أعلن وزير الخارجية الأفغاني محمد حنيف أتمر، أن السلطات الأفغانية على استعداد للسلام وتقاسم السلطة مع حركة "طالبان" (المحظورة في روسيا الاتحادية)، مشيراً إلى أن ذلك "يخضع لمراعاة (طالبان) لبعض الشروط المعينة.
وصرّح وزير الخارجية الأفغاني بذلك في مقابلة مع صحيفة "إزفيستيا" الروسية، قال فيها متسائلا: "هل الحكومة الأفغانية مُستعدة لإشراك طالبان في صفقة ما لتقسيم السلطة والعمل معا؟! الإجابة: نعم، نحن مستعدون للعمل مع طالبان، ومستعدون لإدخالهم في الحكومة، ومُستعدون للسلام معهم و تقاسم السلطة معهم"، وتم نشر المقابلة في 3 أغسطس/آب 2021.
ولفت وزير الخارجية أتمر، إلى أنه "ليس لدينا الكثير من الشروط من أجل ذلك، في الواقع هناك شيء واحد فقط - داخل البلاد، مستقبل أفغانستان يجب أن تقرره الإرادة الحرة للشعب الأفغاني، وعلى الحدود الخارجية، يجب ألا تشكل أفغانستان تهديدا ضد أي دولة أخرى، ولا ينبغي أن تكون لدينا قوة إرهابية أجنبية واحدة، هذا، في الواقع، هو المبدأ الوحيد والأكثر أهمية الذي ننطلق منه في أي تسوية سياسية مع طالبان، وحكومتنا مستعدة لقبول طالبان كجزء منها بشرط أن يتوقفوا عن دعم الإرهاب ".
التعاون مع الدول الأخرى
وفي مسألة التعاون الدولي، قال وزير الخارجية الأفغاني "إن أفغانستان مستعدة للتعاون مع جميع الدول وترغب الجمهورية في أن تصبح منصة للتعاون وليس التنافس".
وقال: "نوّد أن تصبح أفغانستان مكانا للتعاون، لا مكانا للمواجهة والتنافس، تقدم أفغانستان شراكة لجميع الدول التي لدينا معها مصالح مشتركة، نحن نقدّم مثل هذه الشراكة ليس فقط للولايات المتحدة، بل نحن فخورون أيضا بصداقتنا مع روسيا، التي تعد شريكاً جيداً وموثوقاً لنا. نحن نعمل مع الصين ودول آسيا الوسطى والهند. لدينا علاقات قوية مع إيران وعلاقات جيدة مع السعودية. لكننا نأمل أيضا في علاقة أفضل مع باكستان، أي أننا نركّز على خلق جو من التعاون والعمل معا لتحقيق أهداف مشتركة."
كما أشار وزير الخارجية إلى أن الإرهاب والمخدرات والجريمة المنظمة تهدّد استقرار البلاد وأمنها وازدهارها. ومع ذلك، قال إن هذا تهديد ليس فقط لأفغانستان، موضحاً: "نحن جميعاً نواجه تهديداً مشتركاً ونحتاج إلى استراتيجية موحدة ومسؤولية جماعية للتغلب على هذا التهديد. لذلك ندعو كل الدول للعمل مع أفغانستان لتحييدها".
إلى ذلك يُذكر ان دولة قطر استضافت في يوليو/ تموز الماضي اجتماعاً، لمدة يومين، وفداً رفيع المستوى من أفغانستان وممثلي "طالبان". ونتيجة لذلك، اعتمد الطرفان بياناً مقتضباً حول النية في مواصلة محادثات السلام.
من جهته، أكد رئيس الوفد الرسمي، عبد الله عبد الله، الذي يرأس أيضاً المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية، للمشاركين في الاجتماع التزام الحكومة الأفغانية بالتوصل إلى تسوية سياسية للصراع.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس