أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أن بلاده تستعد لإرسال الأغذية والأدوية والسلع الأساسية إلى أفغانستان في المستقبل القريب.
وجاء حديث نيبينزيا يوم الأربعاء 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، شدّد خلاله على أن "المهمة الأساسية في الوقت الحالي تتمثل في تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لأفغانستان".
وأشار مندوب روسيا الدائم إلى "إننا نرحب بالإجراءات السريعة التي اتخذتها الأمم المتحدة في هذا المجال، ودون تذبذب في التفاعل مع السلطات المحلية". وأضاف: "بدورنا، نحن مستعدون أيضاً للمساهمة في هذه القضية المشتركة، وفي المستقبل القريب، سنرسل الغذاء والدواء والسلع الأساسية إلى أفغانستان".
كما أعرب نيبينزيا عن أمله في أن "يظهر المانحون الرئيسيون كذلك الكرم الضروري في ظل هذه الحالة الحرجة"، مبيناً أنه "بغض النظر عن كيفية زيادة المساعدة الآن من خلال برامج التمويل التابعة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فلن يكون ممكناً حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية لأفغانستان دون إلغاء تجميد الأموال من خلال المؤسسات المالية الدولية ".
وشدّد على أنه وفقاً لممثلي الأمم المتحدة فإن البلاد، بخلاف ذلك، ستواجه "انهياراً اقتصادياً حتمياً. وفي هذا السياق، ندعم مشاركة صناديق الأمم المتحدة وبرامجها في العمل مع الوزارات التنفيذية لتوزيع الأموال غير المجمدة من أجل ضمان العمل المستمر لمختلف فئات موظفي الخدمة المدنية لتقديم الخدمات للشعب".
الجدير بالذكر أنه وعلى الرغم من الإجراءات التي اتخذتها حركة "طالبان" الراديكالية في الوقت الحالي، فإن الوضع الاقتصادي في البلاد لا يزال صعبا للغاية، ويرجع ذلك لحد كبير إلى حقيقة أن المتطرفين لا يملكون سوى 0.1 بالمئة من احتياطيات الدولة (من 9.4 مليار دولار)، حيث يتم تجميد جزء كبير منها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
كما وطلبت "طالبان" بالفعل عدة مرات من واشنطن رفع تجميد احتياطيات الدولة الأفغانية، ومع ذلك، بحسب ما صرح به وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، فإن قرارات الولايات المتحدة ودول غربية أخرى بتقديم المساعدة المالية لأفغانستان وإلغاء تجميد أصولها في البنوك الأجنبية ستتم بناء على الخطوات المقابلة من قبل "طالبان".
هذا وأشارفاسيلي نيبينزيا، إلى أن وصول "طالبان" إلى السلطة في أفغانستان لم يجلب الاستقرار للبلاد، وإنما أضيفت تحديات جديدة إلى المشاكل القديمة، وقال إن "الواقع الجديد الذي تأسس في أفغانستان بعد 15 أغسطس لم يجعل الأفغان أنفسهم أو المجتمع الدولي أقرب إلى تحقيق الاستقرار في البلاد، وخلق على أراضيها دولة سلمية غير قابلة للتجزئة وخالية من المخدرات والجريمة".
وأضاف: "تمت إضافة تحديات جديدة إلى المشاكل طويلة الأمد التي لم يتم حلها منذ عقود، والتي تتعلق في المقام الأول بعدم الاعتراف الدولي".
بالإضافة إلى ذلك، نوّه نيبينزيا بأن روسيا تواصل الدعوة إلى "تشكيل حكومة شاملة حقا تعكس بشكل مناسب مصالح جميع القوى العرقية السياسية في البلاد"، "بما في ذلك النساء والأطفال".
ومن المعروف أن حركة "طالبان" شنّت عملية واسعة النطاق من أجل فرض السيطرة على أفغانستان بعد أن أعلنت الولايات المتحدة في الربيع الماضي أنها ستسحب قواتها المسلحة من هناك.
وفي 15 أغسطس/آب 2021 دخلت "طالبان" إلى العاصمة كابول من دون قتال، وغادر الرئيس أشرف غني البلاد.
بعد ذلك في 7 سبتمبر/أيلول، أعلنت الحركة عن تشكيل الحكومة المؤقتة، والتي ضمت بشكل حصري أعضاء الحركة ومعظمهم من البشتون، أي الممثلين عن أكبر مجموعة عرقية في أفغانستان.
بدورها، أعلنت العديد من الدول أن مثل هذه الحكومة لا تعتبر شاملة، ودعت "طالبان" إلى ضم الأقليات العرقية والدينية والعنصر النسائي في تشكيلة الحكومة.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس