من أين يبدا تاريخ الحوار الإسلامي المسيحي (الأرثوذكسي) ؟ لماذا من المهم أن نكون قادرين على إيجاد أرضية مشتركة مع أتباع الديانات العالمية الأخرى؟ كيف يعيش اليهود في يوم السبت؟ لماذا لا تتعارض الآراء السياسية مع التعاليم الدينية؟ هل صحيح أنه من الأفضل عدم الذهاب إلى داغستان على الإطلاق؟ هذه هي الأسئلة التي طرحها المشاركون في المدرسة الصيفية الدولية الثالثة "حوار بولغار للثقافات " ، والتي تقام هذه الأيام في أكاديمية بلغار الإسلامية في مدينة بولغار بتتارستان.
" تاريخ اليوم مهم للغاية - لقد مر شهر واحد بالضبط منذ توقيع اتفاقية التعاون بين أكاديمية بلغار الإسلامية ومدرسة قازان الأرثوذكسية اللاهوتية" ، استذكر رئيس الأساقفة أليكسي كولتشيرين في مقابلة مع الطلاب. - في الواقع ، يمكن تطوير وتنفيذ الكثير من المشاريع المشتركة الشيقة وفي نفس الوقت بالغة الاهمية ، حيث يمكن تنظيم محاضرات مستمرة ، في إطار ذلك سيتم التعرف ليس فقط على الجوانب الدينية لوجودنا ، ولكن أيضًا مع ثقافة وتقاليد وعادات بعضنا البعض. نحن ملتزمون بالإثراء الإيجابي المتبادل. تجدر الإشارة إلى أن لدينا اليوم العديد من المواضيع المطروحة للمناقشة. بالطبع ، لا يمكن للمرء أن يجادل بأن العالم الحديث معظمه علماني ، ولكن المبادئ و القيم والأخلاق وقضايا الأسرة متشابهة للغاية في جميع الأديان. لذلك ، لدينا دائمًا فرصة للتحدث ، مع الحفاظ على قيمنا الأساسية المشتركة ودعمها.
أليكسي كولتشيرين
حسب ما قالت إلميرا ساديكوفا ، المديرة التنفيذية لصندوق الحوار الاستراتيجي والشراكة مع العالم الإسلامي ، مدير مركز الحوار بين الأديان بأكاديمية بلغار الإسلامية ،بان تتارستان هي مكان رائع للدراسة والتعلم من تجربة التعايش السلمي والصداقة بين اتباع الديانات والقوميات المختلفة.
كما اضافت - انه من المهم الإشارة إلى أنه عندما نتحدث عن الحوار بين الأديان ، تجدر الإشارة إلى أن مفتي تتارستان كامل حضرة ساميغولين و الانبا فيوفان (كلاهما عضو في مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي") يشاركان في الفعالية المشتركة ويحضرون احتفالات بعضهم البعض. إنهم أصدقاء جيدون حقًا. بالنظر إلى هذا المثال المذهل ، علينا ان نأخذ هذا المثل في علاقاتنا. هذا موقف حكيم لدى كبار المجتمع، وهو ما يتم اتباعه من قبل المسؤلين الذين يعملون في مجال حوار الاديان. لدينا قيم مشتركة - أخلاقية ، تعليم روحي ، قيم عائلية ، عمل شبابي ، خدمات اجتماعية يجب أن نفهم أنه من خلال العمل المشترك فقط يمكن الرقي بمجتمعاتنا.
من أجل فهم بعضنا البعض وإيجاد أرضية مشتركة ، من المهم جدًا معرفة التاريخ ، بما في ذلك تاريخ تكوين التعليم الديني ومواصلة تطويره ، وفقًا لرئيس الأساقفة أليكسي كولتشيرين اليوم ، التعليم الديني / الروحي هو ذلك التعليم الذي يعد رجال الدين من أي دين معروف، و هم الذين بامكانهم شرح أسس الإيمان و العقيدة في اللغة الحديثة و هم من يمكنهم العمل كمدرسين. معظم المناهج تشمل العلوم اللاهوتية والنصوص المقدسة, بالإضافة إلى هذا يوجد في التعليم الديني مكان للمواضيع العلمانية ، بما في ذلك التاريخ وتعلم اللغة وما إلى ذلك. - من الخطأ الاعتقاد بأن التعليم الديني هو نظام مغلق عن الاعين. وأشار رجل الدين إلى أن " التعاليم الموجودة في المسيحية ، هي ايضا موجودة في الدين الإسلامي ، يستطيع اي شخص تعلمها، بما في ذلك اصل الوجود ، و بذلك يكون قادرا على نقله إلى الناس".
في الحوار الذي دار مع كبير الحاخامات في قازان وجمهورية تتارستان ، يتسحاق غوريليك ، الذي تحدث عن مرحلة تعليم الصبيان ، وعدد المرات التي يصلي فيها اليهود ، ولماذا من المهم جدًا الاستعداد مسبقًا ليوم السبت. - في يوم السبت لا أحد يستطيع العمل ، حتى الحيوانات. يوم السبت هو وقت الاسترخاء والتواصل مع الأصدقاء والأقارب. لا يمكنك حتى إطفاء الأنوار في هذه العطلة ، حيث تضيء النساء الشموع مساء يوم الجمعة وتوضع على طاولة الأعياد. يتم قراءة الصلوات على المشروبات والمرطبات قبل الوجبات. نحن نجهز كل شيء مقدما ، يوم الجمعة. يجب على كل يهودي أن يعرف بوضوح أين سيكون يوم السبت. في يوم الجمعة ، تقليدياً ، يتم تحضير السخينه - هو طبق تراثي من الفول أو الفول مع التوابل واللحوم. قبل التقديم ، يكون الطبق دائمًا في الفرن ، هذا مايجعل له مذاقًا مميزًا, كما تؤكل الأسماك المحشوة يوم السبت. بالطبع ، إذا كنا نتحدث عن سلامة الانسان ، وعن حياته ، فإن قواعد السبت لا تنطبق علي هذا الحالات الخاصة، على سبيل المثال ، إذا بدأت ولادة المرأة يوم السبت ، فلا يمكنك بالطبع أن تطلب منها تأجيلها إلى الغد. ومن المثير للاهتمام ، في اليهودية ، الأولاد البالغين سن 13 يطلق عليهم- ابن الوصية. بالنسبة للفتاة البالغة تسمى - ابنة الوصية. بالنسبة لليهود المتدينين كونه بالغًا يعني تحمل العديد من المهام والمسؤولية عن أفعالهم. كل وصايا اليهودية ال 613 يجب مراعاتها.
