التقى رئيس جمهورية تتارستان الروسية - رستم مينيخانوف، برئيس مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية - صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز آل سعود، وذلك اليوم الثلاثاء 4 يونيو/حزِيران 2024.
يُشار إلى أن الاجتماع عُقد في كريملِن جمهورية تتارستان بالعاصمة قازان، وتأتي زيارة الأمير تركي إلى تتارستان كجزء من زيارته الرئيسة لروسيا.
وأجرى رستم مينيخانوف في مكتبه الرئاسي محادثة ثنائية مع الأمير تركي الفيصل، كما ترك صاحب السمو الملكي تدوينه في كتاب الضيوف الكرام في كريملِن قازان، وثم عُقِد الاجتماع في شكل موسع.
وأعرب رستم مينيخانوف عن امتنانه على زيارة الأمير لجمهورية تتارستان، مشدداً على أنه "في ظل الظروف الدولية الصعبة الراهنة، فإن زيارتكم لها أهمية خاصة، إذ تعد المملكة العربية السعودية شريك مهم لروسيا، ونحن نعمل على تطوير العلاقات في جميع المجالات تقريباً، كما تعقد قيادة بلداننا اجتماعات منتظمة ومحادثات هاتفية. وعلاقاتنا مستقرة وجيدة جداً في مجال التعاون السياسي، في الاقتصاد، وفي المجالات الإنسانية".
وأكد مينيخانوف كذلك أن هذه العلاقات هي نتيجة للسياسة الحكيمة لصاحب الجلالة - سلمان بن عبد العزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين، وقال مخاطباً الأمير تركي الفيصل: "أطلب منكم أن تنقلوا للملك امتناني العميق وأطيب تمنياتي".
كما أشار مينيخانوف إلى أن موسكو والرياض تجمعهما مواقف مماثلة بشأن مجموعة واسعة من القضايا الدولية والإقليمية، فضلاً عن الرغبة في حل حالات الصراع ومواجهة التهديدات.
وأوضح رئيس جمهورية تتارستان أن "عام 2026 سيصادف الذكرى الـ 100 لتأسيس علاقاتنا الدبلوماسية، حيث كان الاتحاد السوفييتي أول دولة تعترف بالسعودية كدولة مستقلة، وأول دبلوماسي قدم للملك المؤسس عبد العزيز مذكرة حول اعتراف الحكومة الروسية بالمملكة كدولة تم تشكيلها حديثاً كان مواطننا، من التتار، قنصل روسيا في الحجاز - كريم عبد الرؤوفوفيتش خاكيموف".
وقال رستم مينيخانوف خلال لقائه الأمير تركي الفيصل: "أزور المملكة العربية السعودية بشكل مستمر، وكانت آخر مرة كنت فيها في جدة العام الماضي"، كما شكر الجانب السعودي على الاجتماع الإعلامي لمجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، الذي عُقِد في جدة في عام 2021.
ووفقاً لـ مينيخانوف، اليوم تعد المجموعة منصة للمشاورات على مستوى الشخصيات العامة والسياسية ودوائر الأعمال وممثلي المجتمع العلمي ورجال الدين الذين لديهم سلطة ونفوذ في بلدانهم.
وقال رستم مينيخانوف أيضاً: "نحن نتابع عن كثب مشاريعكم ونتبنى تجربتكم، ونرى ما هي المشاريع العالمية التي تنفذها المملكة العربية السعودية اليوم، وبطبيعة الحال، فإن تنفيذ مشروع بناء مدينة "نيوم" الذكية له أهمية كبيرة. ستصبح هذه المدينة نموذجاً لـ "مدينة المستقبل المثالية".
وخلال الاجتماع، تحدث رستم مينيخانوف لفترة وجيزة عن المنطقة، مشيراً كذلك إلى أن حوالي 20 مليون مسلم يعيشون حالياً في روسيا، لذلك، تهتم تتارستان بتطوير صناعة الحلال، وهذا يشمل صناعة الأغذية الحلال والسياحة الحلال والطب الحلال. في هذه الأمور، نولي اهتماماً ونقوم بأنشطة تعليمية من حيث تعزيز هذه المناطق في جمهوريتنا وفي البلد ككل.
وأردف الرئيس مينيخانوف أن تتارستان هي واحدة من المناطق الرائدة والمتطورة صناعياً في روسيا، وهي جمهورية منتجة للنفط وتكرير النفط، كما تطور البتروكيماويات، وتنتج السيارات والطائرات والمروحيات والسفن ومنتجات بناء الآلات، وتصدر حوالي 50% من السلع الصناعية المنتجة في المنطقة.
وذّكر أن المنتدى الاقتصادي الدولي "روسيا - العالم الإسلامي: منتدي قازان" يُعقد سنوياً في قازان. الذي يعد أكبر منصة في البلاد لمناقشة قضايا التعاون بين روسيا والدول الإسلامية. ومنذ العام الماضي، اكتسب الحدث مكانة فيدرالية، بقرار من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأكد رستم مينيخانوف أيضاً أن الشركاء من المملكة العربية السعودية مدعوون إلى منتدى قازان كل عام، ونوّه بالقول: "نحن مرتبطون ببلدكم من خلال روابط القرابة الروحية والدينية، وتتارستان هي الجزء الشمالي من العالم الإسلامي. واليوم، التتار هم ثاني أكبر قومية في روسيا".
كما قال رستم مينيخانوف خلال لقاء مع صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل: "قام أول رئيس لتتارستان - مينتيمر شاريبوفيتش شايميف، بزيارة المملكة العربية السعودية مراراً، وفي عام 2007 حصل على الجائزة الدولية التي تحمل اسم والدك الملك فيصل".
وخاطب مينيخانوف صاحب السمو الملكي قائلاً: "بصفتكم رئيس مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية، فالتعاون من خلال الإسلام مجال مهم، ونحن ممتنون للاهتمام الذي أوليتموه لوفود تتارستان والحجاج الذين يؤدون فريضة الحج".
كما أشار إلى أن هناك اليوم أكثر من 1500 مسجد في الجمهورية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن تتارستان هي موطن لممثلي جميع الأديان، وهناك سلام بين القوميات ووئام بين الأديان في المنطقة، وهو الأساس الرئيسي لمزيد من التطوير.
وفي الختام، شكر رستم مينيخانوف ضيفه على الزيارة وأكد له رغبته في تطوير تعاون متبادل المنفعة مع المملكة العربية السعودية.
بدوره أكد رئيس مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية ، صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز آل سعود، إنه أحضر عائلته إلى قازان، بالإضافة إلى وفد من مركز الدراسات الإسلامية. وشكر على الترحيب الحار الذي لقيه في تتارستان، قائلاً: "نحن نستمتع بجمال هذه المدينة ودفء سكانها، يتم الترحيب بنا كأصدقاء أعزاء، حيث تم ربط روسيا والمملكة العربية السعودية بالعلاقات التعارف عودة كثير، سنوات عديدة. وحقيقة أن الاتحاد السوفياتي كان أول بلد يعترف ببلدنا، وهذه الحقيقة معروفة ومتذكرة في المملكة العربية السعودية".
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس تتارستان
المصدر: المكتب الإعلامي لرئيس تتارستان