التقى رئيس جمهورية تتارستان الروسية - رستم مينيخانوف، بوزير شؤون الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية - توفيق بن فوزان الربيعة، وأعرب رستم مينيخانوف الوزير السعودي على زيارته إلى قازان، مشدداً على أن المملكة تعد شريك مهم لروسيا، وذلك اليوم الجمعة 6 سبتمبر/أيلول 2024.
وقال رستم مينيخانوف خلال اللقاء: "نحن نطور العلاقات في جميع المجالات تقريباً، ويعقد قادة بلداننا اجتماعات منتظمة ومحادثات هاتفية، كما اننا لدينا علاقات مستقرة وجيدة للغاية في مجال التعاون السياسي والاقتصاد والمجالات الإنسانية الأخرى".
وأشار رئيس جمهورية تتارستان إلى أن عام 2026 سيصادف الذكرى الـ 100 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدنا والمملكة العربية السعودية، إذ كان الاتحاد السوفييتي أول دولة تعترف باستقلال الدولة السعودية، وأول دبلوماسي قدم للملك المؤسس عبد العزيز مذكرة حول الاعتراف بالمملكة كدولة تم إقامتها حديثا من قبل حكومة اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية كان مواطننا التتاري، قنصل روسيا في الحجاز - كريم عبد الرؤوفوفيتش حاكيموف.
وأكد رستم مينيخانوف أيضاً على أن تتارستان تولي أهمية كبيرة لتطوير التعاون مع المملكة العربية السعودية في إطار العلاقات الروسية - السعودية، موضحاً أن الجانبين يجريان تبادل منتظم ومتسمر للوفود.
وأضاف: "في عام 2021، قمت بزيارة إلى مدينة جدة، وعقدت اجتماع دوري لمجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" في جدة".
ووفقاً له لـ رستم مينيخانوف "في يونيو (حزيران) من هذا العام، قام رئيس مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية، صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، بزيارة تتارستان، وشاركت الوفود السعودية كالعادة في المنتدى الإقتصادي "روسيا-العالم الإسلامي: منتدى قازان".
وأردف حديثه قائلاً: "نحن نعتبر أنه من المهم للغاية تطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية، هناك فرص جيدة للتعاون في مجال الطاقة والزراعة، إذ تعتبر تتارستان منطقة تجريبية لتنفيذ المشاريع المصرفية الإسلامية في روسيا، ويمكننا التعاون في هذا المجال أيضاً، كما أن في جمهوريتنا، يتم إيلاء اهتمام كبير لتطوير صناعة الحلال، هناك أكثر من 20 مليون مسلم يعيشون في روسيا، لذلك هذه منطقة مهمة للغاية. ومن أجل ضمان تصدير المنتجات الحلال إلى الأسواق الخارجية، نتعاون مع دول الخليج في مسألة الاعتماد. وفي هذا الصدد، من المهم بالنسبة لنا التعاون، بما في ذلك مع سلطات إصدار الشهادات والاعتماد والتصديق والتصاريح السعودية".
بالإضافة إلى ذلك، وبحسب رئيس الجمهورية، تهتم تتارستان بتوريد مركبات "كاماز" وطائرات الهليكوبتر وسفن الشحن والركاب والمنتجات البتروكيماوية والأسمدة المعدنية ومعدات إنتاج النفط والغاز والتوربينات الغازية ومعدات ضخ الغاز والضواغط ومعدات التبريد والسلع الغذائية والزراعية والمنتجات الطبية والصيدلانية.
كما أكد رستم مينيخانوف أن تتارستان هي الجزء الشمالي من العالم الإسلامي. ففي عام 922، تبنى الفولغا البولغار المحليون الإسلام كدين للدولة. ويوجد في تتارستان حالياً نظام من أربع مراحل للتعليم الإسلامي الديني، والذي يتضمن دورات في المساجد والمدارس الدينية والمعهد الإسلامي الروسي وجامعة "قازان" الإسلامية، بالإضافة إلى الأكاديمية الإسلامية البولغارية، والتي تهدف إلى تدريب المتخصصين المؤهلين تأهيلاً عاليا.
وفي سياق متصل، شدد رستم مينيخانوف على أن الدور الاجتماعي للديانتين التقليديين الإسلام والأرثوذكسية آخذ في الازدياد، قائلاً: "سلطتهم وموقعهم النشط اليوم يشكلان سد منيع أمام انتشار التطرف والراديكالية الدينية".
وشكر رئيس جمهورية تتارستان الوزير السعودي بشكل خاص على الاهتمام الذي أولي لوفود تتارستان وللحجاج الروس، مشيراً إلى أنه خلال السنوات الأخيرة، كانت الحصة 1800 شخص.
وعلى حد قوله، أوضح رئيس الجمهورية أن خدمات التأشيرات للحجاج والسياح سيتم تسهيلها بشكل كبير فيما يتعلق بالافتتاح المخطط للقنصلية العامة للمملكة في قازان، كما سيتم تعزيز الرحلات المباشرة بين تتارستان والمملكة العربية السعودية.
يُشار إلى أنه منذ مطلع هذا العام، أصبحت المملكة العربية السعودية عضواً رسمياً في مجموعة "بريكس"، وفي هذا الصدد، خاطب مينيخانوف شؤون الحج والعمرة: "في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ستستضيف عاصمة جمهوريتنا قمة رؤساء دول "بريكس"، التي ننتظر وفداً رفيعاً لبلدكم".
بدوره، شكر الوزير توفيق بن فوزان الربيعة الرئيس رستم مينيخانوف على كرم الضيافة، وأكد أن "هناك علاقات تاريخية عميقة بين بلدينا، وهذه هي الزيارة الأولى كوزير اقوم بها إلى روسيا، بما في ذلك تتارستان. أنا معجب جداً بما رأيته. تتارستان هي منطقة ذات تاريخ غني وإنجازات كبيرة، ونرى إمكانات كبيرة للتعاون في قطاع النفط والغاز وصناعة الحلال وفي عدد من المجالات الأخرى، وإطلاق الرحلات الجوية المباشرة سيؤدي إلى تعزيز علاقاتنا، كما أن هناك بالفعل مجموعة عمل تتعامل مع هذه القضية، وهذه الرحلات مهمة ليس فقط للحجاج - يمكن أن تصبح أن تتارستان نقطة جذب للسياح من المملكة العربية السعودية مستقبلا".
وكجزء من زيارته إلى قازان، سيزور توفيق بن فوزان الربيعة أيضاً "كريملِن قازان" ومسجد "قول شريف" ومتحف "الإسلام"، وسيمشي على طول الجسر، وسيزور كذلك حديقة "رامييفا".
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس تتارستان
المصدر: المكتب الإعلامي لرئيس تتارستان