يتسحاق غوريليك
- الولد الذي بلغ سن الرشد ، يحق له قراءة التوراة في المعبد ، ويسمح له بامتلاك بعض الممتلكات - ليس فقط الكتب والألعاب ، ولكن أيضًا اشياء أكثر اهمية. بالإضافة إلى ذلك ، قد يتزوج. في عصرنا الشباب يستخدمون هذا الحق في حالات نادرة للغاية ، ولكن في الوقت الذي ظهرت فيه قوانين اليهودية كان هذا أمرًا شائعًا. في أول يوم سبت بعد عيد ميلاده الثالث عشر، يأتي الصبي إلى المعبد ويقرأ مقطعًا من التوراة اثناء تادية صلوات السبت. تقتصر الفتيات عادة على محاضرة صغيرة حول الدين اليهودي.
بعد ذلك ، يتم ترتيب وليمة كبيرة ان بلوغ الأطفال سن الرشد هو عيد ليس فقط للعائلة ، ولكن للمجتمع اليهودي بأكمله. يرحب الآباء والأقارب والأصدقاء بالبالغين الجدد ويقدمون لهم الهدايا - عادةً الكتب أو المال. بعد بلوغ سن الرشد يمكن دعوة الصبي إلى المنيان - وهي مجموعة للصلاة ، يجب أن يكون فيها على الأقل عشرة رجال بالغين.
في الختام تعرف المشاركين على ثقافة جمهورية داغستان ، رئيس فرقة الرقص القوقازية "كافكاز ستايل" والتي يتراسها سيراج جافادبيكو، الذي لم يتحدث عن داغستان وحسب ، بل علم الشباب الحاضرين القليل عن اساسيات رقصة الليزغينكا التراثية. من المثير للاهتمام أن السكان من حوالي 72 جنسية يعيشون في جمهورية داغستان ، ولكل منها مجتمعها الفريد، والذي تطور تاريخياً ولا يزال يتم تقاليدها من جيل إلى جيل ، ويتم الحفاظ عليها بعناية.
سيراج جافادبيكو
تقع العاصمة ، مدينة محج قلعة، على الشاطئ الغربي لبحر قزوين. هناك أسطورة يتداولها الناس أنه في موقع العاصمة الحالية لداغستان في القرن السابع كانت عاصمة أخرى - اسمها سيميندير كانت المدينة الرئيسية في مملكة خازار. وتسمى قطعة الأرض التي تقع عليها محج قاعة بين جبل تاركي تاو وبحيرة قزوين على سهل ساحلي ضيق "ممر داغستان" في القرن الخامس عشر كان يسيطر على الممر تاركي اوول دافع سكان هذه القرية عن حقهم في قطعة الأرض هذه في العديد من المعارك, تاركي اوول الان ضمن عاصمة داغستان المعاصرة. ترتبط فترة من فترات تاريخ داغستان باسم المصلح الروسي القيصر بيتر العظيم. في عام 1722 ، أثناء الحملة الفارسية. كان الإمبراطور الروسي يحب الخليج المريح الهادئ عند سفح جبل أنجي آركا . يقال أنه ترك حجرًا في مكان المنارة الحالية وأمر كل من كان معه أن يفعل الشيء نفسه وهكذا ظهرت القلعة العسكرية على جبل أنجي آرك ، التي تسمى بتروفسكي.
نذكر، المدرسة الصيفية الدولية التي ستستمر عشرة أيام "حوار بولغار للثقافات" ستقدم دراسة معمقة عن الثقافات وتراث شعوب العالم ، تحليل معمق للمناطق والبلدان الكبرى - في كل من إفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ وأمريكا الشمالية واللاتينية والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا وروسيا وأوروبا وآسيا الوسطى ، مع نمذجة عمل لجان المنظمات الدولية (الأمم المتحدة واليونسكو) كجزء من عمل المشروع ، وبرنامج يومي للمحاضرات والندوات ، والتدريب المكثف على الأساليب الإبداعية والأكاديمية للكتابة باللغة الروسية.
المنظمون لهذة الفعالية هم مجموعة الرؤية الإستراتيجية " روسيا – العالم الاسلامي " وصندوق الحوار الاستراتيجي والشراكة مع العالم الإسلامي ، وجامعة قازان الفيدرالية (معهد العلاقات الدولية) و أكاديمية بلغار الإسلامية.
وفقًا للمنظمين ، يهدف المشروع إلى تطوير منصات دولية للحوار بين الثقافات والحضارات ، لتعريف الطلاب الأجانب بالمكونات الدينية الموجودة في روسيا الاتحادية بشكل عام وجمهورية تتارستان بشكل خاص . يشارك بهذه الفعالية 30 طالباً من الصين وسوريا وأفغانستان وطاجيكستان والعراق وتركيا والأردن وروسيا.
إلميرا غافيياتولّينا