ماذا نعرف عن مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"؟
تأسست مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" عام 2006 بمبادرة من الرئيس الروسي فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين، عقب انضمام روسيا إلى منظمة المؤتمر الإسلامي (منظمة التعاون الإسلامي حالياً) بصفة مراقب عام 2005. وطُرحت هذه المبادرة خلال زيارة العمل التي قام بها فلاديمير بوتين إلى ماليزيا، خلال خطابه في القمة العاشرة لمنظمة التعاون الإسلامي عام 2003.
كان مؤسسو المجموعة ورؤساؤها المشاركون شخصيات روسية بارزة، عامة وسياسية وحكومية، هما يفغيني بريماكوف، رئيس وزراء روسيا الأسبق، ومينتيمير شايمييف، أول رئيس لجمهورية تتارستان. قبل عام 2010، وعقدت المجموعة خمسة اجتماعات: موسكو (مارس/آذار 2006)، قازان (أغسطس/آب 2006)، إسطنبول (فبراير/شباط2007)، جدة (أكتوبر/تشرين الأول 2008)، والكويت (ديسمبر/كانون الأول 2009).
وفي عام 2014، أوكلت رئاسة المجموعة، لرئيس جمهورية تتارستان، رستم مينيخانوف. في يونيو/حزيران 2015، وعُقد الاجتماع الأول لمجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" في موسكو بقوام جديد، حيث شارك في الاجتماع وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي - إياد مدني. في عام 2019، عُرض مفهوم مُحدث لمجموعة الرؤية الاستراتيجية خلال اجتماع عقدته وزارة الخارجية الروسية مع سفراء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المعتمدين في روسيا. علاوةً على ذلك، عقدت المجموعة الاجتماعات التالية بين عاميّ 2015 و2025: موسكو (يونيو 2015)، قازان (مايو/أيار 2016)، غروزني (مايو 2017)، محج قلعة (نوفمبر 2018)، أوفا (نوفمبر 2019)، جدة (نوفمبر 2021)، قازان (مايو 2022، 2023 و2024)، كوالالمبور (ديسمبر 2024)، قازان (مايو 2025). وفي كل إجتماع من إجتماعات المجموعة وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلمات ترحيبية بالمشاركين.
تُعقد الاجتماعات في جمهورية تتارستان بالتزامن مع المنتدى الاقتصادي الدولي "روسيا - العالم الإسلامي: منتدى قازان"، الذي يضمن التطبيق العملي لمجالات التعاون الحالية التي تُناقش في الاجتماعات السنوية للمجموعة. ويشارك الأعضاء و الخبراء في مجموعة الرؤية بفعالية في الإجتماعات والفعاليات. وفي السنوات الأخيرة، أصبح منتدى قازان المنصة الرئيسية للتعاون الاقتصادي بين بلدنا ودول العالم الإسلامي.
تتوافق مواضيع اجتماعات المجموعة مع جدول الأعمال الحالي، وتتراوح بين مناقشة القيم الروحية والأخلاقية التقليدية، والتجارب في الحفاظ على التنوع العرقي والثقافي، والتناغم بين الأعراق والأديان، والتفكير في سبل التفاعل بين روسيا والعالم الإسلامي في عصر التعددية القطبية الناشئة، والعمل في مجال سياسات الشباب. تضم المجموعة حالياً 77 شخصية روسية بارزة، حكومية وعامة وسياسية، من 25 دولة، من بينهم وزراء سابقون، وعلماء دين بارزون، وخبراء من السعودية، ومصر، وإندونيسيا، وماليزيا، والمغرب، وإيران، والكويت، ودول أخرى. علاوةً على ذلك، يضم المجلس الاستشاري للخبراء التابع للمجموعة خبراء وعلماء بارزين من روسيا والعالم الإسلامي، برئاسة البروفيسور فيتالي ناؤمكين، الأكاديمي في الأكاديمية الروسية للعلوم والحاصل على دكتوراه في العلوم التاريخية. ومنذ مارس 2025، يشغل مارات غاتين، مساعد رئيس جمهورية تتارستان، منصب نائب رئيس المجموعة.
تُعدّ مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" اليوم منصةً دوليةً للدبلوماسية العامة، تُتيح تبادل الآراء مع قادة الجمعيات الإسلامية العالمية، العامة والدينية، ورؤساء المنظمات والمؤسسات والجامعات التحليلية والعلمية والإنسانية الرائدة في دول منظمة التعاون الإسلامي. وتشمل أولويات المجموعة حالياً تعزيز نظام عالمي عادل ومتعدد الأقطاب، وضمان تطوير وحماية القيم الروحية والأخلاقية المشتركة بين روسيا والعالم الإسلامي، بالإضافة إلى إشراك الشباب في صونها وتعزيزها. وتُنفّذ المجموعة أنشطتها وفقاً لمفهوم السياسة الخارجية المُحدّث لروسيا الاتحادية، الذي أقرّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 31 مارس 2023، والذي يتضمن لأول مرة قسماً خاصاً بـ"العالم الإسلامي". ويؤكد هذا المفهوم أن الدول ذات الحضارة الإسلامية الصديقة أصبحت شريكًا موثوقاً به ومرغوباً فيه لروسيا في قضايا الأمن والاستقرار، وحل المشكلات الاقتصادية على الصعيدين العالمي والإقليمي. من الأهداف الرئيسية لمجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" اليوم تسهيل عملية التقارب الشامل بين روسيا والعالم الإسلامي على أسس ثقافية وحضارية، وتنسيق المواقف بشأن القضايا الدولية الرئيسية، وتسهيل التواصل، لا سيما من خلال العلاقات العامة، مع التركيز على توسيع الشراكات الشاملة، بما في ذلك في المجال الاقتصادي، والتفاعل بين منظمات الشباب.
وتحت رعاية المجموعة، تُعقد العديد من المنتديات والمؤتمرات العلمية والعملية والمهرجانات والحلقات المستديرة والفعاليات الاجتماعية والدينية والشبابية وغيرها في روسيا وخارجها.