الرئيس الفخري لمجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
في عام 2006 ميلادية وبمبادرة من يفغيني بريماكوف وبالإشتراك مع مينتيمير شايميف، تم تأسيس مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي". وفي كلمته الإفتتاحية خلال الإجتماع الأول للمجموعة، أوضح يفغيني ماكسيموفيتش بريماكوف سببين لا شك بهما لإنشاء المجموعة وهما:
"السبب الأول، الذي يوحدنا جميعا، - هو فهم أحد أهم الأخطار الرئيسية في عالم اليوم – وهو تقسيمه وفقا للمبدأ الدينية – الحضاري. وبتعبير أدق، إلى قسمين إثنين – إلى قسم غير مسلم، وقسم مسلم. ولهذه المحاولات – هي تزيد من الخطر – ويقف خلف هذا مؤلفين المقالات ليس في فقط في الصحف والمجلات، وإنما بعض العلماء وحتى السياسيين. روسيا – هي إحى القوى العظمى، التي تؤثر على الحياة الدولية، وفي هذا السياق هي يمكن أن تعمل كل ما في وسعها لمنع تطور مثل هذا التهديد للبشرية جمعاء.
السبب الثاني لتأسيس مجموعتنا، يهدف إلى إجراء حوار بين الخبراء الروس والممثلين عن الدول الإسلامية الأجنبية، والتي يتمثل في الوضع العرقي والديني الخاص لروسيا. والتي يعيش فيها ملايين من المسلمين. وهم ليسوا من المهاجرين، كما هو في البلدان الغربية، وهم يعتبرون جزءا عضويا من السكان الاصليين. وربما لا توجد دولة أخرى كروسيا يتألف سكانها الأصليين من الأغلبية المسيحية والأقلية المسلمة، أن تكون نموذجا للتعايشهم السلمي والتداخل بين ثقافاتهم وإنشاء نوع خاص من المجتمع. وفي الوقت نفسه – يتعتبر موقع روسيا الفريد من نوعه "كجسر" بين أوروبا وأسيا".
"هدفنا – هو أن نوضح لعامة الناس الفرق بين الأصولية الإسلامية والتطرف الإسلامي. في أن الأصولية أمنة، ولكن التطرف متأصل في جميع الديانات الموجودة"، - وبالتالي، فإننا ندل على المهمة الرئيسية لمجموعة يفغيني بريماكوف. وأشار أكثر من مرة خلال محاضراته في جلسات الإجتماع، إلى أن المشكلة العالمية للإنسانيةتتمثل في تقسيم العالم وفقا للمبدأ الديني والحضاري، الذي يؤدي إلى مزيد من التساؤلات المعقدة أكثر – وهي ظهور الإرهاب الدولي على الساحة الدولية، والذي يلبس قناع الدين، والذي يرتدي الملابس الإسلامية.
"وفي مثل هذه الظروف من المهم تحديد الهدف من الشرح لقطاعات واسعة من الناس ليس فقط من غير المسلمين، وإنما للدول الإسلامية ما هو الفرق بين الأصولية الإسلامية والتطرف الإسلامي. إذ أن الأصولية الإسلامية هو بالضبط نفس الأصولية لأي
دين أخر، وهو أمن للمجتمع. وهو بناء المساجد، وإقامة الشعائر الدينية، والمساعدة المتبادلة للمؤمنين وغيره. ولكن عندما تتخذ الأصولية الإسلامية شكلا متطرفا وعدوانيا، فإن ذلك يؤدي إلى فرض نموذج إسلامي بالقوة للدولة والمجتمع. وعرف التاريخ المراحل التي تطورت فيها الأصول المسيحية إلى تطرف مسيحي كاثوليكي. وقد تم ذلك من قبل اليسوعيين، وكان هذا خلال الحروب الصليبية. واليوم، فإننا نواجه مظاهر التطرف الإسلامي"، - هذه الكلمات التي تحدث بها خلال إحدى إجتماعات المجموعة، الذي تم فيه إبداء إهتمام خاص بالتحديد لمواجهة الإرهاب الدولي.
وكما قال يفغيني بريماكوف، بأن نمو التطرف الإسلامي يرتبط إرتباطا مباشرة بالعلاقات بين الحضارات المختلفة. أي أننا نتحدث عن عمليات العولمة الجارية، والتي لا تتجاهلها المجتمعات الإسلامية. ومع ذلك، فإنه بالإضافة إلى العولمة التي تشمل أيضا الحضارة العالمية والجوانب الثقافية، والسياسية، والدينية المختلفة، والتي هي مميزة لكل دولة ولكل شعب. والأن هذا هو بالتحدي الحوار الذي تعيش فيه مختلف مجالات النشاط الحيوي في أزمة عميقة.
وعلى وجه التحديد في أنشطة مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي" يفغيني بريماكوف الذي رأى أهمية المنصة لإنشاء وتعزيز هذا الحوار، والقيام بإتخاذ التدابير الفعالة لمكافحة التطرف وعدم التسامح مع الأشخاص الذين يمثلون المعتقدات الثقافية والدينية الأخرى، والذي بقي الرئيس الفخري للمجموعة حتى وفاته.