام ماليزيا بتوسيع وتعزيز التعاون مع تتارستان. كما أشاد السلطان إبراهيم بأعمال مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" التي يرأسها رستم مينيخانوف.

 

وأضاف السلطان إبراهيم: "هناك إمكانات كبيرة لتعزيز تعاوننا الاقتصادي، والتعاون في مجال البتروكيماويات، والابتكار، والتمويل الإسلامي، وقطاع الحلال. كما تتوسع التبادلات الأكاديمية بين جامعاتنا. ويبدو استئناف الرحلات الجوية بين روسيا وماليزيا واعداً، مما سيفتح آفاقاً جديدة لتطوير السياحة والتجارة".

 

وخلص سلطان ماليزيا إلى القول: "آمل أن أرى المزيد من الطلاب والسياح من تتارستان في ماليزيا. وأتمنى حقاً أن تمنح هذه الزيارة لجمهوريتكم زخماً جديداً لتعزيز العلاقات بين ماليزيا وتتارستان".

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: الموقع الرسمي لرئيس تتارستان

المصدر: المكتب الإعلامي لرئيس تتارستان