فرضت السلطات في إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان حالة الطوارئ في مدينة جوادر الساحلية، حيث يحتج السكان على قمع الحريات الديمقراطية وتدهور الظروف المعيشية منذ بداية هذا الأسبوع، وذلك اليوم الجمعة 30 ديسمبر/كانون الأول 2022.
ووفقا لصحيفة The News International، يحظر في جوادر لمدة شهر واحد، التجمعات الجماهيرية للسكان والاعتصامات والاجتماعات. كما انقطعت في المدينة الاتصالات الخلوية، وتوقفت خدمات الإنترنت، وعلقت إمدادات الكهرباء لمعظم المناطق. واعتقلت الشرطة أكثر من 100 متظاهر وناشط من "حركة من أجل حقوق جودار" (GRM) المتزعمة اعتصامات السكان، بعد أن ألقى المتظاهرون الحجارة على مراكز الشرطة، وأغلقوا الطريق السريع الرئيسي الذي يربط المدينة ببقية مناطق البلاد. ووفقاً لتقارير إعلامية، قتل شرطي وأحد مؤيدي الحركة خلال الاحتجاجات في جوادر.
وأعلن وزير داخلية الإقليم، ضياء الله لانغوف، أن الحكومة لن تتنازل عند المحتجين وستتخذ إجراءات صارمة ضد المسؤولين عن أعمال العنف وأعمال الشغب. ووفقا لضياء الله، ستتخذ السلطات تدابير لضمان سلامة المواطنين الصينيين العاملين في جوادر.
من جانبها، ذكرت حركة GRM أنها ستواصل الاحتجاج والسعي إلى رفع قرار السلطات بتعزيز نظام الشرطة في المدينة وتلبية مطالبها بتحرير التجارة مع المقاطعات الأخرى في باكستان، ووقف الصيد في أعماق البحار قبالة سواحل جوادر، ووقف طرد السكان من المناطق المخصصة لبناء مساكن للأجانب، فضلا عن الإمداد المستمر بالمياه والكهرباء للسكان.
وأفاد قادة GRM أنه في حالة عدم الامتثال لهذه المطالبات، فإنهم سيدعون مؤيديهم إلى حصار المرافق الاقتصادية التي يتم بناؤها في جوادر بمساعدة الصين.
هذا وتأتي الاحتجاجات في جوادر وسط توترات مستمرة في بلوشستان بسبب صعود الجماعات القومية والانفصالية، فضلاً عن معارضي تدابير الحكومة الباكستانية لتعزيز مركزية البلاد. وتشكل هجمات المتطرفين المسلحين تهديداً لأمن ميناء جوادر البحري، الذي يعتبر أحد الأهداف الرئيسية للمبادرة العالمية الصينية "حزام واحد - طريق واحد"، بالإضافة إلى مرافق البنية التحتية الأخرى التي يتم بناؤها في باكستان بمساعدة جمهورية الصين الشعبية.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
Photo: Burhan Ahmad/Unsplash
المصدر: تاس